الوطن
إلزام بلعابد بفتح المدارس خلال العطلة هو قرار ترقيعي
زهرة فاسي حذرت من الواجبات المنزلية التي تعطى خلال العطلة للمتمدرسين وتؤكد:
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 23 ديسمبر 2019
انتقدت المفتشة التربوية والخبيرة في النظام التربوي، زهرة فاسي، تكليف التلاميذ بواجبات منزلية أثناء العطلة المدرسية. واعتبرت في ذات الصدد أن قرار وزارة التربية بفتح المؤسسات التربوية خلال الأسبوع الأول من العطلة قرار ترقيعي.
قالت زهرة فاسي، في تصريح لها على صفحتها على الفايس بوك، إن عملية التعلم والتحصيل المعرفي هي عملية فكرية ذهنية عقلية معقدة من التحليل والتقييم والفهم والحفظ والتقويم، يقوم بها التلميذ والأستاذ يوميا في آن واحد، من بداية شهر سبتمبر إلى ديسمبر، وهو أطول فصل دراسي خلال السنة، ولهذا يجب تحرير التلاميذ من كل مجهود ذهني إضافي لأنهم يغادرون المدرسة في حالة تعب فكري كبير بعد اختبارات الفصل الأول.
وشددت زهرة فاسي على أهمية عدم تذكير التلاميذ في البيت بنتائجهم سواء كانت متوسطة أم ضعيفة تماما، كما حذرت من كل عقاب خاصة العقاب العاطفي، بل تحفيزهم وتشجيعهم على الراحة بهدف تجديد طاقتهم الذهنية والاستعداد للعودة لأماكنهم البيداغوجية، تضيف ذات الخبيرة والمختصة الاجتماعية.
وفي المقابل، أكدت زهرة فاسي على أهمية الخروج من البيت إلى فضاءات أخرى لتغيير الحيز الجغرافي ولو ليوم واحد، على اعتبار أن البقاء في البيت طيلة العطلة يثبت في العقل صورا روتينية تذكرهم بالمجهود الفكر.
ودعت في ذات السياق إلى أهمية عدم إجبار التلاميذ على المراجعة إلا إذا ذهبوا إليها بإرادتهم، لأن المراجعة بأمر من الأولياء تكون مراجعة "تمثيلية" لإرضائهم، قائلة "العين في الكراس والعقل خارجه".
وقالت الخبيرة التربوية إن الحلول لرفع المستوى الدراسي تكون داخل المؤسسة التربوية وتتمثل في المتابعة البيداغوجية والتحكم في عمليات إرساء الموارد بذكاء ووفاء وضمير مهني صادق، على اعتبار أن الحيز الزمني متوفر وتقنيات المعالجة التربوية متوفرة من دروس الدعم والاستدراك والأعمال الموجهة، مجددة تأكيدها أن حل التمارين التي يكلف بها التلاميذ لا يكون مجديا إلا إذا تم بحضور الأستاذ للوقوف على الخطأ وتصويبه وتقويمه، مشددة في الأخير أنه إذا ابتعدت البيداغوجية الحقيقية عن التلميذ اغتالت القوانين والتشريعات غير التربوية فكره والنتائج ستبقى محور جدل متواصل.