الوطن

إجراءات عملية للحدّ من حوادث عمليات الولادة المعقدة

نحو تعميم مراكز محاكاة بكليات الطب الموزعة عبر 48 ولاية

ستعمم قريبا مراكز محاكاة لعمليات الولادة بجميع كليات الطب الموجودة عبر الوطن لتكوين الطبيب المختص تكوينا صحيحا وتجنب كافة الحوادث المحتملة خاصة في الحالات المعقدة، حسبما كشف عنه أمس رئيس مصلحة طب النساء والتوليد بمستشفى "حسيبة بن بوعلي" بالبليدة.

البروفيسور محمد السعيد أشار في تصريحات صحفية على هامش اليوم الثاني والأخير للملتقى الدولي حول "طب النساء والتوليد" احتضنه مركز زرع الأعضاء والانسجة بمستشفى فرانس فانون، أن "عمليات الولادة تسجل حدوث الكثير من الإصابات والاضرار للمولود وذلك لأسباب عديدة اهمهما عدم حصول الطبيب المختص المتخرج على التكوين الكافي خلال فترة الدراسة ولهذا فكر المختصون في فتح مراكز محاكاة عبر جميع كليات الطب المتخصصة في طب النساء والولادة".

وأوضح المختص أن بعض الكليات شرعت في اقتناء هذه المراكز للعمل بها ويجري حاليا تعميمها على باقي الكليات الموزعة عبر مختلف الولايات مشيرا الى ان كلية الطب بالبليدة ستفتح مركز محاكاة خاص بها في الثلاثي الأول من سنة 2020 إذ تم إطلاق المناقصة واختيار نوعية المركز واجهزته وتكوين المختصين الذي سيشرفون عليه.

وأشار الى ان طلبة الطب المتخصصين سيتلقون تكوينا صحيحا حيث سيقومون بعمليات ولادة نموذجية على انسان آلي يشبه امرأة حامل ويدرسون جميع الاحتمالات والحوادث التي يمكن ان تواجه الطبيب خلال عملية الولادة قبل تطبيقها على الانساني ما سيسمح لهم باكتساب الخبرة والتحكم الجيد في مهنتهم مثلما هو الشأن بالنسبة للطيارين الذين يتعلمون سياقة الطائرة على أجهزة محاكاة، كما قال.

وبخصوص الحوادث المسجلة خلال عمليات الولادة ذكرت البروفيسور بوداود، مختصة في طب النساء والتوليد بمستشفى القبة (الجزائر العاصمة) خلال مداخلة ألقتها بالمناسبة حول "الوقاية من الحوادث المتعلقة بالولادة لدى المولود الجديد"، أن هذا النوع من الحوادث في "تزايد مستمر في الجزائر".

وأضافت المتحدثة أن معظم الحوادث المسجلة تتعلق بإصابة المولود بكسور في العظام او الجمجمة او الذراع او الركبة وذلك في حالة ما إذا كانت هناك تعقيدات في عملية الولادة وعدم اتباع طريقة صحيحة من طرف الطبيب او القابلة بسبب عدم اكتسابهما "تكوينا وخبرة كافية".

ولفتت الى ان هذه الإصابات يمكن معالجتها في بعض الأحيان الا انها تتسبب في أحيان أخرى في "إعاقة دائمة للمولود او حتى في وفاته" مشددة في هذا الإطار على ضرورة التكوين الصحيح والسليم للطبيب قبل تخرجه وتأطيره طيلة دراسته التطبيقية من طرف المختصين لتجنب وقوع هذا النوع من المشاكل.

كما أكد الدكتور رامي حليم، محامي مختص في علوم الاجرام، لدى عرضه لدراسة قانونية حول نفس الموضوع، أن "التكوين الجيد للمختص هو عامل أساسي لتسيير وتجنب الأخطاء الطبية" التي يمكن ان توقف المشوار المهني لصاحبها أو تعرضه لعقوبات قانونية مختلفة.

وأوضح أن "الكفاءة تكتسب عن طريق التكوين والتجربة والضحية ليس له ذنب أن يقع في يد طبيب غير مكون" لأنه "الشهادة لا تعني الكفاءة بل هي اكتساب معلومات فقط حول الاختصاص والكفاءة تكتسب مع التطبيق والممارسة"، وقال الدكتور حليم أنه يتحتم أيضا على الطبيب متابعة جميع الإجراءات التي تتبع عملية الولادة بما فيها كتابة الملف الطبي للمريضة والمولود وجميع المعلومات المطلوبة لأنها ستكون بمثابة دليل براءته في حالة تسجيل خطأ طبي مشيرا الى انه في الكثير من الأحيان يهمل الطبيب ذلك بحجة انشغاله بالعمليات.

كما شدد على ضرورة عدم السماح للقابلة بالقيام بالعمليات غير المخولة لها دون اشراف مختص لأنها تعد من اختصاص الطبيب وذلك لتجنب وقوع حوادث قد تؤدي لوفاة المولود، وبخصوص تصنيف القضايا المرفوعة ضد الأطباء بسبب ارتكابهم لأخطاء طبية في الجزائر قال إن "عمليات الولادة تصنف في المركز الأول تليها عمليات الجراحة العامة ثم جراحة العيون" لافتا الى هذا النوع من القضايا في "تزايد مستمر وذلك لسببين اساسين وهما ارتفاع نسبة الوعي لدى المواطنين من جهة ومحاولة الضحية الحصول على تعويضات مالية من المحاكم من جهة أخرى.

 

من نفس القسم الوطن