الوطن

بوتفليقة استقبل بـ"حذر شديد" طلب إرسال الجيش خارج الحدود

كلينتون اعترفت بوجود "عوامل معقدة" للتدخل في مالي ومصادر أمريكية تكشف:

 

قالت مصادر إعلام أمريكية إن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة استقبل بحذر طلب وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون خلال اللقاء الثنائي في العاصمة بقبول تدخل الجيش الجزائري في شمال مالي.

ونقلت صحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية فحوى ما جرى في اللقاء الذي جمع مسؤولي البلدين أول أمس استمر لبضع ساعات قائلة، إن "وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون عبرت تفاؤلها بأن تلعب الجزائر دورا رئيسيا في دفع دولي متزايد نحوالتدخل العسكري في مالي، بعدما سيطرت الأشهر الأخيرة جماعة متطرفة مرتبطة بتنظيم القاعدة على مساحة تعادل تقريبا مساحة ولاية كاليفورنيا". وقالت كلينتون إنها ستمضي قدما في مناقشة هذه المسألة مع زعماء أفريقيا إلى الأمم المتحدة وغيرها من أجل "تحديد النهج الأكثر فعالية الذي يجب أن يكون فعالا".

وأردفت الصحيفة قائلة بعد مرور الجزائر في الآونة الأخيرة بالعديد من الإصلاحات الديمقراطية في إطار احتجاجات الربيع العربي والثورة في تونس المجاورة لليبيا، فإن قدرات الجيش العسكري الجزائري لا تزال من بين الأكثر موثوقية في المنطقة". مضيفة أن بوتفليقة استقبل بحذر في اجتماع مع كلينتون في الجزائر العاصمة، طلب التدخل العسكري في شمال مالي، وقالت وزير الخارجية الامريكية "بتقدير كبير فإنه بناء على تحليل الرئيس وخبرته الطويلة، فإن هناك عوامل عديدة معقدة والتي لا بد من معالجتها للتعامل مع الوضع الداخلي كانعدام الأمن في مالي والتهديد الإرهابي والاتجار بالمخدرات التي توجد في المنطقة وخارجها".

وأصبحت إدارة أوباما وكثير من الجمهوريين في واشنطن حريصين بشكل متزايد لمعالجة الوضع وسط مخاوف من أن شمال مالي قد يكون ملاذا لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.

وقد حرصت الإدارة على العمل قدر الإمكان مع الجزائر، التي تقع بين مالي وليبيا. وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الامريكية إن ادارة اوباما حرصت قدر الإمكان على الأخذ بموقف الجزائر الواقعة بين مالي وليبيا، مضيفا "لدينا عدد ضخم  من المصالح المشتركة على المحك، وهناك اعتراف قوي بأن الجزائر يجب أن يكون جزءا أساسيا من الحل". أما تعاوننا سيكون حيويا من حيث استعادة النظام في شمال مالي وتقليل المساحة التي لدى التنظيم للعمل في أنواع من الخيارات المتاحة لديها".

وفي الوقت نفسه، قال إن الولايات المتحدة تريد أن توجه ضربة للمتمردين، ولا مصلحة لها في المشاركة النشطة في مهمة عسكرية، ما لم تطلب مالي ودول غرب أفريقيا صراحة على مثل هذه المساعدة". ومسؤولون أمريكيون يبدوتشبثهم إلى الاعتقاد بأن التدخل العسكري الناجح حقا يتطلب دورا كبيرا من الجزائر.

من جانبها "نيويروك تايمز" قالت إن الولايات المتحدة وفرنسا انضمتا إلى حملة الضغط الدبلوماسي الاثنين لكسب التأييد الجزائري الرئيسي للتدخل العسكري في شمال مالي، ومن المتوقع بعد زيارة كلينتون الجزائر أن يسافر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند لزيارة الجزائر في ديسمبر، بهدف وضع الصيغة النهائية للدعم الإقليمي لمهمة عسكرية في أوائل العام المقبل.

وفي سياق ذي صلة، اعتبرت مساعدة كاتبة الدولة الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط الييزابث جونس أمس الثلاثاء أن الجزائر تعتبر شريكا هاما ومفضلا للولايات المتحدة الأمريكية في مكافحة الإرهاب والتطرف. 

وقالت جونس في تصريح للصحافة عقب المحادثات التي أجرتها مع وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي، بأن الولايات المتحدة الأمريكية لطالما اعتبرت الجزائر شريكا هاما في مكافحة الإرهاب والتطرف لما من خبرة هامة تتمتع بها في هذا المجال، وهوما جعل الولايات المتحدة الأمريكية تفضل الجزائر كشريك في منطقة الساحل لمكافحة هاتين الظاهرتين، سواء بمنطقة الساحل أوحتى بشمال مالي التي تعرف أزمة منذ العديد من الشهور بعد سيطرة الجماعات الإرهابية عليها.

 وأوضحت المسؤولة الأمريكية التي زارت الجزائر في إطار الزيارة التي قامت بها كاتبة الدولة للشؤون الأمريكية هيلاري كلينتون، أن اللقاء الذي عقدته مع مدلسي تمحور حول مواصلة الحوار الاستراتيجي بين الجزائر والولايات المتحدة الذي انطلق في واشنطن يوم 19 اكتوبر الماضي، كما نقلت المسؤولة الأمريكية تشكرات كاتبة الدولة الأمريكية هيلاري كلينتون لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بخصوص المحادثات التي أجرتها معه خلال زيارتها إلى الجزائر أول أمس الإثنين.

وكانت هيلاري كلينتون قد أنهت زيارة العمل التي قادتها إلى الجزائر والتي أجرت من خلالها محادثات جد معمقة مع رئيس الجمهورية، لاسيما ما تعلق بالوضع في شمال مالي، وكانت كلينتون قد ثمنت تحليل الرئيس بوتفليقة حول الوضع السائد في منطقة الساحل وفي مالي وكذا الحلول المقترحة للخروج من الأزمة.

محمد. أ/ نسيمة. و

 

من نفس القسم الوطن