الثقافي
"لسان العرب": الضاد ومفاهيمها
تمثّل مرآة لما يُنجز من دراسات في اللغة والأدب العربيين
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 16 ديسمبر 2019
لم تتكرّس في الحياة الثقافة العربية ديناميكية للمجلات العلمية المتخصّصة في اللغة، والتي يمكن أن تقدّم جسوراً بين الباحثين في الضاد بتعدُّد اختصاصاتهم، إضافة إلى كونها تمثّل مرآة لما يُنجز من دراسات في اللغة والأدب العربيين.
تُعدّ مجلة "لسان العرب"، التي تصدرها "دار تانيت للنشر والدراسات" الليبية، إحدى المساهمات في إنشاء فضاء للباحثين في اللغة العربية، من زاوية اللغة أو الحضارة أو التاريخ، وقد صدر منذ أيام عددها الثاني عشر (شتاء 2019) والذي يأتي قبل أيام من الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية (18 كانون الأول/ ديسمبر من كل سنة).
حمل تقديم العدد عنوان "المحجّة البيضاء"، وكتبه الباحث الليبي ورئيس التحرير عبد المنعم المحجوب، وفيه تناول مفاهيم الرأي، والظن، والفكر، والتفكير كما استقرّت في الثقافة العربية قديماً. كما شارك في العدد كمال محمد جاه الله ببحث عنوانه "وضع اللغة العربية في دول القرن الأفريقي"، وكتب ناصر السيد النور دارسة بعنوان "خطاب اللغة والهويّة والدولة، السّودان نموذجاً"، فيما تناول خالد إبراهيم المحجوبي مسألة إشكالية في مقال بعنوان "مكامن تهديد اللغة العربية"، أما الشيخ سعدبوه الشيخ سيد أحمد فوضع مقالاً تحليلياً عنونه "أصول في النحو العربي، من القياس إلى المقايسة".
"لسانيات النصّ والتبليغ، منظور عبد الـجليل مرتاض نـموذجاً"، عنوان الدراسة التي قدّمها محمد سيف الإسلام بوفلاقة، فيما اقترح سعد بوفلاقة بحثاً بعنوان "حوار الثقافات في الغرب الإسلامي". وكتب محمد عمر غرس الله مقالة بعنوان "اللّغةُ العربيّة فْعلٌ قرآنيّ" وتحدّث رامز رمضان النويصري عن "المحتوى العربي على الإنترنت". كما تضمّن العدد ترجمة مأمون الزائدي لمقال من كتاب الباحثة الصينية شارون غو بعنوان "تصوُّر العالم في آداب اللغة العربية".
تحاول المجلة الانفتاح على لغات ولهجات غير العربية في المنطقة، ومن ذلك تقديم خميس العدوي لـ"اللغة السلّوتية"، وهي لغة تنفرد بها منطقة جبلية من قرى عُمان، في حين تناول حسين المزداوي "الترفاس"، وكتب عبد المنعم المحجوب عن "مفردات سريانية في العاميّة الليبية".