الوطن
"تخلف" رقمي يعيشه الجزائرييون يخلق الضغط على مراكز البريد والبنوك!
استمرار الطوابير على طلب الرصيد ودفع الفواتير رغم المزايا التي تقدمها الخدمات الإلكترونية
- بقلم
- نشر في 10 ديسمبر 2019
رغم المزايا العديدة التي تقدمها البطاقة الذهبية والدفع الإلكتروني، لا تزال الطوابير في مكاتب البريد عبر أغلب الولايات تخلق الضغط على عمال الشبابيك من أجل خدمات طلب الرصيد ودفع الفواتير، وهو ما لا يجد تفسيرا عند خبراء تكنولوجيات الإعلام والاتصال سوى أن الجزائريين ما زالوا متخلفين معلوماتيا.
يفضل أغلب زبائن بريد الجزائر وحتى زبائن البنوك التنقل إلى مكاتب البريد وفروع البنوك من أجل سحب أرصدتهم أو طلب كشف الرصيد وحتى دفع مختلف الفواتير، رغم أن البطاقات الذهبية توفر العديد من المزايا، كما أن أغلب البنوك باتت تضع في خدمة زبائنها مواقع أنترنت تمكن من معرفة الزبون لرصديه بالاستعانة بكلمة سر خاصة به، في حين أن العديد من المؤسسات تقدمت فيما يتعلق بخدمات دفع الفواتير عبر الأنترنت، غير أن الجزائريين ما زالوا متمسكين بالمعاملات التقليدية، وهو ما يخلق ضغطا كبيرا على مراكز البريد وعمال الشبابيك خاصة في المناسبات.
وفي هذا الصدد، أكد خبير المعلوماتية هشام بولحبال، في تصريح لـ"الرائد"، أن التفسير الوحيد الذي يمكن إسقاطه على ما تعيشه مراكز البريد والبنوك من ضغط يومي، خاصة بسبب خدمات طلب الرصيد ودفع الفواتير، هو أن الجزائريين ما زالوا "متخلفين" معلوماتيا، مشيرا أن الاستطلاعات تشير أن حوالي 70 بالمائة من الحائزين على البطاقات الذهبية وعلى بطاقات الدفع الإلكترونية لا يستعملونها سوى مرة في 3 أشهر.
وقال بولحبال إنه رغم أننا في زمن التكنولوجيا وأغلب الجزائريين باتوا مدمنين على هذه الأخيرة، إلا أن الأمر لا ينطبق إذا تعلق بالمعاملات المالية، حيث لا يزال يتخوف العديد من المواطنين من الآلة الرقمية ويفضلون المعاملات التقليدية التي تعد، حسبهم، أضمن، مضيفا أن هذه "العقلية" قد تؤخر تطور المعاملات الرقمية والدفع الإلكتروني وحتى التجارة الإلكترونية.
من جانب آخر، قال بولحبال أن مؤسسة بريد الجزائر تتحمل أيضا جزءا من المسؤولية بسبب الأخطاء التي ترتكبها فيما يخص المعاملات الرقمية والتعامل الإلكتروني لدفع الفواتير، شأنها شأن عدد من المؤسسات العمومية، ضاربا على ذلك مثالا بالقول أن أغلب من يدفعون فواتير الكهرباء عبر الأنترنت يتعرضون لقطع التيار الكهربائي بحجة أنهم لم يدفعوا ثمن الفاتورة، بسبب عدم التنسيق بين البرنامج المعلوماتي لهذه المؤسسة وعمل الأعوان الذين يتنقلون لقطع أو تغريم الزبون المتخلف عن الدفع، وهو ما جعل بعض الزبائن يفضلون الدفع كاش عبر فروع مؤسسة سونلغاز أو عبر مراكز البريد، خوفا من تعرضهم لقطع التيار الكهربائي والأمثلة في ذلك كثيرة، مشيرا أنه على هذه المؤسسات تطوير نظامها المعلوماتي بشكل يجعل الزبون في أريحية أكثر ويقلل من نسبة الخطأ وسوء الخدمة، مضيفا أن مؤسسة بريد الجزائر مطالبة هي الأخرى بتحسين خدماتها الرقيمة بشكل يشجع الجزائري على التعامل بهذه الخدمات.