الوطن

كلينتون تطرق أبواب بوتفليقة لدعم التدخل العسكري في مالي

في إطار الحوار الاستراتيجي الأمريكي الجزائري

 

 

التقت   وزيرة خارجية الولايات  المتحدة الأمريكية هيلاري  كلينتون أمس بالرئيس عبدالعزيز  بوتفليقة ،فيلقاء ظاهره بحث الحوار الاستراتيجي الأمريكي-الجزائري ، وباطنه تبليغ رسالة واشنطن للجزائر بضرورة المشاركة في العمليات العسكرية في شمال مالي ،على اعتبار أن للجزائر دورا بارزا في التوازنات الإقليمية في الساحل وخبرة كافية فيمحاربة الإرهاب والجريمة المنظمة.

 

استقبلت هيلاري كلنتون أمس من طرف الرئيس بوتفليقة،وتم اللقاء بمقر رئاسة الجمهورية وسط حضور وفد من المسؤولين الجزائريين و الأمريكيين،على رأسهم وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي والوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني عبد المالك قنايزيةو وزير الطاقةو المناجم يوسف يوسفي والوزير المنتدب المكلفب الشؤون المغاربية والافريقية عبدالقادر مساهل، كما رافق كلينتون مسؤولون أمنيون واقتصاديون ضمن مجموعات العمل التي اتفق عليها في اطار الحوارالاستراتيجي الجزائري-الأمريكي الذي احتضنت واشنطن دورته الأولى مؤخرا، والتي أعطت دفعاملحوظا للتشاورالسياسي بين البلدين"حسبما أشارت الى ذلك وزارةالشؤون الخارجية في بيان لها.

وتمحورت المحادثات بين كاتبة الدولة الأمريكية للخارجية والرئيس بوتفليقة حول "تعزيز الشراكة الاقتصادية والأمنية بين البلدين"، وكذا القضايا الإقليمية والدولية الراهنة ،غير أن أهم ملف حمل هيلاري كلينتون على زيارة الجزائر، هوالأزمة في شمالمالي والتدخل العسكري على ضوء القرار الأممي 2071 الصادر مؤخرا ،والذي تحدث عن مهلة لدول غرب افريقيا لوضع خطة عمل للعمليات العسكرية المزمع القيام بها بدعم فرنسي أمريكي،هذاالملف وإن لمتصدر بشأنه أية تصريحات منجانب المسؤولين عن الجانبين، إلا أن أسباب الزيارة السريعة لوزيرة الخارجية الأمريكية للجزائر ،وإن كان ظاهرها تعزيز التعاون الاقتصادي في  إطار الحوارالاستراتيجي بين البلدين وكذا بحثا لملف في شمال مالي، تدخل في باطنها ضمن سعي أمريكي على أعلى مستوى"لدعوة" الجزائر بتقديم دعمها للتدخل العسكري في المنطقة،حيث تحاول إدارةالرئيس أوباما منخلال إرسال هيلاري كلينتون لمقابلةالرئيس بوتفليقة شخصيا ،اللعب مع الجزائرعلى وترحساس يتعلق بالحرب على الإرهاب وخبرتها المعروفة في مكافحة الجماعات المتطرفة على غرار تنظيم مايعرف بـ "القاعدةفي بلادالمغرب الإسلامي" ،وهي محاولة لإقحام الجيش الجزائري في الحرب على الإرهاب وإعادة الاستقرار في شمال مالي،و هذا بالرغم من علمهابالموقف الجزائري إزاء الأزمة في مالي وتفضيله اللحل السلمي السياسي على العسكري،مع دعمها للحرب على كل أشكال الإرهاب والجريمة المنظمة،ولعل كلينتون واعيةكل الوعي بما تتوجس منه الجزائر منتبعات التدخل العسكري في المنطقة و انعكاساته على حدودها الجنوبية،وهوما سيحاول الرئيس بوتفليقة دون شك،قوله للوزيرة الأمريكية.

مصطفى.ح

من نفس القسم الوطن