الثقافي

"مدغاسن، حكايات سرية"، نظرات متقاطعة حول أقدم ضريح ملكي

يضم نظرات متقاطعة لعشرات الكتاب و الشعراء حول الضريح البربري

صدر مؤخرا مؤلف جماعي يضم نظرات متقاطعة لعشرات الكتاب و الشعراء حول الضريح البربري "مدغاسن" يحمل عنوان "مدغاسن، حكايات سرية"، و الذي أعد بالتعاون مع جمعية "اصدقاء مدغاسن"، و يضم هذا الكتاب المكون من 256 صفحة من اصدار دار النشر الشهاب، قصائد و روايات باللغة العربية و الفرنسية.

و شارك في اعداد هذا العمل عدة مؤلفين و صحفيين منهم نصيرة بلولة و شوقي عماري و امزيان فرحاني و أمين خان و جودت قسومة و كذا أحميدة العياشي، و ينتقل شوقي عماري في عمله بعنوان "الاحجار ال12 لمنتصف الليل" بين قصة محتال يحاول بيع الضريح لرجل اعمال ثري من زمننا هذا و قصة يسرد فيها اليوم الاخير لعملية تفقد اشغال بناء هذا الضريح قبل 23 قرنا. كما يروي قصة رحلة

الزائر "حمادة" الذي جاء من طاسيلي بحثا عن كنز بباتنة و كذا قصة الشابة "عزة" التي تعيش ببوسطن (الولايات المتحدة الامريكية) التي رافقت امها الى ارض اجدادها. و تعالج كل هذه القصص حكاية الضريح حيث يقوم العديد من الأشخاص بالبحث عن نفق سري.

و من جهتها، تتطرق نصيرة بلولة، في عملها الذي يحمل عنوان "متلازمة مدغاسن"، الى "هذا الجد المتعب من تكبده مشقة البقاء واقفا من دون دعم يقيه من الانهيار دون ان يتمكن من البوح بكل أسراره"، كما شكل هذا العمل فرصة للروائية المنحدرة من منطقة مدغاسن للاشارة الى نقص المعلومات حول الضريح و حول هذا الجزء من تاريخ الجزائر.

و تستكشف الكاتبة ، ضمن نصها، الضريح من الداخل من خلال عنصر أساسي يتمثل في بطل القصة، و هو طالب جامعي في التاريخ، يقوده نوميدي في حلمه عبر الممرات الموجودة تحت الارض و المقابر التي يحتوي عليها ضريح مدغاسن.

و شارك الشاعر و الفيلسوف امين خان، من جهته، في هذا العمل من خلال قصيدة تحمل عنوان "في ذكرى حجر نوميديا"، و في اطار مشاركته في هذا العمل، اقترح رشيد مختاري خاطرة "رالي البربر" الذي يعتبر سباقا ماراطونيا يروي من خلاله قصة ألفية الجزائر و تناقضاتها.

و بدأت هذه الرواية الخيالية من خلال عملية اعادة جماجم المقاومين الجزائريين (رفات محولة و محفوظة في فرنسا لغاية اليوم) الى ارض الوطن حيث تسعى السلطات إلى دفنها داخل مدغاسن، أقدم ضريح ملكي في الجزائر، و حسب الصحفي الفرنسي تياري بيري، أصبح مدغاسن معلما جامعا. و في عمله "أحجار بمثابة نجوم"، يستغل الكاتب هذا الضريح كحبكة يتداخل فيها التبادل المتقاطع بين ثلاثة أصدقاء : جزائريان و فرنسي يتحدثون عن التطورات غداة الحراك الشعبي.

و يستمد الكاتب هذه التعددية من تغير الأسماء و الكتابات المقدمة لهذا المعلم الذي يعكس حسبه مختلف العلاقات التي تربط المواطن بالتراث، و تبرز فكرة المعلم الأزلي في رواية الصحفي و الكاتب حميدة العياشي بعنوان "ظلال مدغاسن".

و يسرد هذا النص حياة عائلة في منطقة باتنة من خلال يومية شاب مشتت بين والديه و زوجته و حياته في أوروبا الشرقية، و في هذه الرواية العائلية الغامضة، يبقى الصرح دائما واقفا بالرغم من تقلبات الحياة.

من نفس القسم الثقافي