الثقافي

صدور 4 كتيبات جديدة عن شخصيات أمازيغية تاريخية

ضمن فعاليات صالون الجزائر الدولي للكتاب الأخير

صدرت مجموعة جديدة من اربعة كتيبات تستحضر امجاد شخصيات امازيغية تركت اثار في تاريخ  الجزائر في فترة الفتوحات الاسلامية عن منشورات المؤسسة الوطنية للاتصال و النشر و الاشهار في اطار سلسلتها "اعلام و معالم من تاريخ الجزائر".

تتضمن هذه المجموعة الجديدة كتاب "طارق ابن زياد"(670م-721م) و" اكسل" (بكسر السين) (640 م-686م) "و"ديهيا" (585م-712م والمعروفة بالكاهنة) والدولة الرستمية (776م-909م)، وجاء على غلاف كل كتيب -للمجموعة الموجهة اساس للأطفال و تلاميذ المدارس- بورتريه لتلك الشخصيات أنجزها الرسمان سيد علي اوجيان ومحمد امين اللذين اجتهدا للاقتراب الى حد كبير من ملامح تلك الشخصيات والازياء التي كانت منتشرة  في تلك الحقبة الزمنية.

و تتميز هذه الكتيبات من ناحية الشكل بمتانتها و الاناقة في تقديمها الى جانب جمالية الخط مما يساعد في تسهيل قراءتها خاصة من قبل فئة الصغار، و حرصت مؤلفة الكتب الثلاثة الاولى (ديهيا و اكسل و طارق ابن زياد) الاستاذة الجامعية نجاة دحمون على اعطاء صورة وجيزة عن الاوضاع التي كانت سائدة في شمال افريقيا قبل الفتح  الاسلامي حتى يتسنى للقارئ ادراك اهمية ما انجزته تلك الشخصيات التي كان لها شان كبير في تاريخ الجزائر القديم.

و حاولت نجاة دحمون التعمق في تاريخ تلك الفترة لنفض الغبار عن بعض المواضع التي كان يشوبها الشك لإعطاء صورة اقرب للحقائق التاريخية لتلك الحقبة التي لم تكن كلها استقرار كما روج له البعض، و يلاحظ حرص الكاتبة على الالمام بكل الامور التي ساهمت في بلورة مسيرة تلك الشخصية في الكتاب المخصص لطارق ابن زياد الذي تحدثت فيه مؤلفته عن الظروف التي نشا فيها وعلاقته بملك قبيلة اوربة اكسل الذي اسلام على يده. كما اعطت ايضا لمحة عن بلاد الاندلس قبل الفتح الاسلامي.

و في كتاب "اكسل" حاولت نجاة دحمون إعطاء صورة متكاملة عن الشخصية حيث قالت في المقدمة أنه "من المذهل الاكتشاف ان حياة بعض الشخصيات التاريخية تختصر في موقف واحد او انجاز واحد لا ينصفهم ابدا و قد تلقى على حياتهم ظلال ترمي بهم في غياهب النسيان"، كما ذكرت الكاتبة في الكتيب الخاص بأكسيل بنشأته ومحيطه والاوضاع السياسية والاجتماعية التي كانت سائدة آنذاك كما تطرقت الى ظروف اسر اكسل و ما تعرض له من اهانة.

وعن كتاب "'ديهيا" التي تعرف ايضا ب "داميا" و " كاهنة" قالت صاحبته في المقدمة انها "اسطورة حقيقية هزمت النسيان وتجاوزت حدود الزمن لتكون جزءا من الذاكرة الجماعية الجزائرية"، و اعطت ايضا تفاصيل عن حياة "ديهيا" و مقاومتها في البداية للفتح الاسلامي وكذا عن ظروف المغرب بعد مقتلها.

و قد جاءت هذه المجموعة من الكتيبات التي تناولت احداث تاريخية بأسلوب ادبي جميل قريبة من العمل الروائي و الذي اعتمدته الكاتبة لجلب اهتمام القراء الصغار. و و في الكتاب الرابع الذي يحمل عنوان "الدولة الرستمية " عمد كاتبه طارق سليماني في مقدمة الكتاب الى شرح الظروف التي ادت الى ظهور الدولة الرستمية في بلاد الامازيغ، و احاط الكاتب بكل الظروف والمشاكل التي ادت الى ظهور هذه الدولة متطرقا الى بوادر نشأتها بمدينة تيهرت سنة 136 هجري.

و نجد في الكتاب ايضا نبذة عن الائمة الرستميين و الدور السياسي الذي لعبته الدولة الرستمية في استتباب الامن في شمال افريقيا، و اعطى الكاتب ايضا صورة عن علاقة هذه الدولة بالأنظمة الاخرى في تلك الفترة مع استعراض للدور الاقتصادي للرستميين، و تقع  الكتب الاربعة  في ما بين 52 و 75 صفحة وهي مزودة برسومات و خرائط عن تلك الفترات التاريخية كما قدمت في الكتب الثلاثة الاولى هدية عبارة عن بورتريه للشخصيات  التي تناولها الكتاب.

و كانت الوكالة الوطنية للنشر و التوزيع  قد سبق لها و ان نشرت مجموعة من الكتب التاريخية تناولت شخصيات يوبا وماسينيسا ويوغورطا.

من نفس القسم الثقافي