الثقافي

حضور أكثر فأكثر للجمهور الشاب في أول أيام " سيلا 24 "

التظاهرة تعرف مشاركة أزيد من 1000 ناشر وتتزامن مع عطلة الخريف

تبدو مؤشرات الإقبال الجماهير على صالون الكتاب الدولي، هذه السنّة جدّ إيجابية، بدليل التوافد المنقطع النظير للزوار على المعرض في اليوم الأول من الطبعة الرابعة والعشرين التي انطلقت رسميا الأربعاء الماضي وافتتح أبوابه للجمهور الخميس المنصرم، بمشاركة أزيد من ألف ناشر وعرض زهاء 183 ألف عنوان.

وكان اليوم الأول من معرض الكتاب استثنائيا ومميزا جدا، بعد التوافد القياسي للجمهور على المعرض منذ ساعات الصباح الأولى، ما يعطي مؤشرات بأن تكون الطبعة الـ 24 ناجحة على صعيد إقبال الزوار بصرف النظر عن عديد الفعاليات الثقافية المنظمة من طرف محافظة الصالون أو باقي دور النشر كعمليات البيع بالتوقيع والمحاضرات والندوات الأدبية.

ولم يكن الوصول للمعرض سهلا بسبب الزحمة والطوابير التي صنعتها أعداد غفيرة من المواطنين عند بوابات الدخول، والتي لم تتوقف، ويمكن للمتجول في أروقة المعرض ملاحظة أفواج من العائلات والشباب ممن فضلوا الاطلاع على ما جاءت به دور النشر هذه السنة للقارئ الجزائري خاصة الأجنبية التي تحتكر عددا كبيرا من الإصدارات التي لا يمكن للقارئ الجزائري الاطلاع عليها واقتنائها إلا من خلال هذه التظاهرة.

ويتوقع أن تكون الأيام القليلة القادمة، فرصة لتسجيل أرقام قياسية في عدد زوار المعرض في طبعة هذا العام، خاصة أنّ  الطبعة السابقة لمعرض الجزائر الدولي للكتاب، حققت اقبالا للزوار بلغ 2 مليون شخص، في حين وصل عدد زوار سيلا في 2017 إلى 1.8 مليون شخص.

وأشرف حسان رابحي، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة ووزير الثقافة بالنيابة على افتتاح الدورة الـ24 للصالون الدولي للكتاب، رفقة عدد من الوزراء وأعضاء السلك الديبلوماسي المعتمد بالجزائر، وبحضور عبدو لاي ديوب وزير الثقافة والاتصال السنغالي باعتبار بلده ضيف شرف هذه الدورة التي يشارك فيها أزيد من ألف عارض بـ  183 ألف عنوان.

وقف الوزير رفقة الوفد المرافق له في المستهل عند جناح ضيف الشرف دولة السنغال، وهناك تحدّث عبدو اللاي ديوب على ضرورة تعزيز التعاون الثقافي بين البلدين، كما تكلم عن أهمية الأنتلجانسيا والثقافة الإفريقية، من خلال التفتح الثقافي بين البلدين.

وبعد أن طاف بعدد من الأجنحة بالجناح المركزي للصالون على غرار المحافظة السامية للأمازيغية والمجلس الأعلى للغة العربية، توقّف الوفد عند جناح وزارة الثقافة، حيث استقبلهم جمال فوغالي مدير دائرة الكتاب بالوزارة، وعرفهم بالكتب الجديدة التي طبعتها وزارة الثقافة، وتتعلق بـ43 مؤلفا للكتاب الذين فازوا بجائزة “علي معاشي” للمبدعين الشباب في الفترة ما بين 2015 و2019، في الأنواع الأدبية التالية، الشعر، الرواية والكتابة المسرحية. وأكّد فوغالي أنّ هؤلاء المبدعين يستضيفهم فضاء الوزارة في الصالون بداية من اليوم الخميس، وسيحضرون على شكل دفعات.

ولدى لقاء رابحي بممثلي الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، أكّد على التعاون في هذا المجال، وشرح ممثلو هذه المؤسّسة أنّ الجزائر تربطها علاقات مع السنغال منذ السبعينات في مجال حماية حقوق المؤلف، كما تحدّثوا عن إمكانية تطوير أشكال التعاون ليتجاوز تكوين الإطارات السنغالية، إلى مجالات أخرى ترتبط بالراهن الجديد.

ويشهد الصالون تنظيم 40 لقاء وندوة وفعالية ثقافية بمشاركة متميزة من المثقفين الجزائريين والعرب والأجانب، كما سيتم عرض أفلام سينمائية عالمية على هامش المعرض لإتاحة الفرصة للجمهور لمشاهدتها، كما تم دعوة 90 ضيفا للمشاركة في المعرض، وتقام فعاليات خاصة للاحتفال بذكرى ثورة أول نوفمبر.

كما رافق الوزير خلال حفل التدشين كل من وزير الشؤون الخارجية, صبري بوقادوم, ووزير التعليم العالي والبحث العلمي, الطيب بوزيد, ووزيرة البيئة والطاقات المتجددة, فاطمة الزهراء زرواطي, ووزير السياحة والصناعة التقليدية, عبد القادر بن مسعود, علاوة على وزير الشؤون الدينية, يوسف بلمهدي، و زار الوزير أيضا مختلف أجنحة المؤسسات العمومية كالجناح الخاص بوزارة الثقافة الذي يحتضن المركز الوطني للأبحاث فيما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ حيث تباحث مع فريد خربوش, مدير المركز.

وفي الجناح الخاص بديوان المنشورات الجامعية, شدد رابحي "على ضرورة انفتاح الجامعة على العالم من خلال برامج المبادلات بين الجامعات في مجال العلوم بشكل خاص"، وبذات الفضاء, ذكر وزير التعليم العالي والبحث العلمي "بالحاجة إلى تطوير الكتاب الرقمي من أجل التكيف مع التحولات التكنولوجية".

كما زار الوفد أجنحة المراكز الثقافية الأجنبية, ومن بينها معهد غوته حيث تبادل حسان رابحي أطراف النقاش مع ممثله, قبل أن يواصل جولته لأجنحة الناشرين في شاكلة الوكالة الوطنية للنشر والاشهار والمؤسسة الوطنية للفنون المطبعية ودار الحكمة للطباعة والنشر والتوزيع.

ويعرف برنامج هذه الطبعة تنظيم لقاءات ومحاضرات حول التاريخ والأدب والمسرح والشعر الشعبي الجزائري, المسمى "الملحون" والقصص المصورة, علاوة على الاحتفاء بالذكرى الخمسين للمهرجان الثقافي الافريقي الذي احتضنت الجزائر دورته الأولى في 1969, المنظم بالفضاء الخاص ب"روح الباناف" (Esprit Panaf).، وستحتضن هذه الطبعة التي نظمت تحت عنوان "المواطنة الفعالة", اللقاءات الأورومتوسطية الحادية عشر (11) للكتاب التي ينظمها وفد الاتحاد الأوروبي بالجزائر، ويشارك في هذا الصالون حوالي أربعون دولة.

وتعطي الطبعة ال24 لصالون الجزائر الدولي للكتاب الأولوية للكتاب الجزائريين الشباب وخصوصا منهم الروائيين الحائزين على الجوائز الأدبية وغيرهم من الكتاب المبتدئين حيث سينشطون في هذا الإطار لقاءات حول تجاربهم الأدبية.

وتهدف هذه اللقاءات إلى "التعريف" بهؤلاء الكتاب الشباب وأعمالهم وكذا "إبراز أصواتهم" وخصوصا "أولئك القادمين من الولايات الداخلية" وفقا للمنظمين، ويعتبر "سيلا" -الذي توقف عن النشاط في سنوات الإرهاب في التسعينيات من القرن الماضي قبل أن يستعيد نشاطه انطلاقا من عام 2000- أحد أهم المواعيد الثقافية حاليا من حيث الإقبال حيث توافد عليه في 2018 أكثر من مليوني زائر.

غير أن هذا الصالون لا يزال منذ انطلاقته من دون أي إحصائيات حول حركية الكتاب وجمهور القراء ومقتني الكتب وكلها من المهام المخولة قانونا للمركز الوطني للكتاب الذي تأسس في 2009.

مريم. ع

 

من نفس القسم الثقافي