الوطن
النقابات تستجيب للإضراب العام ومسيرات عدة في الولايات
المدارس تصنع الحدث بشلل فاق 70 بالمائة ووعيد بالتصعيد
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 28 أكتوبر 2019
استجابت، أمس، كافة النقابات المستقلة المنخرطة في كنفدرالية النقابات الجزائرية للإضراب الوطني الذي عرف مشاركة قياسية في بعض القطاعات، فيما عرفت قطاعات أخرى نسب مشاركة متفاوتة، هذا في وقت خرج النقابيون والعمال في مسيرات كانت أقل حدة بالعاصمة، فيما صنعت الحدث في مختلف الولايات.
وخلال الاحتجاج الذي شنه عمال الوظيف العمومي ونقابيو نحو 15 نقابة منخرطة في كنفدرالية النقابات الجزائرية، جددوا تنديدهم بأهمية نظر السلطات العليا في مطالب الحراك الشعبي، ومحاولات تمرير قانون المحروقات وما يتضمنه من نصوص، خاصة فيما يتعلق بملف الغاز الصخري. وهذا تزامنا مع تنظيم وقفات في ساحة الشهداء بالجزائر العاصمة. وعبروا من خلال شعارات رفعوها عن دعمهم للحراك الشعبي السلمي والانخراط الكلي في تقويته ومواصلته إلى غاية تحقيق مطالبه المشروعة، حيث رفع المتظاهرون شعارات هتفوا فيها "النقابات حرة مستقلة"، "لا لعدالة التليفون"، "لا لتمرير قانون المحروقات"، "جزائر حرة مستقلة"، "نعم لمطالب الحراك الشعبي".
ونفس المطالب والشعارات تم رفعها في عدة ولايات أخرى من بينها بومرداس، بجاية، عنابة، البويرة، تيزي وز، والتي عرفت مشاركة قوية لعمال مختلف القطاعات المهنية (الصحة، التعليم، الأئمة، النقل، التعليم العالي ..)، حيث رفع المحتجون شعارات تدعم مطالب الحراك الشعبي المطالب برحيل رموز النظام، وإطلاق سراح المساجين، فضلا على ضرورة اتخاذ تدابير وإجراءات التهدئة وإعادة بناء الثقة وتوفير الضمانات، في إطار التوافق الوطني الذي يسمح بإنجاح أي مسار انتخابي نزيه وشفاف.
هذا فيما عرف الإضراب الذي دعت إليه الكونفدرالية الوطنية للنقابات الجزائرية استجابة واسعة عبر مختلف القطاعات، وفق ما نقله الناطق باسم المجلس الوطني المستقل لمستخدمي التدريس للقطاع ثلاثي الأطوار للتربية، مسعود بوديبة، بأن نسبة مشاركة نقابات قطاع التربية في الإضراب الوطني الذي دعت إليه كونفدرالية النقابات، قد بلغت 70 بالمائة، معتبرا إياها "كبيرة"، لاسيما في هذا الظرف الذي تمر به البلاد، "لهذا نعتبر مشاركتنا ناجحة على العموم".
وقال بوديبة مسعود "إن مشاركة نقابات القطاعات الأخرى كانت عالية على العموم، على غرار التعليم العالي والصحة والتكوين والتضامن والإدارات"، مشددا أن الكونفدرالية الوطنية للنقابات الجزائرية ستواصل المسار مع الحراك الشعبي حتى تتم الاستجابة لمطالبه المشروعة، قائلا "لن نحيد عن خط الحراك ومطالبنا برحيل الحكومة الحالية وتأجيل مناقشة المشاريع المهمة كقانوني المالية والمحروقات إلى موعد لاحق".
أما الناطق الرسمي باسم مجلس أستاذة ثانويات الجزائر "الكلا"، زبير روينة، فقال إن "الإضراب الذي دعت إليه الكونفدرالية الوطنية للنقابات يكون بمثابة تجديد العهد مع الحراك الشعبي"، مؤكدا أنه "لا يمكن الفصل بين ما هو سياسي ومهني".
وقال المتحدث "إن التضييق الذي طالنا قبل 22 فيفري كنقابات ومناضلين بسبب قوانين الدولة التي تآكلت شيئا فشيئا والوضع الكارثي الذي وصلت إليه مختلف القطاعات، بما فيها التعليم والصحة والخدمات العمومية، يجعنا نقول لابد من التغيير".
وأضاف روينة أن الوضع الراهن يدفعنا للانخراط اللامشروط مع الحراك، لأننا نؤمن بأنه من دون تغيير النظام والذهنيات والممارسات لا يمكن أن نحقق مطالبنا، قبل أن يطالب بأهمية الاستجابة لمطالب الحراك، مؤكدا أن احترام السيادة الشعبية من احترام القانون وبناء مؤسسات شرعية مع إطلاق سجناء الرأي حسب تقديراته.
سعيد. ح