الوطن
الأمطارتفضح"البريكولاج"وتعرّي المنتخبين المحليين بالعاصمة
طرقات مسدودة وشلل في حركة المرور وتنديد شعبي بسوء التسيير
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 28 أكتوبر 2012
*حالة استنفار كبرى بالعاصمة و الترمواي متوقف عن العمل
* وفاة فتاة و اصابة 6 اشخاص نتيجة انزلا قات التربة بالقبة
أدخلت الأمطار المتساقطة على العاصمة و ضواحيها أمس، مسؤولي العاصمة في حالة طوارئ، وكشفت المنتخبين المحليين على حقيقتهم، وعرت سياسة " البريكولاج " لدى مسؤولي البلديات خاصة على مستوى وسط الجزائر، حيث أدت الكميات المتهاطلة من الامطار ، الى انسداد العديد من الطرقات الرئيسية، وشل معظم خدمات النقل و الحركة، وهو الأمر الذي خلق حالة من التذمر والاستياء لدى المواطنون.
شهدت العاصمة أمس، انسدادا لجل مداخلها الرئيسية، وهذا عقب تساقط كميات كبيرة من الأمطار دام قرابة 24 ساعة، حيث سدت مختلف الطرق الرئيسية و البلديات بالعاصمة حسب مل سجلته المصالح المختصة، وكانت بلدية سيدي أمحمد أبرز البلديات المتضررة، اذ ادى انسداد البالوعات الى غرق هذه الأخيرة، وإحداث فيضانات على مستوى الشوارع و الطرق الرئيسية المؤدية اليها.و التي كانت تشهد العديد منها حالة من الاهتراءات في الوقت الذي ادى فيه انسداد البالوعات الى احداث الكارثة الكبرى، وهذا في ظل غياب اعادة تصفيتها و تهياتها الامر الذي ادى في بعض االبلديات الى انفجارها، حيث شهدت العاصمة غلقا كاملا للطرق المؤدية اليها من جميع النواحي كالرويسو، و ساحة اول ماي و الابيار حيث ارجع السبب الى ماسببته الامطار من خسائر و فيضانات على مستوى بلدية سيدى امحمد وغيرها من البلديات حيث ان جل الطرقات شهدت ارتفاع منسوب المياه بها مما صعبت حركة المرور وإحداث توقف العديد من المركبات فضلا على صعوبة التنقل للمارة ،في حين اعلنت المصالح الادارية للجزائر العاصمة حالة من الطوارئ مع العدد الهائل للمقبلين على العاصمة سواءا للعمل او للدراسة حيث ان هذه الاخيرة تستقبل اكثر من 10 ألاف وافد يوميا وهو الامر الذي تسبب في احداث ازمة حقيقية بالإضافة الى الكميات المعتبرة من الامطار .
في ذات السياق فلقد احدثت الفيضانات التي شهدتها هذه الاخيرة الى شل حركة النقل على مستوى العديد من بلديات العاصمة التي تعتبر محطات رئيسية كمحطة رويسو ،تافورة ،و بلكور حيث بات الوصول الى هذه المحطات امرا مستحيلا بالنسبة للمسافرين وحتى وسائل النقل ،في حين عرف الترمواي التوقف الكامل عن العمل منذ الساعات الاولى لأول امس الامر الذي ادى الى استياء المواطنين الذي عبروا "للرائد "عن امتغاصهم من تكرار سيناريو الفيضانات مع كل تساقط للأمطار ،في الوقت الذي بات غياب المسؤولين امرا حتميا ،حيث اكد لنا العيد منهم ان سبب ما يحدث هو غياب مشاريع التهيئة و التزفيت و التصفية التي من الملزم ان تمس الطرق و البالوعات التي لم تشهد معظمها عملية تنقية قبل قدوم موسم الامطار والسبب الرئيسي لشل حركة المرور هو انسدادها و امتلاؤها بالنفايات .
العاصميون يحملون الوالي المسؤولية
وعبر مواطنون يقطنون بالعاصمة في تصريحات لـ " الرائد "، عن استياءهم من غياب المسؤولين المحليين عن اداء دورهم المنوط بهم، و غياب المشاريع التنموية بالعاصمة خاصة انها الولاية وهي الوجه الامامي للجزائر ،حيث تساءل الموطنون عن دور شركة" نات كوم" و"اسروت" المكلفين بتنقية البالوعات والاميار في مراقبة المشاريع و الاعمال المنجزة في الوقت الذي تعد هذه المشاريع من مسؤولية السلطات المحلية و التي من المفروض ان تنجز في الفترات الصيفية، في ذات السياق حمل العاصميون مسؤولية ما يجري الى والي العاصمة، الذي لم تلبي زيارته الاخيرة و الميدانية للعديد من البلديات لمراقبة مشاريع السلطات البلدية و التي اولها الانجازات التي تضم للأشغال العمومية حيث بات التدشين هو هم المسؤولين و ليس التهيئة و المراقبة حسب ما صرح به المواطنين .
وأكد العاصميون أن الأمطار المتهاطلة منذ أول أمس، والتي سوف تدوم، حسب مديرية الأحوال الجوية، إلى غاية بداية الأسبوع القادم، قد كشفت، وهذا حسب تصريحات العديد من المواطنين والسكان الذين مستهم هذه الأخيرة بحدوث أضرار، كشفت وفضحت عيوب الكثير من المشاريع التنموية خاصة تلك التي تمس قطاع الطرقات؛ إذ عُدت هذه الأخيرة من الأسباب الأولى لوقوع مثل هذه الكوارث. ويبقى التخوف والرعب سائدين في نفوس المواطنين، الذين باتت الأمطار نقمة عليهم في ظل عجز المسؤولين عن احتواء الأزمة رغم أنها شهدت وقوع مثل هذه الكوارث لوقوع عاصفة أخرى، وليبقى في الأخير المواطن "الزوالي" من يدفع الضريبة لكرم الطبيعة وسوء تسيير الإنسان.