الثقافي

العربي رمضاني: أطمح لتأسيس مشروع كتابة أو أدب يُعنَى بالهجرة غير القانونية

"الكتابة الجديدة هي تلك التي تتفاعل مع الراهن وتحاول تفكيك الاستبداد، وتنتصر لقيم الحداثة والتعايش والجمال"

أوضح الكاتب العربي رمضاني أن الكتابة الجديدة هي تلك التي تتفاعل مع الراهن وتحاول تفكيك الاستبداد، وتنتصر لقيم الحداثة والتعايش والجمال، وكشف أنه يطمح لتأسيس مشروع كتابة أو أدب يُعنَى بالهجرة غير القانونية وذلك في حوار له مع موقع العربي الجديد، حيث حاول تبين لتبيّن ملامح وانشغالات الجيل العربي الجديد من الكتّاب.

وقال في بداية حواره أنه يرى الكتابة الجديدة من تلك الزاوية التي تتفاعل مع الراهن وتحاول تفكيك ثنائية الاستبداد الديني والسياسي، والانتصار لقيم الحداثة والتعايش والجمال، والتركيز على الهامش المحبَط والمُغيَّب عن نقاشات الإعلام والنخب. أتصوّر الكتابة الجديدة محاولةً جادّة للتأسيس لأدب متحرّر من القُطرية ومتجه صوب آفاق أكثر انفتاحاً، ويعالج الراهن الكوني بنظرتنا إلى العالم وتفاعلنا معه.

مضيقا أنه "لا أؤمن بالأجيال الأدبية، التي أرى أنّها تكرّس نوعاً من الطبقية الأدبية. أتصوّر أنّ هناك أدباً جيّداً عابراً للأجيال فرض نفسه لجودة طرحه وملامسته لجوهر واقع الناس. وفي المقابل، هناك أدب رديء اختار مسايرة التراجع الشامل الذي تعانيه المنطقة".

ووضع علاقته مع الأجيال السابقة في خانة "علاقة بين الكاتب والقارئ لا أكثر"، واصفا علاقته مع البيئة الثقافية في الجزائر بكونها منقطعة تقريباً لأسباب موضوعية. لي تجربة جديدة مع الكتابة، ثم إنّ الواقع يخبرنا أنّ الحياة الثقافية في الجزائر باهتة باستثناء بعض النشاطات هنا وهناك، ومعظمها امتدادٌ للسلطة التي حوّلت الثقافة إلى فلكلور رديء مرتبط بالارتجال والتمييع، وبعيد عن ثقافة الاستثمار في الفعل الثقافي وتعميم فضاءات النقاش وجعْل الثقافة أولوية وطنية تُرصَد لها برامج وطاقات وميزانيات مالية.

وعاد المتحدث للحديث عن اصدارته فقال:" كتابي الأول صدر وعمري ثلاث وثلاثون سنة. بعد أن خضتُ تجربة هجرة غير قانونية من تركيا إلى اليونان، أحببتُ أن أنقلها إلى القرّاء والمهتمّين بظاهرة "الحرقة" كما نسمّيها في المغرب الكبير، خاصّةً وأنَّ الكتابة عن هذه الظاهرة، كما ألاحظ، غالباً ما تكون من خارجها، وكثيراً ما تخضع للأحكام الجاهزة؛ إذ ثمّة ميلٌ إلى ممارسة دعاية إعلامية تدين المهاجرين غير القانونيين وتشيطن "الحرقة" دون فهم أسبابها الحقيقة والخلفيات الاجتماعية والنفسية التي تدفع عشرات الآلاف من الشباب للمغامرة بحيواتهم من أجل البحث عن معنى ما في الضفّة الأخرى لم يجدوه في بلادهم".

أما بخصوص الترجمة فأشار إلى أنه يعتبرها أهمّ حلقة لربط الشعوب ببعضها، ومن خلالها يمكن أن نحقّق حواراً حضارياً يعزّز المشترَك الإنساني ويفضي إلى تبادل المعارف والتجارب الإنسانية وتجاوز التطرّف والحدّ من التمركز حول الذات.

وأضاف: "خلال إقامتي في اليونان، أُعجبت باللغة اليونانية رغم صعوبتها، وفكّرت في إتقانها من أجل الإطلاع على الإرث الثقافي اليوناني والسعي لنقله إلى العربية، خصوصاً أنّ الاشتغال على هذه الثقافة في بلادنا العربية شحيحٌ جدّاً".

وقال بأنه حاليا يفكر  مع مجموعة من المهاجرين في تدوين تجارب "الحرّاقة" ببعدها الإنساني. نطمح لتأسيس مشروع كتابة أو أدب يُعنَى بالهجرة غير القانونية، ويدافع عن قضايا هذه الفئة في الضفّتَين، ويفضح الممارسات البشعة التي تطال المهاجر أو اللاجئ، وغالباً ما تكون انتهاكات رسمية، خصوصاً على الحدود البرية بين تركيا واليونان، وأيضاً تجاوزات الشرطة الكرواتية، فضلاً عن عمليات الترحيل القسري والحرمان من حقّ اللجوء الذي تُقرّه كل المواثيق الدولية.

ف. س

 

من نفس القسم الثقافي