الوطن

انتفاضة أساتذة الابتدائي تتوسع وإضرابهم الأسبوعي يتجدد

شلل واسع في المدارس واعتصامات قوية أمام الوزارة ومديريات التربية

    • إجماع على أن المطالب ليست "سياسية" وإنما اجتماعية ومهنية

    • دعوات لبلعابد لوقف تسعف المفتشين المتورطين في طرد أساتذة من ذوي الاحتياجات

 

تعالت، أمس، أصوات أساتذة الابتدائي عبر مختلف مديريات التربية عبر الوطن، في احتجاجات قوية عرفت مشاركة كبيرة للمعلمين للتعبير عن صرختهم لتجاهل المسؤول الأول لقطاع التربية لإضرابهم الدوري الذي تجدد، أمس الإثنين، ليشل مدارس بأكملها، والذي أرفق باعتصام أمام مقر الوصاية بالرويسو بالعاصمة.

تزامن هذا مع تجديد، أمس، للأسبوع الثالث على التوالي، أساتذة التعليم الابتدائي إضرابهم الدوري الذي حدد لكل يوم إثنين، وقد عرف الإضراب تصاعدا كبيرا مقارنة بالأسبوع الأول، خاصة مع تدخل عدة نقابات لمساندة المضربين. هذا وخرج المحتجون في اعتصامات أمام مديريات التربية وأمام مقر فرع الوزارة، تنديدا بغياب أي رد من الوصاية لمطالبهم، حيث رفع أساتذة النعامة والمدية ومعسكر باتنة تيبازة، العاصمة وقسنطينة، سطيف وغيرها من الولايات الجنوبية والداخلية، عدة شعارات تنديد باستمرار وزارة التربية الوطنية في صد آذانها تجاه الإضراب الذي يدخل أسبوعه الثالث.

وتعالت أصوات المحتجين ضد الظلم السائد في الطور الابتدائي، مرددين شعارات ضد التهميش وضد الحڤرة وضد سياسة ربح الوقت، كما رفعت شعارات أخرى جاء فيها "لا لحراسة الساحة والمطعم والمراحيض ولا لإهانة أساتذة الابتدائي، نعم لتوحيد التصنيف بين جميع الأطوار، أساتذة الابتدائي ليسوا آلة تتحمل الذل، نطالب بمذكرات نموذجية من المفتشية العامة للبيداغوجيا. أستاذ المدرسة الابتدائية يعاني في صمت"، واستغلت الشعارات أيضا للمطالبة بإلغاء الضريبة على الدخل وتخفيض الحجم الساعي، وأجمعوا على المطالبة بـ"لا لتدريس 11 مادة بحجم ساعي كبير، الأستاذ مرهق، وعلى أي أساس يوجد أستاذ الابتدائي في ذيل التصنيف، أستاذ الابتدائي في إضراب من أجل الكرامة".

وعرف الإضراب في أسبوعه الثالث نجاحا في عدة مدارس ابتدائية عبر الوطن، وقد التحقت ولايات بالحركة الاحتجاجية في أسبوعها الثالث، وقد تعدت نسبة المشاركة 88 بالمائة في بعض المناطق على غرار مدارس الولايات الغربية، بعد أن شلت مدارس بأكملها بنسب وصلت 100 بالمائة، بعد أن تحررت الأستاذات اللواتي يشكلن نسبة عالية في هذا الطور من خوفهن وشاركن بقوة في الحركة الاحتجاجية.

وتأسف الأساتذة المحتجون لعدم استجابة الوزارة لمطالبهم، مؤكدين أن مطالبهم تم رفعها مجددا إلى الوصاية عبر مديريات التربية التي استقبلتهم في بعض الولايات في الأسبوع الأول من الاحتجاج، قبل أن تسد الأبواب في وجههم، قبل أن يجددوا مطلبهم بأهمية تدخل الوزير للنظر في جميع مطالبهم.

 

    • دعوات لتدخل بلعابد لوقف تسعف المفتشين المتورطين في طرد أساتذة من ذوي الاحتياجات

 

وحذر الأساتذة في المقابل من القمع الصادر من قبل مدراء المدارس ومفتشي المواد ضد الأساتذة، حيث وصل بهم الحد إلى غاية التسبب في طرد أساتذة على غرار الأستاذ "بن دنية عبد الهادي"، أستاذ رياضيات في متوسطة "قليعة" من مدينة مستغانم، وهو أستاذ معاق حركيا، متزوج وأب لطفل، تعرض للتوقيف التعسفي من طرف مفتش المادة، حيث أنه رغم أن الأستاذ قد قام برفع شكوى ضد المفتش بدافع التزوير والتوقيف التعسفي بالرغم من سماح القانون بالاستفادة من منصب مكيف وفق الحالات المصنفة قانونا، إلا أنه لم يعد إلى منصبه.

هذا وأوضحوا أن مطالبهم غير سياسية بل اجتماعية مهنية وبيداغوجية، وحذروا الذين يصطادون في المياه العكرة من استغلال مطالبهم لأغراض سياسية، مطالبين وزارة التربية بالتدخل بسرعة لإنهاء الإضراب وعدم رهن دروس التلاميذ.

وتتمثل لائحة مطالب أساتذة الابتدائي في "التطبيق الفوري لقرار إعادة تصنيف أساتذة المدرسة الابتدائية من الصنف 11 إلى الصنف 12 حسب القرار المؤرخ في الجريدة الرسمية أكتوبر 2014، والمتمم بتثمين الشهادات العلمية، وذلك بأثر رجعي، ثم القيام بتوحيد التصنيف إلى الصنف 13 في جميع الأطوار، بالإضافة إلى المطالبة باسترجاع الحق في التقاعد النسبي والتقاعد دون شرط السن".

كما تتعلق المطالب بـ"إلغاء إجبارية كتابة المذكرات باليد وتوفير مذكرات صادرة عن المفتشية العامة للبيداغوجيا، على أن يقوم مدراء المؤسسات بطباعتها وتوفيرها في المدارس كل موسم"، ويؤكدون على "أهمية معالجة اختلالات القانون الخاص بما يحقق العدالة والإنصاف لجميع الرتب والأسلاك في التصنيف والترقية" و"بتخفيض الحجم الساعي بما يوافق مهام البيداغوجيا الموكلة، مع إعادة النظر في هيكلة التعليم الابتدائي، بالإضافة إلى تنصيب أساتذة خاصين بمواد الإيقاظ "تربية فنية وبدنية، وتربية موسيقية"، ما يؤدي إلى توفير مناصب جديدة"، داعين إلى "المساواة بين جميع الأطوار في الحقوق والواجبات وإعطاء تعويضات لأساتذة المدرسة الابتدائية عن الساعات الإضافية".

ويطالب أساتذة التعليم الابتدائي أيضا بضرورة "إلحاق المدارس الابتدائية بوزارة التربية عوض وزارة الداخلية التي أكدوا أنها لم تقدم للمدرسة الابتدائية شيئا يذكر، ناهيك عن المطالبة بإصدار نظام خاص بالتدريس في مناطق الجنوب للأخذ بالاعتبار طبيعة المنطقة من ناحية الحرارة المرتفعة والتباعد بين البلديات، بالإضافة إلى حق الأستاذ في السكن الاجتماعي مع بقية شرائح المجتمع، والمطالبة بحقهم في النقل".

عثماني مريم

 

من نفس القسم الوطن