الوطن

نبيل عساف: الجزائر من بين الدول المعرضة للجفاف

دعا لاتخاذ التدابير اللازمة لذلك وأكد أنها ستكون عرضة لتغيرات مناخية كثيرة

    • الفاو تبدي استعدادا لتمويل مشروع مكننة العتاد الفلاحي في الجزائر

 

كشف نبيل عساف ممثل منظمة الفاو بالجزائر، عن عدة مشاريع بين منظمة التغذية والزراعة والدولة الجزائرية، خاصة في مجال تجسيد المكننة الفلاحية، ومساعدتها على رفع نسبة انتاجها الفلاحي، والمحافظة على امنها الغذائي، غير انه انتقد التبذير الكثير للمياه في العديد المناطق الزراعية، مشيرا إلى أن الجزائر من بين الدول المعرضة لندرة المياه ووجب عليها التحضير الجيد لذلك واستعمال تقنيات حديثة لحوكمة استعمال المياه.

قال نبيل عساف في تصريحات للقناة الإذاعية الأولى، أمس أن المنظمة في إطاراها الاستراتيجي لديها خمسة اهداف أساسية، من بينها ضرورة وجود نظم إنتاج زراعية مستدامة، مؤكدا أن هذه الأخيرة تعتبر شرطا أساسيا لإنتاج نسبة غذاء كافية، مشيرا في هذا الصدد أن وجود إدارة سليمة لملف الحصاد والإنتاج والعمليات التي تتبعها بعد ذلك، يمكن أن يساهم في حل مشكلة نقص الغذاء في العالم وقد نستطيع القضاء على الجوع بهذه التدابير.

وأضاف ممثل الفاو أنه جرت مؤخرا اتفاقية بين الجزائر ومنظمة التغذية والزراعة، وتعتمد هذه الاتفاقية على ثلاث محاور، أولها زيادة الإنتاج الفلاحي، وتطوير الشعب الفلاحية، والعمل على حماية المواد الطبيعية واستغلالها بشكل مستدام.

وشدد المعني على ضرورة توعية المزارعين بالكميات التي تحتاجها كل نبتة من الاسمدة الكيمائية وعدم الإفراط في استعمالها، والعمل على احترام المعايير الموضوعة لمعالجة المحاصيل الزراعية، وأوضح أن ذلك لا يتم إلا بوجود مخابر معتمدة وقريبة من المزارعين، بحيث تعمل على مساعدتهم من التأكد والتدقيق في المنتوجات، مشيرا أن هذه التدابير تساهم في التخفيف من احتمال أن تكون المحاصيل الزراعية ستسبب مشاكل صحية.

وكشف المتحدث أن كان هناك مشروع مشترك بطلب من وزارة الفلاحية ومنظمة التغذية والزراعة، بحيث تم وضع وثيقة مشروع في إطار استراتيجية مستدامة لمكننة العتاد الفلاحي في الجزائر، مشيرا أن المنظمة لمست وجود نية لدى الوزارة الوصية لتجسيد المكننة الفلاحية بالجزائر، غير أنه تصادفنا ببعض المعيقات، حالة الجرارات الزراعية بالجزائر التي وجب تغيرها، لأن أي عطب قد يصيبها أثناء الموسم الفلاحي يعتبر خسارة ويتسبب في ضياع وقت كبير، كما يعتبر انعدام مراكز صيانة قريبة من الفلاحين مشكلا ثانيا واجه تجسيد المكننة الفلاحية بالجزائر، أين يقول المتحدث في هذا الصدد، يجب أن يتم إنشاء مراكز صيانة قريبة من الفلاحين من اجل ان تكون هناك سرعة في تصليح أي عطب يمكن أن يحدث.

وفي ذات السياق قال ممثل الفاو، لقد طلبنا من وزارة الفلاحة اعداد استراتيجية وطنية لمكننة العتاد الفلاحي في الجزائر وسنسعى لتمويله فور جاهزية الاستراتيجية، لأن هذا الأمر مهم جدا لزيادة الإنتاج الفلاحي وتحسين النوعية.

كما أشار المعني أن الجزائر من بين أكثر المناطق في شمال افريقيا التي تعاني ندرة من المياه، وستكون عرضة لتغيرات مناخية كثيرة في المستقبل، بحيث دعا الجزائر للتحضير جيدا بخصوص هذا الموضوع، مضيفا ان الفاو تعمل على عدة مشاريع مع الجزائر بخصوص هذا الشأن، ومن بينها مشروع خاص بالتخفيف من استعمال المياه على مستوى الحيزات الزراعية.

ودعا عساف المزارعين للتحكم في تقنيات الري من أجل تفادي اهدار الثروة المائية التي يشكل توفيرها على مدار الموسم الفلاحي هاجسا وتحديا حقيقيا للقائمين على القطاع، مشيرا إلى هناك بعض المناطق التي تم زيارتها في الجزائر لاحظ الخبراء انها مروية 7 اضعاف ما تحتاج وهو ما يندرج ضمن هدر المورد المائي، مشيرا إلى وجود عتاد فلاحي تقني جديد يتيح معرفة كميات الماء الموجودة في التربة وكدا كمية الرطوبة فيه وهو ما يعطي فكرة عن الكميات اللازم استغلالها في كل منطقة مزروعة.

وتحدث ممثل منظمة الفاو عن وجود مشروع كبير ممول من الوكالة السويدية للتنمية، يدخل في إطار حوكمة استعمال المياه، بحيث قال أن الجزائر من بين 8 دول مستفيدة من هذا المشروع الذي قيمته 10ملايين دولار، ويتعلق بمرافقة الدول المعنية في إعداد استراتيجية حوكمة المياه خاصة فيما يتعلق بإنتاج المياه وكيفية الحد من ندرة المياه.

وعن الزراعة الأسرية، قال ضيف البرنامج الإذاعي أن الجزائر قطعت اشواطا كبيرة في هذا الشأن، مشيرا أن هيئته قد أقامت دراسة مع المعهد الوطني للأبحاث الزراعية، ومعهد الدراسات المتوسطي، حول الزراعات الأسرية لعدة دول بإفريقيا من بينها الجزائر، مشيرا أن النتائج الأولية للدراسة تشير لضرورة الاهتمام أكثر بالزراعة الأسرية لما لها من دور في رفع الانتاج الفلاحي، كما أنها تشغل 80 بالمئة من المزارعين، وتنتج 80 بالمئة من الانتاج الزراعي في العالم، وتشمل هذه الأرقام الجزائر أيضا.

داعيا في ذات الصدد، لضرورة دعم الشباب الراغب في الاستثمار في المجال الغابي بالنظر إلى ما تدره الشعبة من مداخيل سيما فيما يتعلق بتصدير الخروب واكليل الجبل وكذا تربية المائيات التي ارتفعت المشاريع فيها إلى أكثر من 100 مشروع بعدما كانت تراوح 15 مشروع فقط في 2013.

سفيان غزال

 

من نفس القسم الوطن