الوطن

الجزائر تستورد أكثر من 70 بالمئة من غذائها

بسبب غموض استراتيجية تسيير الملف، عيسى منصور:

    • انتقادات للتحفيزات المقدمة للمستثمر الأجنبي على حساب المحلي

 

يرى الخبير الفلاحي والمستشار في التصدير عيسى منصور، أن مستقبل قطاع الفلاحة لا يزال مبهم وغامض، بسبب عدم وجود استراتيجية واضحة لتسيير وتطوير هذا القطاع، وانتقد ارتفاع فاتورة استيراد وحجم ما يستود لتأمين غداء الجزائريين رغم إمكانية تجاوز هذه المسألة عبر دعم الفلاحين وتوفير الظروف التي تتعلق بدعم أنشطتهم، وبخصوص الشراكة مع الأجانب في القطاع الفلاحي يعتقد المتحدث أنها كانت محتشمة ومفلسة كونها تستنزف الموارد الطبيعية فقط ولا ترتكز على منح الفرصة للمستثمر المحلي الذي يتعرض لعدة عراقيل خاصة ما تعلق بالحصول على العقار الفلاحي.

قال عيسى منصور في تصريحات لدى نزوله بالقناة الإذاعية الأولى أمس، أن مستقبل القطاع الفلاحي في الجزائر مبهم، لانعدام وجود استراتيجية واضحة المعالم لتطوير هذا القطاع، بالرغم من الأموال الطائلة التي صرف على هذا القطاع من أجل تطويره، مشيرا أن الجزائر لغاية اليوم تستورد أكثر من 70 بالمئة من الغذاء من الخارج، بتكلفة تفوق 2 مليار دولار سنويا، وهذا ما يدل على العجز الكبير الذي يعاني منه القطاع الفلاحي في البلاد.

كما عدد المتحدث بعض الإنجازات في القطاع الفلاحي منذ الاستقلال لغاية اليوم، منها المعاهد التقنية، غير أنه يرى أن هذه الأخيرة لا تلعب دورها كما يجب، معتبرا إياه مجرد هيكل إداري، مرجعا عدم فاعلية هذه المعاهد لانعدام الإمكانيات اللازمة التي تمكنهم من تطوير الشعب الفلاحية.

وفي معرض إجابته عن سؤال حول الشعب التي حققت أو تقترب من تحقيق الاكتفاء الذاتي في السوق الجزائرية قال المتحدث: "حاليا بالنسبة للخضر هناك اكتفاء ذاتي نسبي فالجزائر لا تستوردها من الخارج"، أما بخصوص الحبوب فاعتبر المتحدث بأنها تعتبر لبّ المشكل بالنسبة للقطاع الفلاحي بالجزائر، خاصة القمح اللين الذي تستورد الجزائر أكثر من 1.4 مليار دولار سنويا من هذه المادة الأساسية في الغذاء، بالإضافة إلى الحليب والذي تستورد الجزائر ما بين 400و500 طن سنويا من هذه المادة.

ويرى عيسى منصور أنه هناك مفارقات كثيرة في القطاع الفلاحي بالجزائر، فبالنظر لتطبيق المخطط الوطني للتنمية الفلاحية طوال 20 سنة الفارطة، والذي استهلك 30 مليار دولار، غير أن حالة القطاع الفلاحي حاليا متدهورة جدا، مؤكدا أن المواد التي لا تستوردها الجزائر من الخارج مثل الخضر لم تستفد من الدعم، على عكس الشعب الأخرى المستفيدة من الدعم لم تحقق اكتفاء ذاتي مثل الحبوب والفواكه والزيتون.

كما قال المتحدث أن الشراكة في القطاع الفلاحي تعتبر محتشمة، بحيث يقول في هذا الإطار أنه كانت هناك نية للشراكة مع الأجانب في الاستصلاح وانجاز مشاريع كبرى فلاحية بالجنوب، غير أن هذا المشاريع اثبتت فشلها في العديد من الدول، لأنها تستزف الموارد الطبيعية بشكل كبير، عكش الفلاحة التي تطمح لها الجزائر التي تدخل في منظور التنمية المستدامة.

سفيان غزال

 

من نفس القسم الوطن