الوطن
الموت يلاحق تلاميذ المدارس مرة أخرى
حافلة للنقل المدرسي بميلة تقتل تلميذا وتتسبب في جرح آخر
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 07 أكتوبر 2019
• تحذيرات من حوادث المرور التي تستهدف المتمدرسين عقب مقتل 190 تلميذ العام الماضي
حالة من القلق والذعر تطال، هذه الأيام، أولياء التلاميذ الموزعين عبر مختلف المؤسسات التعليمية عبر الوطن، بسبب الحوادث المميتة التي تستهدف المتمدرسين ليومين متتاليين، حيث لقيت أمس تلميذة حتفها بولاية ميلة بعد أن صدمها سائق حافلة للنقل المدرسي بعد نزولها منه، وتأتي الفاجعة بعد أقل من 24 ساعة من فاجعة وفاة تلميذ بسطيف وجرح 8 آخرين بسبب حادث سقوط جدار داخل متوسطتهم.
وعرفت ولاية ميلة، أمس، حادثا مأساويا جديدا، حيث هلكت تلميذة (5 سنوات) وأصيبت أخرى بجروح متفاوتة الخطورة في حادث سير بمشتة "الفسيخ" ببلدية تاجنانت، بناء على ما تناقله رئيس المجلس الشعبي لهذه الجماعة المحلية، عادل بوقرن، حيث وقع الحادث أمس بالقرب من مدرسة الشهيد "كورتلي عبد القادر" التي تدرس بها الضحيتان، مفيدا بأن الحادث تسببت فيه حافلة للنقل المدرسي، ما أدى إلى وفاة تلميذة وإصابة أخرى تدرسان بذات المدرسة في الطور التحضيري.
واشار عادل بوقرن أنه بعد نزولهما من الحافلة للتوجه نحو المدرسة عند مفترق الطرق المحاذي لها، أصابتهما نفس حافلة النقل المدرسي التي كانتا على متنها، وقد تم نقلهما إلى العيادة المتعددة الخدمات ببلدية تاجنانت، استنادا إلى ذات المسؤول، الذي تنقل رفقة رئيس دائرة تاجنانت إلى مكان الحادث وكذا لأداء واجب العزاء والمواساة لأهالي الضحيتين. من جهتها، فتحت المصالح الأمنية المختصة إقليميا تحقيقا لتحديد أسباب الحادث.
وفي ذات السياق، ووفق تحذيرات المركز الوطني للوقاية والأمن عبر الطرق، فإن المؤسسات التعليمية تشهد سنويا ارتفاعا في عدد حوادث المرور التي تستهدف المتمدرسين خلال كل موسم دراسي، مؤكدا أنه في كل موسم دراسي يظهر إلى الواجهة "هاجس" تعرض الأطفال لحوادث المرور، منها الموسم الدراسي 2019/2018 (سبتمبر 2018 إلى جوان 2019)، حيث "توفي 188 طفلا تتراوح أعمارهم ما بين 05 و14 سنة وجرح 3692 آخر"، وقد تم تسجيل "أغلب الضحايا عبر المسارات المؤدية إلى المدارس، لاسيما الطورين الابتدائي والمتوسط"، مبرزا أن حوادث المرور تبقى من "المخاطر الكبرى التي تهدد حياة الأطفال"، خاصة أن هذه الفئة هي "الحلقة الأضعف" في البيئة المرورية، بسبب ما يميزها من خصائص فيزيولوجية وذهنية.
وأطلق المركز الوطني للوقاية والأمن عبر الطرق، منذ سبتمبر الماضي، عدة حملات توعوية لحماية الأطفال المتمدرسين من مخاطر حوادث المرور خلال الموسم الدراسي 2020/2019، تحت شعار (قلل من سرعتك... تحمي حياة طفلك)، بهدف "تحسين شروط" السلامة والأمن عبر المحيط المدرسي، حسبما أورده بيان للمركز.
وبرنامج هذه الحملة التي تنظم بالشراكة مع مؤسسة رونو الجزائر وبإشراف وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، تساهم فيها مديريات التربية واللجان الولائية للسلامة المرورية وفعاليات المجتمع المدني، تتضمن "تقديم" دروس في التربية المرورية وتنصيب حظيرة السياقة البيداغوجية عبر المدارس ودور الثقافة والساحات العمومية، وكذا "تنشيط" ورشات للرسم والتلوين حول موضوع السلامة المرورية، توزيع الدعائم التحسيسية المنجزة خصيصا لفئة الأطفال والمحيطين بهم.
ولتفعيل هذه الحملة، حسب ذات المركز، "تم الاعتماد على دعائم توعوية ممثلة في حملة إشهارية عبر الفضاءات المخصصة لذلك، فواصل إذاعية وومضات تلفزيونية، بالإضافة إلى كتيبات تحسيسية وألعاب تربوية وأقراص أناشيد للأطفال، وكذا مطويات وملصقات خاصة بالحملة".
وتهدف هذه الحملة، حسب نفس المصدر، إلى "الحد" من حوادث المرور التي يروح ضحيتها الأطفال، لاسيما المتمدرسين، و"تكثيف" نشاطات التوعية والتحسيس لحماية هذه الفئة من طرف الأسرة والمدرسة والمجتمع، بالإضافة إلى "رفع الوعي" المروري لدى السائقين لاحترام صارم للمنطقة 30 (المنطقة التي يرتادها الأطفال).
كما تهدف أيضا إلى "تحسين شروط" السلامة والأمن عبر المحيط المدرسي وكذا "غرس" ثقافة مرورية لدى الأطفال، بتقديم معارف نظرية وتطبيقية مدعمة بوسائل بيداغوجية، تساهم في زيادة الوعي المروري لهذه الفئة.
عثماني مريم