الوطن

نجاح أول إضراب لأساتذة الابتدائي من دون نقابات

تم وصفه بتسونامي ضد الوضع الاجتماعي المزري للأستاذ بالطور الابتدائي

    • وعيد بإضراب متجدد أسبوعيا كل يوم أحد أو اثنين

 

نفذ، أمس، أساتذة الطور الابتدائي وعيدهم وقاطعوا التدريس ليوم كامل، تنديدا بتراكم ساعات العمل وإجبارهم على كتابة أزيد من 95 مذكرة ونموذج ومخطط باليد سنويا، ناهيك عن إلزامهم بشراء الوسائل البيداغوجية حتى السبورة في بعض المناطق، في ظل ضعف الأجور وغياب ظروف التدريس.

نقلت تقارير لأساتذة أنه تباينت أمس نسبة الإضراب الذي تبناه أساتذة التعليم الابتدائي على المستوى الوطني، حيث في وقت سجلت مدارس نسبة استجابة وصلت إلى 100 بالمائة، فقد عرفت أخرى 0٪ نسبة مشاركة، وقد كانت حركة الاحتجاجات مرفقة باعتصام أمام وزارة التربية رغم الحضور القليل للأساتذة، إضافة إلى احتجاجات أمام بعض مديريات التربية، والتي وصفت بأول حركة وأول إضراب من دون تأطير من النقابات، وهو ما اعتبر أنه بداية لحراك أو تسونامي ضد الوضع الاجتماعي المزري للأستاذ بالطور الابتدائي.

وحسب ذات التقارير، فإنه عرفت عدة مدارس بمختلف ولايات الوطن استجابة لنداء الإضراب الذي روج عبر صفحات التواصل الاجتماعي، على غرار ولايات برج بوعريريج وقسنطينة والبليدة والعاصمة وميلة وجيجل وبجاية، علاوة على ولايات تيبازة والنعامة والبويرة، وتراوحت الاستجابة بين 80 و100 بالمائة، في حين عرفت ولايات أخرى على غرار باتنة وإليزي والشلف نسبة استجابة 0 بالمائة.

وأضافت ذات المصادر أن الإضراب أرفق بخروج الأساتذة إلى الشارع والاعتصام أمام مديريات التربية، على غرار ما عرفته مديرية التربية للجزائر غرب بالعاصمة، حيث رفع الأساتذة وبمآزرهم البيضاء، لافتات وشعارات جاء فيها "إعادة النظر في التصنيف إلى 14 باعتبار المدرسة الابتدائية هي القاعدة وهي الأساس، عيب وعار عليكم أستاذ المدرسة الابتدائية يعاني، ألا يستحق أستاذ المدرسة الابتدائية الترقية إلى أعلى المراتب".

وسلم الأساتذة المحتجون نسخة مطالب إلى مديريات التربية، جاء فيها "نحن الموقعين أساتذة المدرسة الابتدائية، قمنا صبحا يوم 6 أكتوبر، بوقفة احتجاجية بعد حوالي شهر من الدخول المدرسي 2019-2020 الذي شهد عدة مشاكل تمخض عنها تعطل في إلقاء الدروس، وكذا عدة أسباب تتعلق بعدم قدرة المؤسسات على توفير أدنى الوسائل من أجل مساعدة الأستاذ على أداء مهمته على أكمل وجه، وعدم توفر الوثائق البيداغوجية من مخططات جويلية 2019 ودليل المعلم لكل المستويات، بالإضافة إلى الوثيقة المرافقة، وتعنت المدراء في عدم توفيرها من خلال الطباعة داخل المؤسسة، بل هناك من المفتشين البيداغوجيين من تمادى وطلبها إجباريا من الأستاذ من خلال طباعتها، علما أنها تكلف المال الكثير".

وحذر الأساتذة من عدم توفر الوسائل لإجراء العملية التعليمية وإجبار الأستاذ على اقتنائها من المكتبات الخارجية من ماله الخاص، من كوس ومدور ومسطرة ومنها حتى السبورة، مطالبين في المقابل بإلغاء إجبار الأستاذ على كتابة المذكرات باليد، بحيث يكتب أسبوعيا ما يعادل 15 مذكرة، ما أدى إلى إرهاقه، من هنا وجب توفير مذكرات صادرة عن المفتشية العامة للبيداغوجيا على أن يقوم مدراء المؤسسات بطباعتها وتوفيرها في بداية كل موسم دراسي.

 

    • وعيد بإضراب متجدد أسبوعيا كل يوم أحد أو إثنين

 

وتمت المطالبة بالإلغاء الفوري لكتابة نموذج التخطيط باليد لأستاذ السنة الأولى ابتدائي، وتعويضها بأوراق عمل صادرة عن المفتشية العامة للبيداغوجيا، أو تفعيل الحرية البيداغوجية للأستاذ بتوفيرها مطبوعة من طرف المؤسسة عبر نموذج معتمد، حيث من المستحيل أن يكتب الأستاذ ما يعادل 80 نموذجا أسبوعيا وتطالبونه بكتابة المذكرات وتحضير الوسائل.

وتمكن أساتذة من الاحتجاج أمس أمام مقر وزارة التربية بالرويسو رغم عددهم القليل، وهذا في ظل التوعد بتصعيد الاحتجاجات، حيث تم اقتراح تجديد الإضراب كل يوم أحد او إثنين في انتظار الفصل في اليوم في الأيام المقبلة، وهذا إلى غاية تحقيق جميع المطالب المرفوعة والتي من بينها أيضا "لا قانون تقاعد ولا شيء آخر"، وإعادة النظر في تصنيف أساتذة المدرسة الابتدائية وجعلهم في أعلى السلّم، ومذكرات نموذجية من الوزارة التي كان معمولا بها سابقا"، وإعادة النظر في مهام أستاذ المدرسة الابتدائية من خلال إلغاء الحراسة والمرافق والتقليص من ساعات العمل وإدخال التخصصات، مع المطالبة بمساعدين تربويين، وإعادة النظر في برامج الجيل الثاني، والعودة إلى نظام الست سنوات، مع المطالبة بتسطير برنامج للقضاء على ظاهرة الاكتظاظ التي تمس بعض الولايات.

سعيد. ح

 

من نفس القسم الوطن