الوطن

اكتظاظ رهيب بوسائل النقل مع حلول عيد الأضحى

تزامن العيد وعطلة نهاية الأسبوع والعطلة الخريفية للتلاميذ

 

 

تشهد مختلف وسائل النقل والطرقات خلال هذه الأيام حركة سير وسفر غير عاديتين، والتي تتكرر مع كل مناسبة أو عيد ديني حتى أصبحت لازمة لها. 

فمع حلول عيد الأضحى المبارك، خاصة وأن هذه المناسبة الدينية تأتي هذه السنة متزامنة وعطلة نهاية الأسبوع، والعطلة الخريفية التي منحتها وزارة التربية الوطنية للتلاميذ، تعرف محطات نقل المسافرين إقبالا كبيرا من طرف المواطنين الذين يعملون في العاصمة قادمين من مختلف ولايات الوطن، للتنقل إلى مدنهم الأصلية وقضاء العيد رفقة أهلهم. 

ومن المعروف أن فترة العيد عادة ما تعرف حركة غير مسبوقة في المحطات البرية على غرار محطة خروبة، التي تشهد توافدا كبيرا للمسافرين في هذه الفترة التي تتميز بحلول عيد الأضحى المبارك، مما يؤدي إلى اكتظاظ وازدحام منقطع النظير. 

خروبة تتحول إلى أكبر قاعة انتظار في الجزائر

ولمعرفة حالة المسافرين قبيل الانطلاق إلى وجهتهم تنقلت "الرائد" إلى المحطة البرية لخروبة، وما إن دخلنا حتى أوحت لنا الحقائب المنتشرة هنا وهناك بأن الكثيرين حزموا أمتعتهم، وقرروا العودة إلى مسقط الرأس لقضاء العيد وتفادي اكتظاظ نهاية الأسبوع، وذهلنا بالحشد الهائل من المسافرين الذين يتزاحمون على شباك التذاكر ويتصارعون من أجل الحصول على مقعد في الحافلة، لكن الشيء الذي لفت انتباهنا أن الحافلات المقرر انطلاقها خلال ذات اليوم كلها محجوزة، الأمر الذي قادنا لمزيد من البحث فاكتشفنا أن المسافرين يقتنون التذاكر من منتصف النهار من أجل الانطلاق على الساعة الخامسة مساء، هذا في حالة توجههم إلى مناطق قريبة من العاصمة مثل تيزي وزو، البويرة، بجاية وسطيف، أما بالنسبة للمناطق البعيدة عن العاصمة، مثل ولايات الجنوب على غرار الوادي، بسكرة، ورقلة، وغرداية فإن المسافرين يضطرون لحجز أماكنهم قبل يوم أو يومين من موعد انطلاق الحافلة، مما جعل الحشد ينتظر وصول الحافلة إلى المحطة من أجل الانطلاق، لتتحول بذلك المحطة إلى أكبر قاعة انتظار في الجزائر، تضم الآلاف من المسافرين، والتي لم تعد كراسي قاعات الانتظار قادرة على استيعابهم، في الوقت الذي نال التعب من عدد كبير منهم لكثرة الازدحام من جهة وطول الانتظار من جهة أخرى.

رغم التدابير مشكلة الازدحام تظل قائمة 

يبلغ عدد المتنقلين عبر المحطة البرية لخروبة في الأيام العادية حوالي 20 ألف مسافر، ما يجعل الحركة بها لا تتوقف لكن مع اقتراب الأعياد والمواسم يتزايد الإقبال على الحجز، ولهذا الغرض تقوم إدارة المحطة كل سنة بتوفير أزيد من 70 رحلة يومية وتعديل مواقيتها بما يتناسب وطلبات المسافرين، بالإضافة إلى اتخاذها عدة تدابير، منها تدعيم المحطة بكل الوسائل المادية والبشرية ورفع عدد عمال الشبابيك لتسهيل الحجز المسبق وتفادي تأخر المسافرين عن مواعيد انطلاق الحافلات، لضمان ظروف سفر ملائمة ولتمكين المواطنين من الوصول إلى وجهتهم في المواعيد المحددة قبيل حلول عيد الأضحى المبارك، لكن رغم كل هذا يبقى الحديث عن أزمة نقل ومواصلات قبيل العيد قائما حتى في ظل الإجراءات التي تتحدث عنها إدارة المحطة، لاسيما في ظل عزوف عدد معتبر من أصحاب الحافلات عن العمل يوم العيد، وتقديم خدمات محدودة عشية حلول عيد الأضحى ما يؤرق المواطنين ويثير استياءهم. 

المسافرون بين توفر وسائل النقل وقلتها 

خلال جولتنا بالمحطة البرية لخروبة عبّرت فئة من المسافرين عن ارتياحها لتوفر وسائل النقل، حيث قالوا إنه رغم الاكتظاظ والضغط إلا أن هناك العديد من الشركات تكثف من خدماتها إلى النصف حتى يتسنى للجميع السفر، كما تضاف ساعات أخرى إلى الساعات المعتادة والعمل يكون ليلا ونهارا لمحاولة تغطية الطلب الذي يتزايد في المواسم عكس بعض المسافرين، الذين أعربوا عن استيائهم من قلة وسائل النقل، حيث أن الحافلات التي تتوجه إلى مناطق سكناهم قليلة والمسافرين كثر، وبالتالي فهم يضطرون إلى السفر أياما قبل العيد تاركين أعمالهم ودراستهم حتى لا يقعوا في مصيدة الاكتظاظ وقلة وسائل النقل. 

 سيرين. ع


 

من نفس القسم الوطن