الوطن
منع أية تحويلات للطلبة من جامعات الوطن إلى العاصمة لهذه الأسباب
الطلابي الحر يتهم مدراء بالتلاعب بآلاف الطلبة وعصيان تعليمات الوزارة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 28 سبتمبر 2019
• لا رخصة للتحويل إلا بتوقيع من الوزارة الوصية
كشفت مصادر مسؤولة عن تعليمات أعطاها وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الطيب بوزيد، لمنع أية تحويلات جامعية للطلبة، خاصة ما تعلق من الولايات الداخلية إلى العاصمة، وشدد على إلزام الطلبة بالدراسة في جامعاتهم إلا في حالة غياب التخصص المطلوب واستيفاء الطالب كافة الشروط الضرورية. يأتي هذا في الوقت الذي يتلاعب مدراء المؤسسات الجامعية بهذه التحويلات، في ظل خروج الطلابي الحر ليؤكد وجود عصيان لقرارات المسؤول الأول للقطاع.
وحسب مصادرنا، فإن وزير التعليم العالي طالب مسؤولي الجامعات بعدم إعطاء أية رخصة لدخول جامعات العاصمة لطلبة مختلف ولايات الوطن في إطار التحويلات الجامعية، إلا في حالة الاستثناء أو لم يجد الطالب تخصصه في ولايته وله معدل كاف للالتحاق بإحدى جامعات العاصمة.
وأضافت مصادر أن إجراء الطيب بوزيد هو من أجل منع الاكتظاظ الذي تعرفه الجامعات والإقامات الجامعية عبر العاصمة من جهة، ومنع من جهة أخرى، وهو السبب الأهم، التجمهر بالعاصمة من قبل الطلبة، خاصة أن الحراك الشعبي الذي تعرفه الجزائر منذ 22 فيفري الماضي دفع بالآلاف من الطلبة للخروج كل يوم ثلاثاء للاحتجاج والذي أدى إلى تعطيل عدة مصالح وطرق رئيسية، علما أن احتجاجات الطلبة، حسب ذات المصدر، وصلت ذروتها خلال الموسم الدراسي، في حين خفت وتراجع عدد المحتجين عند غلق الجامعات وانطلاق عطلة الصيف، وهو ما يؤكد أن غالبية المحتجين هم من ولايات أخرى ساهموا في إعطاء دفع قوي لاحتجاجات الثلاثاء.
هذا ووجد المئات من الطلبة صعوبة في التحويل إلى التخصصات التي يريدونها، خاصة ذوي المعدلات الضعيفة التي تتراوح معدلاتهم بين 10 و11 من 20 والتي تمنعهم من التسجيل في التخصص المرغوب بسبب ارتفاع المعدل المطلوب، خاصة مع تعليمات وزير التعليم العالي بعدم تخفيض معدل القبول من أجل تحويل أي طالب.
وفي هذا الصدد، نقل مسؤول لجنة الدخول الجامعي بالاتحاد العام للطلابي الحر، حمزة صدارة، أن الوزارة الوصية أعطت تعليمات بضرورة التكفل بالطلبة الجدد وتحويلهم في إطار المعدلات، إلا أن معظم رؤساء الجامعات يديرون ظهرهم للطلبة وضاربين عرض الحائط بتعليمات الوزير، في ظل فشل نظام بروغراس في معالجة خيارات الطلبة.
هذا بعد أن استطرد المتحدث قائلا "إن هناك الضبابية من طرف الوزارة المعنية فيما يخص التحويلات الجامعية وعدم الخروج ببيان صحفي يبين المسؤولية الملقاة في ملف التحويلات الجامعية"، مشيرا إلى حرمان آلاف الطلبة من التحويلات رغم استيفاء كامل الشروط، متهما بعض رؤساء الجامعات باستغلال الدخول الجامعي لمزيد من الفوضى والاحتقان.
وسجل الاتحاد، حسب المتحدث، هروب بعض رؤساء الجامعات من مكاتبهم وعدم استقبالهم للطلبة وحل مشاكلهم في وقت تسبب تقليص خيارات الطلبة إلى أربعة خيارات في إشكال للطلبة، ناهيك عن ثقل الموقع وعدم الفتح في عدة مرات فيما يخص نظام بروغراس وتأخر فتح الموقع في معظم الأحيان.
• تعتيم إداري حول قضية التحويلات والطلبة ضائعون
وأوضح محدثنا أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي أسندت عملية التحويلات لرؤساء الجامعات عبر الوطن هذه السنة، إلا أن مصالح الجامعات أخفت المعلومة عن الطلبة لوضع اللوم على الوزارة، وهو ما بات يحصل بجامعة الجزائر 3، حيث اشتكى الطلبة الذين رفضت عملية تحويلاتهم من دفعهم إلى الحصول على تأشيرة من الوزارة لقبول طلباتهم، وهو ما جعل العديد يستنجدون بالمعارف والمحاباة لضمان التحويل من تخصص لآخر، في حين وجد من ليس له "معريفة" نفسه دون تحقيق مطلبه.
وفي هذا الشأن، قال حمزة صدارة إنه سجل غياب تام للمعلومة الخاصة بالتحويلات، ما جعل الطلبة وأولياءهم في حيرة من أمرهم، في ظل وجود فساد إداري في الجامعات، وهو ما أدى إلى إفساد الدخول الجامعي وعدم استقبال الطلبة الجدد، مؤكدا أن هناك تهربا من معظم رؤساء الجامعات من المسؤوليات الملقاة على عاتقهم وتحميل الوزارة فشلهم في تسيير جامعاتهم.
واتهم المتحدث جامعة الجزائر 3 بإخفاء المعلومات عن الطلبة في ظل تهرب مسؤوليها ن مقابلة الذين يريدون التحويل، متهما بعصيان تعليمات الوزير من قبل رؤساء الجامعات المكلفين بالبيداوغوجيا خاصة مدراء عدة عبر الوطن، مؤكدا أنه سجل تأخر كبير في السنة الجامعية، والتحويلات أصبحت بالمعريفة، حيث يستحيل أن يقوم بالتحويل على اعتبار أن الفساد قائم ويوجد تعتيم لخلق بعض المشاكل في الدخول الجامعي.
هذا وانتقد المتحدث التغييرات التي مست سلك مدراء الجامعات في بداية الموسم الدراسي، مؤكدا أنه كان لا بد أن تتم قبل نهاية العطلة الخاصة بالصيف، لترك المجال لمدراء الجامعات فرصة لتتبع كل مشاكل الجامعة من جهة وحضور الندوات الجهوية التي قامت بها وزارة التعليم العالي، مضيفا أن العديد من المدراء الجدد فاتت عليهم هذه الندوات وما دار بها، ناهيك أن الوزارة، حسبه، أخطأت عند إسناد إدارة الجامعات لأساتذة يفتقرون إلى كفاءة في التسيير الإداري والذي، حسب، أدى إلى تزايد مشاكل الدخول الجامعي وأدى إلى فشله في عدة جامعات، والدليل غياب لجان خاصة مكلفة بدراسة التحويلات.
عثماني مريم