الوطن

التوجه نحو الاقتصاد التدويري سيعود بأموال طائلة على الجزائر

اعتبر أن معالجة النفايات هي أول وجهة للدخول لهذا المجال، المختص رضا طير:

أكد الخبير الاقتصادي رضا طير، أن التوجه للاقتصاد التدويري سيكون له إيجابيات كثيرة من الناحية الاقتصادية، خاصة ما تعلق بمعالجة النفايات، التي بإمكانها أن تعود على خزينة الدولة بأموال طائلة، كما طالب المتحدث بضرورة فتح مجال الاستثمار وعقد شركات مع دول لها خبرة في المجال للاستغلال الجيد لهذه النفايات عوض ردمها دون استغلال، وفي ذات السياق انتقد طير الرؤية الجزائرية الخاصة بهذا الموضوع المهم الذي بإمكانه أن يساهم في وقف استنزاف الموارد الطبيعية للجزائر ويحافظ عليها، ودعا بالمناسب إلى أهمية أن تنتخب الجزائر رئيسا لها في أقرب الآجال لما له من ضرورة تتعلق بصورة البلاد أمام الشركاء الدوليين ولضمان بقاء وتوسع دائرة المستثمرين الأجانب في الجزائر ولتجنب عزل الجزائر اقتصاديا.

تطرق رضا طير خلال حلوله ضيفا على الفضاء الإذاعي "الأوزون" الذي يبث عبر القناة الإذاعية الأولى إلى الأهمية التي تكتسيها اللجوء إلى الاقتصاد التدويري في مخططات الحكومة المستقبلية والذي يعتبر خطوة هامة للحافظ على الموارد الطبيعية غير المتجددة، وكذا حماية الطبيعة أيضا، مشيرا أن التوجه نحو هذا الخيار سيكون انطلاقة حقيقية للجزائر في مجال استغلال الاقتصاد التدويري.

وعرج المتحدث ضمن الأرقام التي قدمها عن إحصاء نحو 10 ملايين طن سنويا من النفايات في الجزائر العاصمة لوحدها، لا تخضع لأي نوع من الاستثمار وانتقد الخبير الاقتصادي ذاته هذا الرقم الذي يراه سلبيا في المجتمع.

وضمن سلسلة المظاهر السلبية التي تطرق لها ضيف الإذاعة الأولى مسألة غياب النظافة في الشوارع والأحياء وهو صورة مسيئة جدا بالرغم من توفير أغلف مالية ضخمة لمعالجة هذه الإشكالية إلا أنها تبقى غير كافية، وحتى مراكز الردم التقنية يرى المتحدث أنها لا تجدي نفعا كما لها أضرار كبيرة على صحة المواطنين والبيئة أيضا.

ولدى تطرقه لهذا الجانب تحدث رضا طير على ضعف الحكومة في الاستعانة بالتكنولوجيا في معالجة النفايات واعتمادها على أدوات وآليات قديمة، رغم التطور الموجود في المجال، وأشار في هذا الصدد إلى أن الجزائر تعاني من مشكل حوكمة، وهو ما تظهره العراقيل الكبيرة في وجه من يريد الاستثمار في هذا المجال، الذي يوفر بدوه فرص عمل كبيرة، ويعود بأموال كبيرة على الخزينة العمومية.

وأشار الخبير الاقتصادي ذاته إلى الشراكة الموجودة بين الجزائر والاتحاد الاوروبي المكون من 28 دولة والتي تهدف إلى تخصيص ميزانية ومرافقة الجزائر للدخول في الاقتصاد التدويري بداية بمعالجة النفايات، غير أنه لا توجد اي استجابة للعرض من طرف الجزائر، بسبب انعدام رؤية مستقبلية في هذا المجال.

سفيان غزال

 

من نفس القسم الوطن