الوطن

مدراء التربية يستنجدون: ارحموا المتمدرسين من ارتفاع درجات الحرارة بالجنوب

انتفاضة في الوادي وعدة ولايات جنوبية أخرى تزامنا مع استمرار موجة الحر

    • أساتذة يقاطعون الدراسة مساءً ودعوات تعميمها تتوسع

 

حذر أساتذة من عدة ولايات جنوبية من الحرارة الشديدة التي تعرفها هذه الأخيرة خلال هذه الأيام التي قد تؤدي إلى كارثة وسط المتمدرسين، خاصة تلاميذ الابتدائي "السنة الأولى والتحضيري"، حيث تزايدت حالات الإغماءات والرعاف، في ظل غياب المكيفات الهوائية وغياب المياه الشروب، في وقت اضطر أساتذة عدة مؤسسات إلى مقاطعة التدريس في الفترة المسائية على غرار ولايتي الوادي وورڤلة.

وتأسف الأساتذة بمن فيهم مدراء المؤسسات المدرسية لمختلف الأطوار من صمت وزارة التربية الوطنية حيال الدرجة العالية التي تجتاح هذه الأيام ولايات الجنوب، حيث تعدت درجة الحرارة 45 درجة مئوية، في ظل إجبار المؤسسات على استقبال التلاميذ في الفترة المسائية التي تشتد فيها الحرارة.

ووفق تقارير تم رفعها من قبل عدة صفحات على منصة التواصل الاجتماعي لوزارة التربية، فإنه سجل تمدرس غير عادي في أغلب المؤسسات التربوية بعدة ولايات جنوبية، على رأسها الوادي وورڤلة وإليزي، نظرا لعدم توفر الطاقة الكافية للكهرباء لتشغيل المكيفات، في ظل أنه كان لا بد انطلاق الموسم الدراسي في هذه الولايات الجنوبية في شهر أكتوبر كما كان سابقا.

وتساءل أساتذة ومدراء المؤسسات التعليمية لولاية الوادي أنه في درجة حرارة تراوحت بين 42 و45 درجة في أقسام بـ43 تلميذا مع مكيفات لا تحمل من التكييف إلاّ الاسم: كيف للأستاذ أن يقدم وللتلميذ أن يفهم؟ منددين بصمت كل من والي الولاية، مدير التربية، مدير الصحة، حيث وجهت لهم تساؤلات أبرزها "أليس في وسعكم تعطيل الدراسة في المدارس الابتدائية، ولتلاميذ السنة الأولى والتحضيري على الأقل.. ولو في الفترة المسائية..؟"، خاصة، حسبهم، أن هناك مدنا عالمية تعاني التلوث، وعندما يرتفع المنسوب إلى درجات خطيرة تطلب السلطات من التلاميذ عدم الخروج إلى المدارس، وفي حالات الفيضانات والثلوج الكثيفة وغيرها.. تطلب السلطات من التلاميذ عدم الخروج إلى المدارس.

واستفهم أيضا هؤلاء الأساتذة "فما المعضلة عندنا؟ هل هي التطبيق الصارم للقانون دون الغوص في روحه؟ هل هي الغفلة وعدم الانتباه إلى مخاطر الحرارة على البراءة؟ هل هي العجز عن المبادرة؟ منددين بترك الأطفال أمام خطر الحرارة والذباب وأقسام تنعدم فيها أدنى شروط الدراسة، حيث لا مكيفات ولا مراوح ولا حتى ماء بارد للأساتذة والتلاميذ".

وكانت حادثة الحريق الذي سجل بأحد مستشفيات الوادي وما تسبب فيه من وفاة وسط 8 رضع النقطة التي أفاضت الكأس في ولاية الوادي، حيث رفض أساتذة وحتى أولياء تلاميذ جعل أطفال هذه الولاية عرضة لمخاطر أخرى.

 

    • أساتذة يقاطعون الدراسة مساءً ودعوات تعميمها تتوسع

 

واقترحت عدة أطراف إلى أهمية وضع وزارة التربية أمام الأمر الواقع من خلال توحيد الجهود بين مديرين وأولياء ومعلمين وأساتذة، على أن تكون الدراسة صباحا فقط، وفي المساء شلل تام لجميع المؤسسات، هذا فيما باشر أساتذة وأستاذات ابتدائية "ميهي محمد بلحاج" بوسط مدينة بالوادي، احتجاجات على عدم وجود مكيفات كافية في الأقسام وحتى الموجودة فهي إما غير صالحة للاستعمال أو لا تعمل نظرا لضعف الكهرباء، ما أدى إلى شعور بعض التلاميذ بالحرارة العالية والتي في بعض الحالات قد تؤدي حتى إلى الإغماء، وقد حملوا شعارات راجين من الوصايا تحمل المسؤولية خاصة في هذه الأيام الحارة، بعد أن قرر أساتذة عدم الالتحاق بمدارسهم طيلة فترة المساء بسبب الخطورة التي قد تسببها الحرارة للأطفال، خاصة مع تسجيل رعاف وحالات إغماءات.

نفس السخط سجل بولاية بسكرة، حيث نقل الأساتذة أن درجة الحرارة تعدت 43 ولا مراوح ولا مبرد. حيث قدم الدرس في ظل أن الكهرباء تنقطع تماما وليست ضعيفة فقط. وفي هذا الصدد، نقل أستاذ أنه بينما كان تلميذ يقرأ محفوظة فإذا بالذباب يدخل في فمه، معتبرا أن هذه مأساة حقيقة يجب تدخل الجهات العليا للحفاظ على كرامة الطفل وتكريس قوانين الدستور في توفير ظروف جيدة لتمدرس التلميذ.

ومن جهتهم، نقل أساتذة بالوادي تواصل موجات الحرارة التي لم تنخفض في الجنوب الجزائري عامة وولاية ورڤلة بصفة خاصة، وأنه تبقى النداءات متتالية لمسؤولي التربية والتعليم (من التحضيري إلى ما بعد التدرج) ومن بعدها الحكومة ونواب الشعب وجمعيات وفيدرالية أولياء التلاميذ والنقابات، بمن فيهم أولياء التلاميذ الذين تمت مطالبتهم بعدم إرسال أبنائهم للدراسة مساء، في وقت اشتكى هؤلاء أن التلاميذ يكتبون الدروس والغيابات تسجل، وأن غياب التلميذ في الفترة المسائية يحسب عليه ويجب تبريره وأخذ إذن دخول لاستئناف الدراسة، ما جعل الأولياء في حيرة والتلاميذ في تذمر.

 

    • تحذيرات من مخاطر الحرارة على تلاميذ الابتدائي وتحمل الوزارة مسؤولية ما يحدث

 

وحذر أساتذة ورڤلة من حدوث حالات وفيات وسط الأطفال، خاصة أن ورڤلة ظلّت منكوبة حسب القوانين الدولية ثلث الصيف إذ تعدت درجة الحرارة بها الـ50 درجة ! ولعلها تظل كذلك إلى بدايات أكتوبر كما هي العادة، ما يتعذّر على تلاميذ الابتدائي والمتوسط الالتحاق بمدارسهم خصوصا الفترات المسائية، وهو ما يؤثّر على مسارهم الدراسي ويثقل كاهل أوليائهم في المرافقة والنقل والماء البارد والخوف من صرعات الحرارة ومضاعفات ذلك على صحتهم.

ودعا الأساتذة وزارة التربية إلى اتخاذ إجراءات سريعة إذا استمرت درجة الحرارة خلال شهر أكتوبر عبر توفير النّقل وتكييف كل الأقسام وتوفير الماء البارد وتكييف المنهاج في الفصل الأول، بما يتماشى والظّروف المناخية وتحيين وتكييف رزنامة الاختبارات، وهذا بعد أن تم اعتبار أن من أهم أسباب تدني نتائج التلاميذ في الامتحانات السنوية النهائية هو درجة الحرارة المرتفعة وغياب الظروف المناسبة لدراسة جيدة.

عثماني مريم

 

من نفس القسم الوطن