الوطن
10 ملايين تلميذ تركوا مقاعد الدراسة بسبب "الاكتظاظ"
أغلبهم يعانون من نقص الاستيعاب داخل الأقسام
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 23 سبتمبر 2019
دق البروفسور مصطفى خياطي، رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث، ناقوس الخطر جراء تفاقم نسبة التسرب المدرسي المسجلة مؤخرا، ودعا إلى ضرورة سن دراسات جادة لتحديد أسباب انتشار الظاهرة، واعتبر أن ظاهرة الاكتظاظ عامل أساسي في تفاقم الظاهرة.
وبلغة الأرقام، أشار البروفسور مصطفى خياطي، رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث، أن ما يزيد عن 10 ملايين تلميذ تركوا مقاعد الدراسة قبل سن 17 سنة على مدار العشرين سنة الأخيرة، بمعدل 500 ألف تلميذ سنويا. وأشار إلى أن 10 في المائة فقط من المتمدرسين يفهمون الدروس بسبب مشاكل الاكتظاظ.
وقال خياطي، في تصريح للإذاعة الوطنية، إن ظاهرة التسرب المدرسي تزداد تفاقما بالمدارس الجزائرية يوما بعد يوم، وأصبحت جد خطيرة حتى لو أريد تجاهلها، مشيرا إلى أن غياب الأرقام والإحصائيات الرسمية منع من تحديد الرقم الصحيح لعدد التسريبات المسجلة في المدارس الجزائرية، وهو ما يفسر، حسبه، التضارب في الأرقام المسجل بين تلك الرسمية والتي تعيطها نقابات القطاع.
وأشار ذات المسؤول إلى أن وزارة التربية الوطنية تحدثت عن 9 في المائة من التلاميذ الذين تركوا مقاعد دراساتهم، في الوقت الذي أعلنت أن 4 في المائة فقط من التلاميذ المسجلين في المدارس الابتدائية تمكنوا من الحصول على شهادة البكالوريا، في حين أن أرقام مجلس ثانويات الجزائر كشفت عن رقم 500 ألف تلميذ يتركون مقاعد دراستهم سنويا، وهو ما يعادل 10 ملايين تلميذ خلال الـ20 سنة الماضية.
وألح مصطفى خياطي على أن الاكتظاظ الكبير الذي يسجل في أقسام معظم المدارس الجزائرية يزيد من تعقيد الظاهرة، حيث أن 10 في المائة فقط من التلاميذ ينجحون في استيعاب وفهم الدروس.
وحذر خياطي في أكثر من مناسبة من التسرب المدرسي الذي بات ظاهرة خطيرة في الجزائر، خاصة أن الكثير منهم يدخلون عالم التشرد والجريمة الصغيرة، بعد أن قال إن الجريمة عند الأطفال أصبحت ظاهرة اجتماعية بسبب نقص التربية وتراجع مسؤولية الأولياء أمام أبنائهم، محذرا من ترك الطفل لنفسه وهو يعيش في الفضاء الافتراضي ولذلك يقوم بأشياء عجيبة لغياب الوعي لديه.
كما سبق له أن حذر من تغلغل تعاطي المخدرات بين الأطفال. وقال إن 25 بالمائة من الأطفال ما بين 13 و18 سنة يستهلكون المخدرات بشكل متقطع، مشيرا إلى أن الفئة العمرية من 16 إلى 30 سنة، أي ما يقابل 300 ألف شخص، تستهلك المخدرات بصفة مزمنة، لذلك باتت الجزائر توصف ببلد استهلاك بدل بلد عبور في السنوات الماضية.
عثماني مريم