الوطن

فرنسا تمنع قيادة حركة تحرير أزواد من دخول ترابها

قنصليتها بواغادوغو رفضت منح وفد رفيع تأشيرة الدخول

 

باريس تعرقل جهود الحل السياسي في مالي

منعت السلطات الفرنسية من خلال ممثليتها الدبلوماسية بالعاصمة البوركينابية (واغادوغو)، وفدا رفيع المستوى من الحركة الوطنية لتحرير الأزواد وعلى رأسه بلال آغ شريف، من دخول التراب الفرنسي للمشاركة في مؤتمر حول مستقبل الحركة في ظل التحضير لعملية عسكرية شمال مالي، وهو ما اعتبر عرقلة فرنسية للحل السياسي في المنطقة في وقت يتوافد المزيد من "الجهاديين" إلى تمبكتو استعدادا للحرب.

 

فوجئ وفد رفيع المستوى من حركة تحرير الأزواد ممثلا بكل من رئيس الحركة بلال آغ شريف، ونائبه محمود جيري ميغا، وحاما آغ محمود مسؤول العلاقات الخارجية، وكذا المستشار آغ فاقي الهادر، برفض القنصلية الفرنسية بالعاصمة البوركينابية (واغادوغو) منحهم تأشيرات الدخول إلى التراب الفرنسي للمشاركة في أشغال مؤتمر "أي مستقبل للأزواد" المنظم من طرف البرلمان الأوروبي الكائن مقره في ستراسبورغ بفرنسا، والذي ستنطلق فعالياته اليوم الثلاثاء، حيث كان الوفد قد تلقى دعوة من طرف التحالف البرلماني الأوروبي للخضر والأحرار، الذي يشرف على تنظيم مؤتمر بمقر البرلمان الأوروبي بمقره بستراسبورغ، يناقش فيه موضوع "أي مستقبل للأزواد؟" في ظل مقترحات الحركة الوطنية لتحرير الأزواد، ولضمان حضورهم للمؤتمر الذي يعنيهم بالدرجة الأولى، وتكفل البرلمانيون من المجموعة البرلمانية المذكورة بإرسال الوثائق الخاصة بالدعوات وشهادات التكفل بتكاليف سفر وإقامة الوفد بفرنسا، إلى كل من أعضاء الوفد المعني بالمشاركة، من أجل تبرير طلبات الحصول على التأشيرة على مستوى قنصلية فرنسا بالعاصمة البوركينابية واغادوغو، كما أرسلت نسخا من هذه الوثائق إلى السفير الفرنسي ببوركينافاسو لتسهيل مهمة وفد الحركة، وتم الاتفاق مع السفارة على أن جوازات سفر الوفد تودع بالقنصلية بتاريخ 18 أكتوبر على الثامنة صباحا، على أن تسحب في ذات اليوم في حدود الخامسة مساء مختوما عليها بالتأشيرات، لكن بحسب المصادر المقربة من الحركة، حدث العكس، حيث لم تحترم القنصلية الموعد ولم يتم تسليم الوفد جوازات سفرهم حتى الساعة بناء على مصدر من القنصلية، وبرر ذلك بكون هذه الأخيرة تواصل دراستها لملفات طلب التأشيرة، كما علم من ذات المصدر أن جوزات سفر القياديين الثلاثة (حسب الترتيب بالحركة) أحيطت بتمعن خاص، لكنه اعتبر من طرف الحركة على أنها خطة فرنسية الهدف منها تعطيل ومنع بلال آغ شريف والوفد المرافق له من دخول فرنسا، خاصة وأن حركة تحرير الأزواد أضحت معنية كطرف هام في الحل السياسي للأزمة في مالي، وهو ما لا تريده فرنسا بدليل أنها رفضت دخولهم على ترابها، كما أنه يقرأ على أنها محاولة من طرف باريس لعرقلة سير المؤتمر حول "مستقبل الأزواد" بالبرلمان الأوروبي، في خطوة تريد من خلاله غلق الباب عن كل محاولة للدفع بالحل السياسي نحو الواجهة وترك العملية العسكرية كحل استثنائي احتياطي.

مصطفى. ح

 

من نفس القسم الوطن