الوطن

غيوم حرب "طويلة الأمد" تلبد مدينة تومبكتو

مع توافد مئات "المقاتلين" العرب

 فرنسا وألمانيا تبدآن تدريب الجيش المالي لـ"معركة شمال مالي"

 

 وصل مئات المقاتلين المسلحين الأجانب نهاية الأسبوع إلى شمال مالي الذي تحتله حركات إسلامية مسلحة منذ نحو سبعة أشهر، للقتال إلى جانب زملائهم في حال حصول تدخل عسكري دولي لمساعدة سلطات باماكو في استعادة المنطقة.

ويأتي وصول هؤلاء المقاتلين وبعضهم من السودان، غداة اجتماع عقده في باماكو شركاء مالي الدوليين الذين أعربوا فيه عن "تضامنهم" مع السلطات المالية من أجل استعادة تلك المنطقة التي تمثل ثلثي الأراضي المالية.

وأفاد مصدر أمني مالي وصول مئات المقاتلين الإسلاميين معظمهم من جنسية سودانية إلى منطقة تمبكتو شمال غرب وغاو شمال شرق مضيفا، "جاؤوا كتعزيزات لمواجهة هجوم قد تشنه القوات المالية مع حلفائها".

وأكد أحد سكان تمبكتو أن "أكثر من 150 إسلاميا سودانيا وصلوا في غضون 48 ساعة" إلى المدينة، مضيفا "أنهم مسلحون وقالوا إنهم أتوا لمساعدة إخوانهم المسلمين على مواجهة الكفار".

وفي هذه الأثناء أعلن دبلوماسي فرنسي لوكالة فرانس برس أن فرنسا قررت استئناف تعاونها العسكري مع مالي الذي انقطع منذ انقلاب مارس، بينما يجري الإعداد لإرسال قوة أجنبية لاستعادة شمال البلاد الذي يسيطر عليه إسلاميون مسلحون. وقال جان فيليكس باغانون الموفد الفرنسي الخاص إلى منطقة الساحل قبل مغادرته باماكو مساء أول أمس الأحد "في ما يتعلق بالمسألة العسكرية، أكدت فرنسا استعدادها للتعاون مع مالي في هذا المجال". وأضاف "كنت في الواقع مكلفا إبلاغ محاورينا الماليين بذلك وبأن أقول لهم إننا مستعدون لذلك".

وأكد فيليكس باغانون أنه "حسب ما هو ضروري، اتخذ القرار المبدئي لتلبية احتياجات الجيش المالي"، بما في ذلك إرسال مدربين عسكريين لتأهيل جيش يعاني من نقص التجهيز وتراجع المعنويات بعد هزيمته في الشمال أمام المجموعات المسلحة.

وعلق التعاون العسكري بين فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة، ومالي بعد الانقلاب الذي أطاح نظام الرئيس امادو توماني توري وسرع سقوط الشمال بأيدي جماعات إسلامية بينها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.

من جانبه أعرب وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله عن استعداد بلاده لمساعدة جمهورية مالي في تدريب قواتها في معركتها ضد الحركات الإسلامية المتطرفة التي تستولي على الشمال، لكن الوزير الألماني قال، في تصريح لصحيفة "بيلد أم سونتاج" الشعبية الألمانية الواسعة الانتشار، إن مشاركة قوات عسكرية ألمانية في القتال على الأرض في مالي "ليس محل نقاش".

ويأتي الموقف الألماني في إطار موقف الاتحاد الأوروبي، الذي أكد على استعداده لمساعدة مالي على فرض سيطرتها مجددا على شمال البلاد، وذلك من خلال إعداد مهمة عسكرية لتدريب الجيش المالي. وجاء في قرار أوروبي تمت الموافقة عليه الجمعة الماضي أن "الاتحاد الأوروبي سوف يحتفظ بخيار تبني تدابير محددة بدقة تستهدف هؤلاء المتورطين مع الجماعات المسلحة في شمال مالي وأولئك الذين يعوقون عودة النظام الدستوري".

محمد أميني

من نفس القسم الوطن