الوطن
205 مليار دولار تغري حكومات "منهكة" بالأزمة
إسبانيا مصر والأفامي.. والبقية تأتي
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 23 أكتوبر 2012
أسال احتياطي الجزائر من النقد الأجنبي البالغ 205 مليار دولار مع نهاية العام الجاري "لعاب" حكومات أوروبية وعربية أنهكتها الأزمة المالية العالمية وتبحث عن سبل "الخلاص" في الاقتراض من الجزائر.
وترددت قبل أشهر قليلة عبر وسائل إعلام إسبانية أخبار عن اعتزام مدريد أحد أعضاء دول الاتحاد الأوروبي المتأثرة بـ"الفقاعة العقارية" أو الأزمة المالية طلب قرض من الجزائر، لكن المسألة ظلت في "طي الكتمان" دون تأكيد أو نفي من الجهات الرسمية عكس طلب صندوق النقد الدولي من الجزائر في دعم الاحتياطات المالية قبل نحو ستة أشهر، ليتم ذلك فعليا بتقديم الحكومة قرضا بخمسة مليارات دولار أمريكي لتعزيز قدرته على الإقراض. وذكر في هذا الصدد بيان مشترك صادر عن وزارة المالية الجزائرية وبنك الجزائر المركزي، أن الجزائر قررت المشاركة في القرض الذي طرحه صندوق النقد الدولي للاكتتاب بمبلغ خمسة مليارات دولار.
أما مصر فقد أوفدت أمس كبار المسؤولين للقاء الوزير الأول عبد المالك سلال للتفاوض على مساعدة من الجزائر بقيمة ملياري دولار. وتحتاج مصر مساعدة الدول المانحة لكبح عجز في الميزانية وتفادي أي أزمات بميزان المدفوعات لحين الحصول على قرض بقيمة 4.8 مليار دولار من صندوق النقد الدولي. وأكد مصدران رسميان لرويترز أن القاهرة تسعى للحصول على مساعدة من الجزائر لكنهما أضافا أن شكل المساعدة لم تتضح. وقال أحدهما إن المبلغ المطروح حوالي ملياري دولار.
ويتزامن توافد حكومات متأثرة بأزمة المال العالمية إلى الجزائر مع "البحبوحة المالية" التي تعيشها، حيث انخفضت الديون الخارجية للدولة إلى 4.4 مليار دولار في الوقت الحالي، بينما كانت في حدود 32 مليار دولار في منتصف تسعينيات القرن الماضي. وقد صنف صندوق النقد الدولي في تقرير سابق الجزائر ضمن الدول الأقل دينا في منطقة (مينا) التي تضم 20 دولة من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وثاني أكبر بلد يتوفر على احتياطات الصرف الرسمية بعد المملكة العربية السعودية. وحققت الجزائر من توظيف احتياطاتها المالية أرباحا بقيمة 4.45 مليار دولار أمريكي العام 2011، بينما تنتظر ارتفاع احتياطاتها إلى 205 مليارات دولار بنهاية العام 2012. وقامت الحكومة من 2004 إلى 2007 بشراء سندات سيادية من الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا عندما كانت نسب الفوائد العالمية مرتفعة نسبيا.
محمد أميني
