الوطن

"وسام الاستحقاق" للأساتذة الذين يحققون أعلى نسبة نجاح في مؤسساتهم

أطراف تشكك في المبادرة وتحذر من عودة التزوير وتضخيم النقاط

من المنتظر أن يعرف قطاع التربية، في الموسم الدراسي الحالي، إدراج حوافز جديدة للأساتذة والمعلمين من شأنها، حسب القائمين عليها، التشجيع على المنافسة وتحقيق المراتب الأولى في الامتحانات الفصلية وحتى الرسمية، من خلال خلق وسام الاستحقاق لمن يحقق أفضل المعدلات والنتائج.

وجاء هذا وفق تعليمات صدرت عن بعض مديريات التربية، تم توجيهها إلى مديري الثانويات والمتوسطات والمدارس الابتدائية تحت إشراف مفتشي المدارس الابتدائية، حيث تم إعطاء تعليمات لإدراج، لأول مرة، وسام استحقاق لفائدة الأساتذة والمعلمين لتحسين النتائج الخاصة بالمتمدرسين، وهذا في ظل انتقاد كبير من قبل الأسرة التربوية التي حذرت من تشجيع التزوير وتضخيم النقاط على حساب المتمدرسين.

ووفق التعليمة الصادرة في 15 سبتمبر الجاري تحت رقم 253، بعنوان "وسام استحقاق تربوي"، فإنه تثمينا للمجهودات المبذولة من الأساتذة والمعلمين لتحسين النتائج، واعترافا بمثابرتهم وجديتهم في العمل، تقرر منح وسام استحقاق تربوي للأساتذة والمعلمين المتحصلين على أعلى نسبة في نتائج كل ثلاثي. ويمنح هذا الوسام على مستوى كافة المؤسسات التربوية للأستاذ المتحصل على أعلى نسبة "أستاذ من كل مادة".

وأمرت التعليمة مديري المؤسسات التعليمية لمختلف الأطوار بإعطاء العناية التامة للتعليمة وإشعار كل الأساتذة، على أن يلزم المدراء بتعليق المراسلة.

وانتفضت عدة أطراف تربوية ضد التعليمة، ودعت إلى إعادة النظر فيها قبل فوات الأوان، بعد أن تم الإجماع على أنه في هذه الحالة سيلجأ بعض أشباه الأساتذة الغشاشين إلى التزوير وتضخيم النقط، أو مراجعة أسئلة الاختبارات قبل إجرائها، بعد أن تم التأكيد أنه "يمكن أن تكون هناك نتائج إيجابية لو أن الامتحانات تكون مثل امتحانات نيل الشهادة وأن المصححين ليسوا أساتذة التلميذ، ووضع أرقام بدل أسماء التلاميذ، في تلك الحالة نتكلم عن المنافسة، أما في الوقت الراهن فإن تضخيم النقاط سوف يلعب دورا رئيسيا".

واستفهمت بعض الأطراف التربوية: "لم يكرم الأساتذة في الامتحانات الرسمية وحصلوا على نتائج ممتازة"، واعتبروا التعليمة مراوغة خطيرة هدفها انتقال كل المتعلمين، وبالتالي القضاء على الامتحان الاستدراكي، معتبرين أن الوسام سيكون من نصيب الغشاشين مثلما حدث في نهاية السنة الدراسية المنقضية، حيث كانت هذه الفئة حاضرة وبقوة خاصة في مؤسسات الابتدائي، فهذه المبادرة جميلة لكنها تشجع على الغش.

وأشاروا أن المبادرة تنفع الأساتذة في الحركة الانتقالية فقط، باعتبار أن النتائج الجيدة هي أهم شرط في الحركة الانتقالية، وحتى بالنسبة لمدراء المؤسسات التعليمية، وهو ما أدى بالمناسبة بمدراء المدارس الابتدائية للتدخل لرفع معاملات تلاميذ السنكيام لرفع عدد الناجحين، مع التورط حتى في كتابة الأجوبة على السبورات خلال الامتحان الرسمي.

عثماني مريم

من نفس القسم الوطن