الوطن
جمعيات تراهن على جعل العمل التطوعي تلقائي لا مناسباتي في الجزائر
من خلال التأطير، التحسيس والتوعية في مجال البيئة والمناخ
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 21 سبتمبر 2019
ركز الملتقى الذي نظمته الجمعية الوطنية للعمل التطوعي الذي نظم تحت شعار "الشباب والعمل من أجل المناخ"، على إشكالية اقبال الشباب على العمل التطوعي خلال المناسبات فقط حيث يعكف هؤلاء من وراء المبادرة هذه إلى جعل الإقبال عليه بشكل مستمر وغير تلقائي، من خلال محاولة ترسيخ الفكرة لدى فئة الشباب من خلال تنظيم ورشات وأنشطة خاصة بالعمل التطوعي في مجال البيئة، إضافة إلى الحديث عن ظاهرة التغيرات المناخية على المستوى العالمي، وأسبابها ونتائجها، وكذا طرق التخفيف من الغازات الدفيئة.
عن الموضوع يقول حمزة قرطبي ممثل الجمعية الوطنية للعمل التطوعي وهي الجهة المنظمة لهذا الملتقى الوطني في تصريحات إذاعية أمس، أن العمل التطوعي يعتبر بالنسبة لهم كقناعة وعمل انساني واجب عليهم، خاصة اذا تعلق بالبيئة، مشيرا إلى أن الملتقى الذي بادرت بتنظيمه جمعيتهم بغرب البلاد كان فرصة لجميع الناشطين في المجال من أجل الحضور والمشاركة والتباحث حول أهداف اللقاء ولم تحصر المشاركة فقط على الجمعيات ذات الطابع البيئي، وذلك من أجل ترسيخ وتعميم فكرة العمل التطوعي خدمة للبيئة، مضيفا أن هناك العديد من الشباب لديهم روح حب التطوع والمساهمة في خدمة البيئة غير أن إمكانياتهم لا تسمح بذلك، وهنا يأتي دورنا، إذ يؤكد المتحدث أنهم يعملون على إعطائهم الفرصة من خلال تنظيم مبادرات وملتقيات وحتى حملات تطوعية .
وحول اختيار موضوع تغيرات المناخية كمحور بالملتقى أشار المتحدث إلى أنه كان بعد نقاش وتشاور مع أعضاء الجمعية، وهذا من أجل البحث عن منهجية تسمع للشباب في المساهمة من أجل الحد من التغيرات المناخية ومكافحتها، وكانت بالملتقى العديد من الورشات والنشاطات المتعلقة بهذا الموضوع والتي شارك فيها أزيد من 50 شاب لإعطائهم فكرة موسعة حول موضوع الملتقى وهو التغيرات المناخية وكيفية المساهمة في الحد منها.
في حين أشار محمد فراجي ممثل جمعية "بصمتك للبيئة" من مدينة عين صالح وهو واحد المشاركين بالملتقى، أن المواطنين بمدينة عين صالح يستجيبون بتلقائية للعمل التطوعي، وتحدث فراجي عن مشروع للجمعية حول المساحات الخضراء وعمليات التشجير في الأيام القادمة وتوقع مشاركة كبيرة من قبل سكان مدينة عين صالح.
وأكد القائمون على جمعية أصدقاء البيئة من قرية بوزقن بولاية تيزي وزو، أن بدايتهم في العمل التطوعي كانت منذ سنة 2014 عملها كمتطوعة بالهلال الأحمر الجزائري، بحيث أكدوا أن الجمعية تعمل وتركز على ترشيخ فكرة العمل التطوعي لدى النساء، خاصة وأن الفكرة لقيت ترحابا كبيرا لدى شريحة واسعة لديهن.
بدورها تطرقت الناشطة الجمعوية "إيمان" من العاصمة، إلى دور المرأة في توعية الأطفال حول نظافة البيت والمحيط، بحيث قالت الناشطة أن ذهنيات النساء في وقتنا الحالي تغيرت، بحيث لم تصبح من أولوياتها توعية الأولاد على النظافة سواء في البيت أو المحيط، عكس ما كان يحدث سابقا.
وحول الموضوع أشاد المختص والخبير في البيئة والتنمية المستدامة كمال جموعي، بتنوع الحضور خلال الملتقى من شباب واطارات وأساتذة، مشيرا إلى أن النشاطات التي شارك فيها الشباب والمواضيع التي تمت مناقشتها في الملتقى كموضوع النفايات والمحافظة على المياه واقتصاد الطاقة والكهرباء، تساهم في مكافحة ظاهرة التغير المناخي وهو ما لا يعلمه المواطن البسيط، منوها في ذات الصدد على ضرورة تكثيف العمليات التحسيسية في مجال حماية البيئة والتنمية المستدامة.
سفيان غزال