الوطن
ربع ساعة من الأمطار تُغرق العاصمة والسكان يعيشون ليلة رعب!
سيول جارفة تجتاح الطرقات والمنازل وخسائر مادية بالجملة في ممتلكات المواطنين
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 13 سبتمبر 2019
• مشاريع صرفت عليها الملايير تغرق في قطرات ماء
• المسؤولون المحليون يتبرأون والصور تكذب؟!
عاشت، ليلة الخميس إلى الجمعة عدد من ولايات الوطن، وفي مقدمتها العاصمة، ليلة بيضاء بسبب الأمطار الرعدية التي تهاطلت وتسببت في كوارث بالجملة، حيث تسببت هذه الأمطار، في غضون أقل من ربع ساعة، في سيول جارفة اجتاحت العديد من شوارع العاصمة وغمرت المنازل والمحلات التجارية والمؤسسات، مسببة خسائر مادية كارثية. هذا وتوقفت حركة السير بالعديد من الطرقات الفرعية والرئيسية، وهو ما احتجز المئات من أصحاب السيارات لساعات طويلة، فيما خلفت هذه الوضعية موجة استياء عارمة، حيث حمل الجزائريون مسؤولية ما حدث لتقصير المسؤولين ولا مبالاتهم، مطالبين بمحاسبة هؤلاء.
تسببت الأمطار الغزيرة التي تهاطلت مساء أمس الأول على الجزائر العاصمة وعدد من ولايات الوسط، في كوارث بالجملة، حيث عاش المواطنون في هذه الولايات ليلة رعب حقيقية، وبالعاصمة أدت الأمطار إلى سيول جارفة وارتفاع في منسوب المياه في طرقات وشوارع العديد من البلديات وشلل في حركة المرور.
• هذه هي حصيلة تدخلات مصالح الحماية المدنية وخسائر مادية معتبرة
وفي حصيلة أوردتها مصالح الحماية المدنية صباح أمس، أكدت هذه الأخيرة أنه تم تسجيل حالة وفاة جراء هذه التقلبات الجوية مع تسجيل عدة تدخلات من أجل إنقاذ وفك الحصار على المواطنين العالقين في نقاط كثيرة جراء ارتفاع منسوب المياه وركودها، خاصة على مستوى الجزائر العاصمة وولايات أخرى كالبليدة والجلفة، تيارت، البويرة، المدية، عين الدفلى، تيسمسيلت، مسيلة، باتنة، بومرداس وسوق أهراس.
وبالعاصمة وتحديدا ببلدية بئر مراد رايس، أنقذت مصالح الحماية المدنية امرأة من موت محقق جرفتها سيول الأمطار في الطريق، تم تحويلها إلى مستشفى مصطفى باشا قبل أن تفارق الحياة هنا صبيحة أمس الجمعة، وببلدية باب الزوار تم إنقاذ شخص على متن سيارة كان محصورا بالمياه داخل نفق للسيارات.
وقامت مصالح الحماية المدنية بعدة عمليات امتصاص للمياه المتسربة لعدة سكنات ومؤسسات عمومية عبر بلديات حيدرة، سيدي امحمد (محطة الميترو)، الشراڤة، باب الوادي، براقي، الجزائر وسط، ساحة الشهداء (محطة الميترو). كما تم تسجيل ارتفاع وركود للمياه في مختلف طرقات العاصمة ببلديات بني مسوس، الشراڤة، حيدرة، باب الوادي، سيدي امحمد والحراش.
وسجلت الحماية المدنية حالة الطرقات المقطوعة فيها حركة السير بكل من العاصمة، تيسمسيلت وتيارت وولاية الجلفة ببلدية حد الصحاري في الطريق الوطني رقم 89 المقطوع عن السير بسبب فيضان وادي بوتشيش، وانقطاع حركة السير بالطريق الولائي بسبب ركود المياه، وببلدية البيرين كذلك صعوبة السير بالطريق الوطني رقم 40 بسبب ركود مياه الأمطار.
• خسائر بالجملة في منازل وممتلكات المواطنين والتجار
من جهتها، نقلت وسائل التواصل الاجتماعي وكذا مختلف وسائل الإعلام، ليلة أمس، مئات الصور والفيديوهات لما خلفته السيول من خسائر في ممتلكات ومنازل المواطنين، حيث تضررت بالعاصمة وتحديدا ببلديات الجزائر الوسطى، بئر مراد رايس، حسين داي وباب الوادي، العديد من المحلات التجارية، وتم تسجيل تلف بنسبة 100 بالمائة في سلع عدد من التجار، بينما تسببت السيول الجارفة في تحطيم مئات سيارات المواطنين التي كانت مركونة في الشوارع والطرقات، بينما تم تسجيل خسائر أيضا في منازل المواطنين في عدد من البلديات، منها بلدية بئر مراد رايس وبئر خادم وحيدرة وجسر قسنطينة والأبيار وبن عكنون والقصبة، متسببة في انهيارات جزئية وتشققات وكذا تصدعات وتلف للمحتويات.
• مشاريع صرفت عليها الملايير تغرق في قطرات ماء
من جانب آخر، تضررت العديد من المشاريع التي صرفت عليها الملايير، وهو ما مثل فضيحة للمسؤولين، حيث أظهرت صور ومواقع فيديو وضعية كارثية لمترو الجزائر عبر عدد من المحطات، حيث تسربت مياه الأمطار إليها وتسببت في غرق محطة المعدومين وعدد من المحطات الأخرى. هذا ولم يسلم مطار الجزائر الدولي الجديد من الفضيحة حيث أظهرت مقاطع فيديو متداولة، الأمطار وهي تغمر أجزاء من المطار الذي تم افتتاحه مؤخرا فقط، ونفس الأمر بالنسبة لمشروع ترامواي الجزائر، الذي توقف عن العمل بعد أن غمرت الأمطار مسار القطار في العديد من محطاته، خصوصا بالمحطة النهائية وهي محطة المعدومين (رويسو).
• مواطنون يعيشون ليلة رعب بسبب تسربات الغاز والشرارات الكهربائية
كما عاش السكان في العديد من بلديات العاصمة ليلية رعب حقيقية بسبب مخاوف من اندلاع شرارات كهربائية جراء الأمطار التي غمرت خيوط الضغط العالي للكهرباء. وتم بشارع بلوزداد بالعاصمة تسجيل اندلاع شرارة كهربائية خطيرة على مقربة من العمارات والأحياء السكنية، في حين تم تسجيل تسرب للغاز ببلدية الأبيار بسبب انجراف التربة. وخوفا من سيناريوهات مشابهة، فقد قامت مصالح سونلغاز، ليلة أمس الأول، بقطع التيار الكهربائي عن عدد من البلديات، وهو ما زاد من ذعر السكان خاصة في البنايات التي توجد على مقربة من أعمدة الكهرباء وقنوات الغاز.
• المسؤولون المحليون يتبرأون والصور تكذب؟!
من جهتها، أرجعت ولاية الجزائر أسباب الفيضانات التي شهدتها العاصمة على خلفية العاصفة الرعدية والأمطار الغزيرة التي تهاطلت، إلى التساقط الكبير للأمطار الذي نتج عنه ضغط على البالوعات وقنوات صرف المياه. وأوضحت ولاية الجزائر في بيان لها أن العاصمة شهدت تساقط كمية كبيرة من الأمطار في مدة قصيرة، ونتج عن كمية الأمطار المتهاطلة ضغط على البالوعات وقنوات صرف مياه الأمطار، ما أدى إلى تشكيل برك مائية على مستوى بعض الطرقات والأحياء، بينما خرج بعض المسؤولين المحليين لينفوا شبه التقصير عنهم، حيث أطل رئيس بلدية الجزائر الوسطى، عبد الحكيم بطاش، وكذا رئيس بلدية بئر مراد رايس، باعتبار البلديتين أكثر تضررا، عبر وسائل الإعلام ليؤكدوا أن مصالحهم قامت بدورها على أكمل وجه قبل تهاطل الأمطار وخلالها. وأكد هؤلاء المسؤولون أنه تم منذ فترة إطلاق حملات لتنظيف البالوعات تحضيرا لموسم الأمطار، غير أن الصور التي تم تداولها بنفس البلديتين أظهرت العكس، فأغلب البالوعات بالجزائر الوسطى وبئر مراد رايس كانت تعاني من انسداد شبه كلي لولا تدخل المواطنين الذين سارعوا بعد الكارثة لتنظيف بعضها في محيط سكناتهم.
س. زموش