الوطن

مشاريع تحويل التمور تعرف عزوفا كبيرا من طرف الشباب

بسبب غياب الدعم المالي من طرف السلطات

يعرف الاستثمار في مجال تحويل التمور لمنتجات غذائية عزوفا كبيرا من قبل المستثمرين الشباب، وذلك بسبب عراقيل عديدة تواجههم يتقدمها التمويل المادي الذي يرتكز عليه هؤلاء للانطلاق في هذه المشاريع الربحية، خاصة وأن هذه المنتوجات يمكن تحويلها لعدّة أصناف غذائية أخرى على غرار السكر والزيوت، إلا أن قلة اهتمام الحكومة بهذا المجال وقلة التوجيه نحوه أبقى هذه الصناعة التحويلية بعيدة عن متناول الجميع وتبقى قلة قليلة من المستثمرين ممن يقبلون عليها بسبب التكاليف المرتفعة التي يتحاجها مشروع استثماري مثل هذا.

عن الموضوع يقول فوزي كريم بن رتمية مهندس فلاحي من ولاية تقرت في تصريحات إذاعية أمس، أن الكثير من الشباب خاصة في المدن الجنوبية للولاية مهتمون بمثل هذا النوع من الاستثمارات غير أن انعدام فرص الدعم من قبل الحكومة لهم دفع بالكثيرين للتخلي عنه، ولا يعتبر مشكل غياب الاهتمام من قبل السلطات الرسمية السبب الرئيسي في هذا الخيار بل أيضا غياب المستثمرين المهتمين بمجال الصناعات التحويلية للتمور التي تزخر بها المنطقة سببا آخر من أسباب عدّة وراء قلة الاقبال على هذا النوع من المشاريع. 

ورغم هذه المعيقات إلا أن المتحدث سلط الضوء على تجارب لعدد من الشباب الذين فضلوا امتهان هذه المهنة في بيوتهم وبمعدات بسيطة جدا إذ يعكف هؤلاء على فتح ورشات في منازلهم للقيام بهذه العملية التحويلية وتسوق منتوجاتهم على قلتها في المعارض أو عن طريق الأسواق الشعبية بعيدا عن كونها ماركة مسجلة كونهم لا يحوزون على نشاط رسمي لعملهم هذا.

ويرى الكثير من المتتبعين في الشأن الاقتصادي والفلاحي أن عشبة النخيل في طريقها للاندثار إذا لم يتم وضع صيغ جديدة تدعم الشباب في المجال الفلاحي للاستثمار مثل هذه المشاريع، لتسهيل ولوجهم لعالم الصناعات التحويلية الخاصة بالتمور دون أي عراقيل، بالإضافة إلى إقبال الشركاء الاقتصاديين على تدعيم المستثمرين هذه المشاريع للحفاظ على ثروة النخيل التي تنتج أنواع عديدة من التمور التي تحول لمنتجات غذائية تصدر حتى بالخارج.

سفيان غزال

 

من نفس القسم الوطن