الوطن

بلعابد ساخط من تشويه الدخول المدرسي بافتراش زرابي عوض الكراسي

وفد وزاري إلى المسيلة للوقوف على فضيحة رفض استلام مقاعد وطاولات

    • الوزير يدعو الجميع لنقل كل ما يسيء للمدرسة الجزائرية لعلاجها فورا

    • لا توحيد للهندام في المدارس حفاظا على جيوب العائلات الجزائرية

 

دعا وزير التربية الوطنية، عبد الحكيم بلعابد، الجميع إلى الإبلاغ عن كل ما يسيء للقطاع، على أن يتم نقله بصفة شفافة، قائلا "ونحن هنا لعلاج كل أمر"، وهذا على خلفية التجاوز الخطير الذي صدر عن أحد مدراء المؤسسات التعليمية بالطور الابتدائي، الذي قام بافتراش الزرابي بدل الطاولات، مشيرا أن وفدا مركزيا يحقق في ولاية المسيلة في هذا الغرض لاتخاذ القرارات المناسبة.

استغل وزير التربية الندوة الصحفية التي نظمها على هامش إعطاء إشارة انطلاق الموسم الدراسي لسنة 2019-2020 بولاية غرداية، لطرح إشكالية افتراش التلاميذ الزرابي للجلوس بدل المقاعد المدرسية، بأحد الأقسام بمدرسة محجوبي محمد عبيدي ببلدية سيدي عيسى بولاية المسيلة، حيث قال الوزير "إن الذي حدث أن المقاعد كانت موجودة، لما قمنا بتحقيق وإجراءات قانونية وانطلاقا للشفافية، فإن مدير المؤسسة الجديد طالب البلدية بأن تزوده بما يخصه من كراس وطاولات، وزودته البلدية بما يلزم، والمدير وجد أن هذا التجهيز قديم فرفض ذلك، وما كان له أن يفعل هكذا"، حسب الوزير الذي قال "إنه في غمرة غضب تم إفراغ هذا القسم من هذه الكراسي وإدخال الأفرشة، ونتأسف لمثل هذه السلوكيات"، معتبرا أن هذا السلوك الذي يسيء إلى الدخول المدرسي يجب محاربته، قبل أن يستدرك قائلا إن هذا التصرف لا يعكس حقيقة الإجراءات والإمكانيات التي اتخذتها الوزارة والدولة والتي حرص على ضمانها مسؤولون محليون ومركزيون.

وأمام هذا، دعا الوزير الكل من أجل فضح التجاوزات الحاصلة بمختلف المؤسسات التربوية لعلاجها، وهذا قبل أن يثمن في المقابل مبادرة توحيد اللباس في إحدى مدارس عين البيضاء بأم البواقي، وأكد أنها ترمي إلى تعليم حب الوحدة والوطن، وهي ذات الرسالة التي يعطيها "الدرس الافتتاحي" حول حب الوطن والتي هي رسالة الوحدة الترابية ووحدة المصير ووحدة الوفاء، موضحا أن توحيد الهندام على المستوى الوطني لن نذهب إليه حتى لا نضيف ضغطا على جيوب الأسر الجزائرية، مؤكدا أنه على الأسر فقط السهر رفقة الأبناء على احترام النظام الداخلي للمؤسسة، وهو ما لا يضع ضغطا على الأولياء، وإنما هناك سلوكيات يجب التقيد بها وتكريسها وضمان سلوك سوي بالمدارس. 

وفي هذا السياق، رفض وزير التربية الوطنية توحيد الهندام المدرسي وسط المتمدرسين بكامل ولايات الوطن، وهذا تجنبا لإثقال جيوب الأولياء والجزائريين، هذا في الوقت الذي اعترف بوجود نقائص في الطور الابتدائي، وأكد على توحيد الجهود مع الجهات العليا لتداركها، على رأسها الداخلية التي أكد الوزير أنها بذلت جهودا كبيرة لتوفير كل الظروف اللازمة.

وعن الدخول المدرسي، أكد وزير التربية أن هذا الدخول عرف بتأطير غير مسبوق وتوفير كل المستلزمات حتى في المناطق النائية وتوفر الكتاب المدرسي، مع الشروع في صرف المنحة الجديدة المقدرة بـ5 آلاف دينار جزائري للفئات المعوزة.

واعترف في المقابل الوزير بلعابد بوجود نقائص في الابتدائي، هذا قبل أن يستطرد ويقول "إن وزارة الداخلية أعطت أولوية وجهدا كبيرا خاصة في المطاعم المدرسية، من خلال توظيف 45 ألف مسير"، مشيرا أنها تقوم بمجهود كبير في تسيير المرفق والحفاظ عليه وبناء مؤسسات جديدة.

وشدد الوزير قائلا "إنه في الجنوب أيضا بذلت مجهودات كبيرة هذا العام من خلال فتح 426 مدرسة ابتدائية جديدة، وهو عدد غير مسبوق لإعطاء مشهد جديد للقطاع"، وهذا لا ينفي، حسبه أن "هناك نقائص وسنعمل على تداركها"، ودعا إلى "إيصال المعلومة الصحيحة حول هذه المشاكل".

وحول نقص المناصب المالية، قال الوزير "إنه لا يوجد شح في المناصب المالية"، موضحا أن المناصب الشاغرة الناتجة بسبب التقاعد أو الخروج للاستيداع أو الإقالة، فإن هناك أولوية لضمان أستاذ، انطلاقا أولا من خريجي المدارس العليا للأساتذة الذين تم تكوينهم للعمل في التعليم دون سواهم، مؤكدا أن التوظيف الخارجي لقطاع التربية هو "استثناء" فقط. وأكد الوزير أن الأساتذة خريجي المدارس العليا مرتبطون بوزارة التربية، فلهم أولوية في التوظيف، قبل الذهاب إلى الاحتياط إلى غاية 31 ديسمبر. وأكد أنه يجري العمل على إرجاع الأساتذة الذين شاركوا في الأرضية الوطنية والذين تم توجيهم للعمل في غير ولاياتهم للعمل قرب مساكنهم لما تسمح الظروف بذلك بعد إرسالهم إلى ولايات أخرى.

في المقابل، أكد الوزير إعطاء الأولوية لذوي الاحتياجات الخاصة للدراسة، حيث وفق اتفاقية مع وزارة التضامن فأنه أعطيت تعليمات لفتح أقسام إذا وصل عدد الأطفال خمسة، وهو ما أكدته وزيرة التضامن أمس في تصريح صحفي.

عثماني مريم

 

من نفس القسم الوطن