الوطن

بدوي يؤكد التزام الجزائر بدعم الاستقرار والحوار

قال إن السلم الاستقرار والتنمية مسائل غير قابلة للتجزئة

    • إفريقيا واليابان مدعوان إلى تعزيز تعاونهما في مكافحة الإرهاب

 

جدد الوزير الأول، نور الدين بدوي، دعم الجزائر لجهود إعادة الاستقرار على مستوى جوارها المباشر عبر اعتماد الحلول القائمة على الحوار، وأبرز أن الجزائر "التي شجعت كل مبادرات السلم في إفريقيا تساهم كذلك في جهود إعادة الاستقرار عبر جوارها المباشر من خلال دعمها للحلول القائمة على الحوار والمصالحة الوطنية"، مشيرا أن هذا المسعى نابع من "حرص الجزائر الدائم من أجل وضع حد للنزاعات والأزمات التي تعصف بدول منطقتنا وهو نابع كذلك من قناعتنا بأن أفضل الطرق لتسوية النزاعات والأزمات هي تلك التي تفضل الحلول السياسية من خلال الحوار الشامل بين الأطراف المعنية التي تجعل المصلحة الوطنية العليا فوق كل اعتبار آخر وتحفظ بالتالي سيادة واستقرار وحدة الدول وسلامتها الترابية".

قال نور الدين بدوي في تدخله خلال أشغال الدورة السابعة لمؤتمر طوكيو للتنمية في إفريقيا (تيكاد7) أمس من اليابان بشأن موضوع "الأمن والاستقرار" أن الجزائر "عملت بوضوح وتصميم من اجل الحفاظ على السلم في القارة الإفريقية بل جعلت من هذا الالتزام محورا أساسيا لسياستها الخارجية"، مؤكدا أن الجزائر "التي شجعت كل مبادرات السلم في إفريقيا تساهم كذلك في جهود إعادة الاستقرار عبر جوارها المباشر من خلال دعمها للحلول القائمة على الحوار والمصالحة الوطنية".

وأشار إلى أن هذا المسعى نابع من "حرص الجزائر الدائم من اجل وضع حد للنزاعات والأزمات التي تعصف بدول منطقتنا وهو نابع كذلك من قناعتنا بأن أفضل الطرق لتسوية النزاعات والأزمات هي تلك التي تفضل الحلول السياسية من خلال الحوار الشامل بين الأطراف المعنية التي تجعل المصلحة الوطنية العليا فوق كل اعتبار آخر وتحفظ بالتالي سيادة واستقرار وحدة الدول وسلامتها الترابية"، مشددا على أن هذا التوجه يشكل "المقاربة الوحيدة التي من شانها أن تمكن أطراف النزاع من استعادة الأمن والاستقرار ومن ثمة الانطلاق في مسار إعادة البناء".

وتابع قائلا إنه "انطلاقا من هذه القناعة فقد ساندت الجزائر دولة مالي الشقيقة في مساعيها لتجسيد اتفاق السلم والمصالحة المنبثق عن مسار الجزائر وتواصل دعمها لها من خلال ترأسها للجنة متابعة تنفيذ هذا الاتفاق"، كما تعمل الجزائر على "دعم السلم في ليبيا من خلال جهود مكثفة لتقريب مواقف الإخوة الليبيين في سبيل تسوية سياسية دائمة للازمة التي يعرفها هذا البلد الشقيق عبر السعي لتحقيق حوار شامل ومصالحة وطنية في إطار احترام السلامة الترابية لليبيا ووحدتها وسيادتها وانسجام شعبها".

وأشار بدوي إلى أن الجزائر "التي تواجه تحديات عديدة ناجمة عن الوضع السائد في محيطها المباشر تقدم دعمها المباشر والجوهري والمتعدد الأوجه لدول الجوار في الساحل من اجل تعزيز قدراتها في مجال الدفاع والأمن وتعزيز تعاونها الأمني مع هذه الدول"، مؤكدا أن هذه المقاربة "تفرضها التهديدات التي تعترض الأمن والاستقرار في المنطقة وتعززها القناعة بأن أفاق التنمية وتحسين المستوى المعيشي لسكانها هي بالطبيعة أمر يتجاوز حدود وقدرات دولة بحد ذاتها" ، مشيرا إلى أن " مواجهة هذه التهديدات لا يمكن أن يكون من وجهة نظر الجزائر إلا جماعيا وبشكل تضامني"، لافتا أن "القناعة التي تحذو الجزائر بأن الاستقرار باعتباره فضيلة أساسية لا تجد قيمتها إلا في بعدها الجماعي والتضامني يجب أن يكون الحاضنة التي تنمو فيها قيم الصداقة والتعاون خصوصا لما  يتعلق الأمر ببلدان تتقاسم نفس النطاق الجغرافي".

 

    • السلم الاستقرار والتنمية مسائل غير قابلة للتجزئة 

 

على صعيد آخر أعرب الوزير الأول عن امتنانه للاهتمام المستمر الذي ما فتئ يوليه مؤتمر طوكيو الدولي حول التنمية في إفريقيا منذ نشأته سنة 1993 إلى مسائل السلم والأمن كعناصر مترابطة ومتشابكة تقع في صلب العلاقات الدولية وفي حياة الدول الأمم، مؤكدا أن مثل هذا الاهتمام "يرجع الفضل فيه إلى الحكومة اليابانية والى شركاء هذا المؤتمر القيم يجد كل مبرره وكل مشروعيته في الأثر القوي لهذه المسائل على النمو الاقتصادي وعلى الرقي الاجتماعي والتنمية المستدامة" لافتا إلى أن رهانات السلم والاستقرار والتنمية تعد من المسائل "غير قابلة للتجزئة وذات علاقة تضامنية فيما بينها"، مسترسلا:" .. نظرا لوعيها القوي بالترابط الوثيق وبالمسؤوليات الخاصة التي تلقيها على عاتق الجميع فقد وضعت إفريقيا مبكرا مسائل ترقية وتعزيز السلم على رأس أولوياتها واهتماماتها الشاملة الرامية إلى إعادة بعث وإبراز مكانة القارة في المحافل الدولية".

وأكد بدوي أن "مجهودات معتبرة "بذلت داخل الاتحاد الإفريقي بغية "ضمان السلم الأمن والاستقرار وترسيخهم في الواقع السياسي الإفريقي المعاش باعتبارهم قاعدة أساسية للبناء والاندماج وكذا كوعاء للقيم المشتركة والدائمة بين الجميع"، مشيرا أن الجهود "ترجمت بشكل بليغ الإرادة القوية للدول الإفريقية على الولوج جماعيا في عهد جديد من الاستقرار والنمو وسمحت بتحقيق أشواطا عملاقة في مجال الوقاية وتسيير وتسوية النزاعات "، وتابع بدوي قائلا:" .. هذه الوضعية تتجلى من خلال الانتشار المقلق للإرهاب في عدة مناطق من القارة والتهديد الحقيقي الذي يمثله للتنمية الاقتصادية والاجتماعية فيها وكذا للسلم والاستقرار في العديد من الدول".

 

    • إفريقيا واليابان مدعوان إلى تعزيز تعاونهما في مكافحة الإرهاب

 

على صعيد آخر أوضح بدوي أنه بغية "مواجهة هذه التحديات المعقدة يتعين على إفريقيا واليابان حسب وجهة نظرنا تقوية تعاونهما في مجال مكافحة الإرهاب بما يسهم في بلوغ أهداف الأجندة 2063 من اجل إفريقيا مستقرة وكذا المواجهة بفعالية لمختلف عوامل اللاأمن واللااستقرار التي تستشري اليوم في قارتنا"، مؤكدا أن مثل هذا التعاون من شانه إن "يساهم في تعزيز حظوظ إفريقيا في امتلاك وسائل حمايتها وأمنها من خلال وضع قيد التنفيذ الإلية الإفريقية للسلم والأمن"، لافتا أن اليابان وإفريقيا "يستطيعان أيضا تكثيف مجهودات التنسيق والتشاور فيما بينها على المستوى الدولي ليس فقط لمواجهة ظاهرة الإرهاب لكن أيضا بغية السعي لتجفيف منابع تمويل هذه الظاهرة عبر مكافحة صارمة لإنتاج وتهريب المخدرات والأسلحة وتبييض الأموال وشبكات الجريمة المنظمة".

 

    • تحقيق السلم والتعاون في صلب خطة العمل المستقبلية "للتيكاد"

 

هذا وخلصت القمة السابعة لمؤتمر طوكيو للتنمية في إفريقيا التي اختتمت أمس، بيوكوهاما اليابانية إلى رسم ورقة طريق للسنوات الثلاث المقبلة ترتكز على تعزيز التعاون في مجالات تحقيق السلم و التنمية والابتكار وترقية المورد البشري، وخلال الجلسة الختامية للقمة - التي افتتحت يوم 28 أوت - أكد رئيس وزراء اليابان شينزو أبي ان تيكاد 7 "حققت نجاحا كبيرا حيث عرفت مشاركة قياسية مقارنة بآخر طبعة , داعيا شباب إفريقيا إلى "الدراسة باليابان لما تحوزه من إمكانيات في مجال التكوين".

كنزة. ع

 

من نفس القسم الوطن