الوطن
"الخطر الآخر".. القادم من مالي على أبواب الجزائر
السلطات تدفع ثمن الاضطرابات الأمنية في دول الجوار بـ"غزوات الجراد"
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 21 أكتوبر 2012
• "فاو" تدعو الحكومة لاتخاذ تدابير وقائية لمواجهة زحف الجراد نحو جنوب وغرب الوطن
دقت منظمة أممية ناقوس الخطر من خطر اجتياح أسراب الجراد الأراضي الجزائرية القادم من مالي خلال أواخر شهر أكتوبر وبداية نوفمبر، مؤكدة على الاضطرابات الأمنية وعدم الاستقرار الذي أضعف قدرة المنطقة على تدمير الحشرات في شمال مالي.
وأصدرت أمس منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو" تحذيرا لغزو الجراد الصحراوي خلال الأيام المقبلة جنوب وغرب الجزائر، ففي التقرير الذي اطلعت "الرائد" على نسخة منه، يشخص حالة الجزائر المتعلقة باجتياح الجراد أنه "خلال شهر سبتمبر شوهدت حشرات كاملة من الجراد الصحراوي انفرادية المظهر غير ناضجة جنسيا في أقصى الجنوب قرب حدود مالي ومنطقة تيموين، فيما وجدت حشرات جراد صحراوي كاملة غير ناضجة وناضجة جنسيا قرب حدود النيجر وعين جيوزام" حسب المصدر ذاته. وبخصوص التوقعات المستقبلية، فأضاف تحذير "فاو" أن "المحتمل بداية من أواخر أكتوبر فصاعدا أن تصل جماعات صغيرة من الحشرات الكاملة وأسراب الجراد إلى جنوب ووسط الصحراء الكبرى"، مضيفة أن "هذه الحشرات سوف تفد إلى المناطق التي تساقطت فيها أمطار غرب القطر الجزائري".
وقد دمرت الصراعات الأخيرة مع الجماعات الهاربة من ليبيا، بما في ذلك المتمردين الطوارق والجماعات الإسلامية المسلحة، وكلها تقريبا دمرت قدرات شمال مالي لمنع أسراب الجراد وفقا لخبراء المنظمة.
حيث تم تخريب مختبرات البحوث، ومحطات الإنذار والوقاية لنظم تفشي الجراد، كما تقلصت قدرة المنطقة على توزيع المبيدات الحشرية للمجتمعات، في حين أن الوضع غير مستقر في ليبيا، والذي يمنع عادة أسراب الجراد من الاتجاه نحو الجنوب وقوضت قدرتها على القيام بذلك. وقد تم الكشف عن أسراب في منطقة كيدال شمال مالي..
وقال تنبيه منظمة "فاو" من المتوقع أن أسراب الجراد القادمة من تشاد ومالي والنيجر، ستصل إلى غرب ووسط ليبيا وجنوب الجزائر، وشمال غرب موريتانيا خلال النصف الثاني من أكتوبر إلى نوفمبر.
ويمكن وصول بعض الأسراب إلى غرب الجزائر، وجنوب المغرب والصحراء الغربية. هناك أيضا خطر أن أسرابا قليلة يمكن أن تتحرك نحو زراعة المحاصيل بالمناطق في وسط وغرب مالي.
ويمكن أن تضاعف هذه الحشرة من تهديد الأمن الغذائي في شمال مالي المعرض للخطر، حيث نقص الغذاء بسبب الصراع الأخير الذي خلف الآلاف من الجوعى، لكن أثر غزوات الجراد يتجاوز الأمن الغذائي، وفقا لدراسة حديثة أجراها باحثون من معهد البحوث من أجل التنمية. ووجدت الدراسة أن غزوات الجراد في مالي خلال الفترة من 1987-1989 كانت ضارة على المدى الطويل ولها تأثير على معدلات الالتحاق بالمدارس من الأطفال الذين ولدوا في القرى.
وقالت المنظمة ينبغي لجميع البلدان في المنطقة أن تبقى في حالة تأهب قصوى من الآن فصاعدا، وأضافت "ينبغي على الجزائر وليبيا وموريتانيا والمغرب اتخاذ فورا التدابير اللازمة للتحضير لعمليات المسح والمكافحة" بالإضافة إلى تشاد ومالي والنيجر، ينبغي للجميع الجهود للحفاظ على مواصلة وتوسيع عمليات المسح والمكافحة في المناطق الموبوءة.
محمد أميني