الوطن
تقرير أمني يكشف خدع عصابات سرقة الماشية عشية العيد
مصالح الدرك وضعت خططا لإفشالها
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 21 أكتوبر 2012
كشف تقرير أمني أعدته مصالح الدرك الوطني، عن طرق وحيل مختلفة تنتهجها مافيا المواشي هذه الأيام للتمكن من السطو على مواشي الموالين وحتى المواطنين، فالمهم من أجل الربح الوفير مع الأسعار الجنونية التي تعرفها المواشي، وسهولة تصريفها من خلال الدخول في الأسواق وبيعها بطريقة عادية خاصة مع فوضى نقاط البيع السوداء التي شوهت المدن والأحياء.
ووضعت قيادة الدرك الوطني، حسبما أفاد به بيان لها أمس تلقت “الرائد” نسخة منه، خطة خاصة تضمنت جملة من الإجراءات الاستثنائية تهدف على وجه الخصوص إلى تفكيك شبكات سرقة المواشي، وتشمل التدابير المتخذة التواجد المستمر والدائم في الميدان من أجل التدخل الردعي والفعال لقمع الظاهرة والمساهمة في العمل الوقائي، وذلك للحد من ظاهرة سرقة المواشي خاصة مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، وكذا وقف أي استغلال لمافيا تزوير العملات التي تنتهز فرصة أسواق المواشي لتداولها.
وأفاد ذات المصدر، أن التقرير الذي أعدته قيادة الدرك الوطني، يبيّن أن معظم سرقات المواشي تتم خلال الليل أو الصباح الباكر في الأماكن والمستودعات الغير المحروسة باستعمال المركبات النفعية (السيارات المغطاة والشاحنات) مستغلين الطرق الثانوية لتفادي الوقوع في قبضة مصالح الدرك، حيث أن السرقات تتم ليلة الأسواق بالسطو على المواشي حتى يتسنى لهم بيعها مباشرة في أسواق الولايات المجاورة وبفارق زمني قصير حتى لا يتم انكشاف أمرهم أو توقيفهم. وحسب ذات التقرير فإن عصابات المواشي تتبع الشاحنات المعبأة وتحين الفرصة للاعتداء على أصحابها وسرقة مواشيهم، وتعمد شبكات السطو على الكباش إلى افتعال حوادث مادية للمرور ليتم بعدها السطو على أصحاب الشاحنات.
وقررت وحدات الدرك، القيام بنشاطات جوارية مع حث مربي الماشية على ضرورة إخطار مصالح الدرك فورا عن أي تحركات مشبوهة عبر الخط الأخضر، وتقوم وحدات الدرك الوطني بمراقبة منهجية وصارمة للعربات التي تقل الماشية للتأكد من مصدرها ووجهتها، كما تضمن وحدات الدرك حسب ذات التقرير تأمين وضمان تنقل الأشخاص والممتلكات عبر شبكة الطرقات لتفادي حالات السرقة والاعتداءات، وكذا تكثيف السدود ونقاط المراقبة والدوريات ابتداءا من الليل إلى غاية الفترة الصباحية وعلى مدار اليوم خاصة أيام أسواق الماشية من أجل مراقبة وتفتيش المركبات التي تنقل الماشية.
كما قررت قيادة الدرك وضع نقاط مراقبة عند مخارج المناطق المؤدية إلى الولايات المجاورة، وخاصة الأماكن التي سبق وأن تم التسجيل فيها قضايا سرقة الماشية، مع المراقبة المستمرة لأسواق الماشية الأسبوعية واليومية بوضع تشكيل أمني.
وللإشارة، فمنذ بداية شهر أكتوبر الجاري تمكنت مصالح الدرك الوطني عبر العديد من الولايات، خاصة بولايات الهضاب العليا وولايات وسط البلاد والشرق، عبر التحقيقات المنجزة وعن طريق التدخل الفوري بعد وقوع الاعتداءات على الموالين وسرقة المواشي من الإسطبلات والأسواق من استرجاع 263 رأس غنم أعيدت إلى أصحابها، بالإضافة إلى توقيف 111 شخص وتقديمهم أمام العدالة من طرف الضبطية القضائية للدرك الوطني، وتبقى ولايات الشرق هي الأكثر تضررا من ظاهرة سرقة المواشي.
كما سجلت وحدات الدرك الوطني خلال 09 أشهر الأولى للسنة الجارية 1483 قضية متعلقة بسرقة المواشي، مما تسبب في فقدان 22274 رأس ماشية، أغلبيتهم الساحقة من الأغنام بما يقارب 20 ألف رأس، وأدت تحقيقات وحدات الدرك الوطني إلى استرجاع 2030 رأس، وإلقاء القبض على 805 متهم بسرقة المواشي منهم 324 وضعوا رهن السجن.
سعاد. ب