الوطن

الحراك الطلابي يتجدد مرّة أخرى ووعيد بدخول جامعي ساخن

حاصروا مقر لجنة كريم يونس ونددوا بالعصابة التي تحتويها هيئة الحوار

    • تسجيل إغماءات وسط الطلبة بسبب الحرارة الشديدة 

 

للأسبوع الـ 26 على التوالي واصل، أمس، طلبة الجامعات احتجاجات ومسيرات الشارع في إطار احتجاجات الحراك الشعبي انطلاقا من ساحة الشهداء بالجزائر العاصمة، جددوا من خلالها دعوتهم لتلبية مطالب الحراك الشعبي في تغيير النظام وإحداث القطيعة مع كل ممارساته وكذا الوفاء لرسالة شهداء ثورة التحرير.

وانطلقت المسيرة من ساحة الشهداء وجابت شارع العربي بن مهيدي وصولا إلى ساحة البريد المركزي التي لوحظ بها تعزيز أمني، ورفع المتظاهرون شعارات تنادي بتلبية مطالب الشعب الجزائري الرامية إلى إحداث القطيعة التامة مع النظام السابق وممارساته و"عدم التحاور مع أي رمز من رموزه".

ووصلت المسيرة إلى أمام الجامعة المركزية الحكومية بساحة "موريس أودان" بالعاصمة، قبل أن تتجه إلى شارع "ديدوش مراد" الشهير، حيث تحولت المسيرة إلى تجمع للطلبة والمتظاهرين أمام مقر فريق الحوار والوساطة.

وردد المشاركون في المسيرة شعارات رافضة لفريق الحوار وعمله، منها "لا حوار مع العصابات"، "يا للعار يا للعار عصابة تقود الحوار". وشهد محيط مقر فريق الحوار والوساطة تعزيزات أمنية لافتة للشرطة الجزائرية التي انتشر عناصرها في المكان نفسه خشية حدوث انزلاقات.

وعرفت مسيرة الطلبة، أمس، انضمام المواطنين بعد أن واصلوا مسيرتهم إلى ساحة أول ماي، ليحيوا على طريقتهم الذكرى المزدوجة لـ20 أوت (هجومات الشمال القسنطيني 1955 ومؤتمر الصومام 1956)، حيث دعوا إلى الوفاء لتضحيات شهداء الثورة التحريرية، خاصة منهم صانعو أرضية مؤتمر الصومام، لبناء "جزائر حرة وديمقراطية".

وخلال المسيرة جدد الطلبة دعوتهم إلى "إطلاق سراح الأشخاص الموقوفين والإطسراع في تحقيق مطالب الشعب بعيدا عن كل المزايدات والشروط المسبقة التي لا تخدم إلا مصالح المفسدين الذين يجب محاسبتهم علنا واسترجاع كل أموال الشعب المنهوبة".

وشهدت مسيرة أمس حالات إغماء في أوساط الطلبة تم التكفل بها بعين المكان من طرف شباب الهلال الأحمر الجزائري وعناصر الحماية المدنية، وتقديم لهم يد العون كلما استدعت الضرورة ذلك.

وتزامن احتجاجات أمس الخاصة بالطلبة مع مباشرة الهيئة الوطنية للحوار والوساطة سلسلة لقاءاتها ومشاوراتها مع مختلف فواعل المجتمع لتقريب الآراء وإيجاد مخرج سريع للأزمة، حيث شرعت بدءا من أمس الثلاثاء في تنظيم لقاءات ولائية مع المواطنين، من شأنها حسب القائمين عليها أن تضمن مشاركة الجميع في البناء الوطني، وإيجاد اقتراحات ووضع حلول للخروج من الأزمة الراهنة في إطار الدستور، مع التبني الكامل والشامل لمطالب الحراك الشعبي.

هذا فيما يصر الطلبة على التوجه إلى أخذ رأي الطلبة ومشاركتهم في بناء جزائر الغد، بعيدا عن أي أطراف من النظام السابق، مشددين على مواصلة حراكهم مع الدخول الجامعي الذي بدأ عده التنازلي، أمام مخاوف من عودة الإضرابات لتشل مختلف الجامعات عبر الوطن، على غرار السيناريو الذي عرفه الموسم الدراسي الماضي والذي أجل العديد من الامتحانات إلى الدخول المقبل، وهذا بعد تأكيد الطلبة، أمس، على مواصلة نضالهم إلى غاية تحقيق جميع المطالب المرفوعة ونجاح الشعب في ثورته البيضاء.

عثماني مريم 

 

من نفس القسم الوطن