الوطن

التنمية تخرج السكان إلى الشارع وولاة في ورطة مع اقتراب الدخول الاجتماعي

اندلاع عدد من الاحتجاجات بسبب الظروف المعيشية وتدني الخدمات

تعيش العديد من الولايات، في الفترة الأخيرة، على صفيح ساخن بسبب احتجاجات نظمها السكان للمطالبة بالتنمية والتنديد بتدهور العديد من الخدمات، منها الخدمات الصحية، بعد احتجاجات أخرى شهدناها بسبب أزمة مياه في عدد من الولايات، وهو ما يضع الولاة والمسؤولين المحليين في ورطة حقيقية، خاصة أن هذه الاحتجاجات تعد البداية مع اقتراب الدخول الاجتماعي الذي دائما ما يمثل في الجزائر ذروة الإضرابات والاحتجاجات، وهو ما يعني أن الوضع ربما يتفاقم أكثر في الأيام المقبلة أمام استمرار إهمال ولا مبالاة المسؤولين.

عبر العديد من الولايات شهدنا، في الفترة الأخيرة، سلسلة من الاحتجاجات السكانية بدأت باحتجاجات تنديدا بأزمة المياه التي ضربت عددا من البلديات عبر الوطن طيلة الأيام الماضية، بما فيها فترة عيد الأضحى المبارك، وأسفرت هذه الاحتجاجات عن إنهاء مهام رئيس دائرة الأخضرية بالبويرة التي كانت أكثر الولايات تضررا من هذه الأزمة، لتنتقل الاحتجاجات إلى ولايات أخرى تنديدا بتدهور التنمية وغياب الخدمات منها الخدمات الصحية، حيث احتج أمس الأول المئات من سكان الولاية المنتدبة المغير بالوادي، أمام الاستعجالات الطبية الجديدة، ما أدى إلى غلق الطريق الوطني رقم 03 تنديدا بتدهور الخدمات الصحية. وقام المحتجون بحرق العجلات المطاطية منددين بواقع القطاع الصحي بالولاية المنتدبة، مؤكدين الانعدام التام للإمكانيات وأبسط الضروريات لعلاج المرضى الوافدين للمستشفى، إضافة إلى انعدام الأطباء المتخصصين بذات المؤسسة، وهو ما أجبرهم على الدخول في رحلة البحث عن العلاج. وأضاف المحتجون أنهم يضطرون للتنقل إلى الوادي على مسافة 170 كلم أو بسكرة 140 كلم، محملين السلطات المركزية سواء الولائية أو الوزارية هذا التهميش الذي يطال الولاية المنتدبة التي لا تزال بعيدة كل البعد عن أماني مواطنيها المرضى.

من جهتهم، نظم سكان بلدية عين الخضراء بولاية المسيلة، أمس الأول، احتجاجات عارمة، أقدموا فيها على غلق الطرقات والمقرات الإدارية والمحلات التجارية، تنديدا بغياب خدمات الرعاية الصحية العمومية على مستوى بلديتهم. وقام المحتجون بغلق الطرقات الرئيسية المؤدية إلى ولاية باتنة وسطيف والكثير من البلديات الداخلية على مستوى الولاية، باستعمال الحجارة والمتاريس وإضرام النار في العجلات المطاطية، متهمين المسؤولين المحليين ووالي الولاية بالتقصير، مطالبين بتدخل لجنة تحقيق من أجل معرفة الأسباب التي أدت إلى تدهور قطاع الصحة إلى هذه الدرجة بهذه الولاية.

وتبقى هذه الاحتجاجات عينة وأمثلة للعديد من الاحتجاجات التي باتت تندلع عبر الجزائر العميقة، حيث من الواضح أن سخط السكان على أوضاعهم تعاظم في الفترة ألخيرة خاصة أمام تنصل المسؤولين من مهامهم وتفضيلهم الاختباء خوفا من محاسبة المواطنين في زمن الحراك، غير أنه من الواضح أن الأمر لن يتوقف عند هذا الحد خاصة ونحن مقبلون على دخول اجتماعي يوصف بأنه الأصعب منذ سنوات بسبب استمرار الحراك الشعبي والضبابية الموجودة على الساحة الوطنية، وهو ما قد يجعل الاحتجاج الوسيلة الوحيدة لإيصال مطالب السكان عبر ربوع الوطن، وهو ما يضع المسؤولين المحليين من بينهم الولاة في موقف صعب وفي مهمة خطيرة لمواجهة غضب السكان.

دنيا. ع

 

من نفس القسم الوطن