الثقافي
يان فابرَ.. ثلاث مسرحيات من دفتر الذكريات
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 16 أوت 2019
يعدّ يان فابرَ (1958) واحداً من الفنانين البلجيكيين متعدّدي التخصّصات، إذ يجمع بين الإخراج المسرحي والأوبرالي والتمثيل، إضافة إلى تجربته في الكوريوغرافيا، وتصميم السينوغرافيا، والرسم والنحت وأعمال التجهيز والإنتاج السينمائي.
وقد كتب مسرحياته لعرضها على خشبة المسرح في أوائل السبعينات، ولم تصل تلك المسرحيات إلى الجمهور إلا بعد سنين، وذلك عندما عمد المؤلف بنفسه إلى إخراجها على المسرح، وقام بتأليف نصوصه التي تلت تلك المرحلة بناءً على البروفات والارتجالات مع الممثل إبان التمارين المسرحية.
عن "دار فضاءات" في عمّان صدرت حديثاً ترجمة كتابه "ثلاث مسرحيات للممثل الواحد"، والتي ترجمها إلى العربية الكاتب المسرحي العراقي حازم كمال الدين، وتضمّ نصوصاً ثلاثة هي: "قيصر الخسارة"، و"ملك الانتحال"، و"سادن الجمال".
يقول فابر، وفق تقديم الكتاب، إن "إنتاجاته المسرحية وعروضه المتنوعة، تنشأ بسبب الرغبة الرومانسية في تشكيل عالم بصري بطريقة خاصة وشخصية. غالباً ما يكون جوهر حكاياته مؤسساً على ممثل يمشي ذهاباً وإياباً على خشبة المسرح، أو ممثل يقفز أو يقاتل أو يرقص. كما أنه غالباً ما يتعامل مع الألم الجسدي الفعلي الذي يعاود الظهور في عروضه المختلفة"، ويصف أعماله بأنها مديح "لخيال الكذابين" وهي تشكّل سوية شكلاً من أشكال دفتر اليوميات.
ويشير المترجم، في التقديم أيضاً، إلى أن "نصوص فابرَ تشكل مجموعة استثنائية من المصغّرات أو المنمنمات، بأسلوب يخلو من أي انغلاق، وتعكس نصوصه مفاهيمه عن المسرح الذي يراه مثل وعاء يلمّ كل الفنون جنباً إلى جنب: الكلمة والرقص والموسيقى والأوبرا وفن العرض الحي والارتجال، حيث الفوضى والانضباط والتكرار والجنون والمسوخ والمجهول كلها عناصر لا غنى عنها في مسرحه".
يضيف "الحدة والاقتصاد اللذان يستخدم بهما اللغة يقتضيان حلولاً مبتكرة دفعت المخرجين الذين اشتغلوا على نصوصه للبحث عنها خارج المنظومات المسرحية التقليدية"، موضحاً أنه "إلى جانب الطقوس القديمة والمسائل الفلسفية، يتعامل مع ثيمات العنف والشهوة والجمال والإيروتيك. فالجسد في جميع تجلياته هو الموضوع في بحوثه منذ أوائل ثمانينيات القرن الماضي".
ويلفت كمال الدين إلى أنه "من الصعب على المرء أن يجد في أعمال يان فابرَ حوارات واقعية أو حكايات مستمدة من الحياة، فمسرحياته يغلب عليها الطابع المفاهيمي، والطابع الشعري، وهي تمنح شكلاً للطقوس القديمة والمواضيع التي يحبّها المؤلف، فضلاً عن المسائل الفلسفية التي تستحوذ عليه".