الوطن

"مبادرة" لتنظيم ندوة وطنية لتوحيد صفوف الجامعيين

تمسكوا بحراك الشارع للمطالبة برحيل رموز النظام السابق ورفض الحوار مع الانتهازيين

رغم أجواء العيد التي تميز بلادنا هذه الفترة، إلا أن الطلبة الجامعيين كانوا في الموعد يوم أمس، حيث عبروا عن تمسكهم بالحراك الشعبي كخيار لتحقيق التوافق المنشود لحل الأزمة الراهنة التي تمر بها الجزائر، إذ خرج هؤلاء بالعشرات في الجزائر العاصمة وعدّة ولايات أخرى في مظاهرات نددوا من خلالها برفضهم للحوار مع من وصفوهم بالانتهازيين، وجددوا الدعوة لضرورة محاسبة ورحيل كل رموز النظام السابق، مشددين في شعاراتهم على مواصلة الحراك حتى تحقيق مطالب الشعب منذ الـ 22 من فيفري الماضي. 

استمر طلبة الجامعات في حراكهم كل يوم ثلاثاء ولم تمنعهم لا حرارة الصيف والعطلة السنوية ولا ثالث أيام عيد الأضحى، من الخروج للشوارع خاصة بالعاصمة، حيث رفعوا في الثلاثاء الـ25 شعارات الحراك الشعبي المطالبة بذهاب رموز النظام.

ورغم عددهم الضئيل، إلا أنه خرج العشرات من الطلبة الجامعيين في مسيرة جديدة جابت الشوارع الكبرى للجزائر الوسطى لتجديد مطلبهم الداعي لرحيل بقايا رموز النظام السابق، ورفض أي شكل من أشكال الحوار معهم.

وتجمع الطلبة بساحة الشهداء قبل أن ينطلقوا في مسيرة باتجاه البريد المركزي، مشددين على عدم التنازل عن مطالبهم أو اليأس من تراجع عددهم، مشددين على مواصلتهم الحراك الشعبي الرافض للطريقة التي يدار بها الحوار.

ورفع المحتجون عدة شعارات معادية لرموز السلطة، أبرزها "كليتو لبلاد يا السراقين" و"يا احنا يا نتوما ماراناش حابسين"، وغيرها من الشعارات، مؤكدين أن الجامعات وطلبة الجامعات هي "صمام الأمان للحراك الشعبي"، ولهذا فإنهم سيسعون إلى مواصلة الاحتجاجات حتى يتمكن الجزائريون من انتزاع الاستجابة لمطالبهم.

وانتقد الطلبة المحتجون تمديد عمر الأزمة والذي من شأنه أن تكون له "آثار عكسية على الشارع الجزائري وإحباط النفوس وفقدان ثقتها بالسلطة الحالية"، داعين إلى تعجيل إطلاق سراح عشرات الموقوفين لحلحلة الأزمة السياسية المستعرة منذ بدء الحراك الشعبي المستمر منذ 22 فيفري الماضي، وأجمعوا قائلين "من العبث الخوض في مسائل الهوية التي حسمتها ثورة نوفمبر قبل أكثر من ستة عقود، نحن وغيرنا من الفئات الشعبية نريد خطوات ملموسة تنطلق من تحرير الموقوفين وتنتهي بحوار جاد يخرج البلد من عنق الزجاجة".

ويتساءل الطلبة "لماذا تصر السلطات على تمديد عمر حكومة رئيس الوزراء نور الدين بدوي، رغم أن الجميع يطالبون برحيلها، وحتى هيئة الوساطة اشترطت ذلك لتفعيل الحوار".

وجدّد طلبة الجامعات دعواتهم لتحرير القضاء والإعلام، فضلًا عن مطالبتهم باحتكام أي حل سياسي للأزمة الراهنة إلى سلطة الشعب، بموجب ما تنص عليه المادتان السابعة والثامنة.

وأصر الطلبة الذين خرجوا أيضا في عدة ولايات أخرى على مواصلة المسيرات تحت شعار "صامدون صامدون وللعصابة رافضون"، في انتظار ما ستسفر عنه اجتماعات لجنة الحوار.

وأطلقت مجموعة من فعاليات الحراك الطلابي "مبادرة" لتنظيم "ندوة وطنية لتوحيد صفوف الطلبة الجامعيين على خارطة طريق مشتركة تستجيب لمطالب الحراك الشعبي من أجل الخروج من الأزمة السياسية التي تعيشها الجزائر".

وستنظم هذه الندوة المنظمة من طرف منتدى الطلبة وقطب الطلبة الجزائريين، بالنظر لحالة الانسداد التي تخيم على المشهد السياسي في البلاد، وفي ظل صدور العديد من المبادرات من قبل الطلبة الجزائريين.

ومن المنتظر أن تقام الندوة السبت القادم بقصر المعارض بالعاصمة. وحسب المنظمين، سيحضر طلبة من كافة أنحاء الوطن ومن كافة الجامعات الجزائرية.

ويسعى الطلبة إلى تشكيل هيئة مستقلة تتولى تنظيم الاقتراع الرئاسي، بعيدًا عن هالتي المرحلة الانتقالية والمجلس التأسيسي، مع فرض التداول على منصب رئيس الجمهورية لضمان عدم تكرار الهيمنة المطوّلة على كرسي القاضي الأول في البلاد.

ويأتي هذا بعد أن شددوا قائلين "لا نريد أن يحكمنا شخص لعشرين سنة قادمة، بعد الذي فعله بوتفليقة ومكوثه في الحكم لعقدين كاملين، ونتطلع لأن تحكمنا كوادر شابة تعزز التشبيب في كافة هرميات الحكم ومناصب الدولة".

تجدر الإشارة أن مسيرات الطلبة منذ بدء الحراك الشعبي تعد محركا متجددا لمطالب شريحة مهمة من المجتمع الجزائري، وتواصل بذلك الضغط على السلطة لتنفيذ المطالب الشعبية المعروفة وإحداث التغيير المنشود من مختلف الفعاليات المجتمعية وتحقيق آمال الشعب في مواجهة الفساد والمفسدين وتطبيق القانون.

سعيد. ح

 

من نفس القسم الوطن