الوطن
تجار يوفرون في فاتورة الكهرباء على حساب صحة المستهلكين؟!
يتعمدون قطع سلسلة التبريد لساعات ما يجعل المنتجات معرضة للتلف
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 12 أوت 2019
تعود مع كل فصل صيف ظاهرة قطع التجار لسلسلة التبريد، وهو ما يتسبب في أضرار صحية على زبائن هؤلاء وحالات تسمم بالجملة، وهو ما دفع جمعيات حماية المستهلك إلى إطلاق حملات تحسيسية من أجل حث التجار على الابتعاد عن هذه الممارسات ومحاولة التوفير في فواتير الكهرباء على حساب الصحة العمومية.
ترتفع حالات التسمم الغذائي في فصل الصيف بسبب ممارسات بعض التجار حيث أصبحت المواد الفاسدة لا تعرض بالأسواق الفوضوية وحسب وإنما بالمحلات التجارية أيضا بسبب قطع سلسلة التبريد، ما يؤدي إلى فساد منتجات الأجبان والألبان ويتسبب في مضاعفات خطيرة لمستهلكيها، ويعمد بعض هؤلاء التجار إلى محاولة التوفير في فواتير الكهرباء التي عادة ما تكون مكلفة خلال الثلاثة أشهر المرتبطة بفصل الصيف من خلال قطع سلسلة التبريد لساعات، ظنا منهم أن ذلك لن يؤثر على جودة المنتوجات، غير أن ذلك عادة ما يتسبب في فساد منتوجات الألبان، وهو ما يشكل خطرا على مستهلكي هذه المنتوجات. وتصل جمعيات حماية المستهلك كل فصل صيف آلاف الشكاوى بشأن قطع سلسلة التبريد.
وتؤكد هذه الجمعيات أن المنتجات الطازجة المحفوظة في الثلاجة أو المجمدة يجب أن تحفظ منذ، تصنيعها إلى استهلاكها، في درجة حرارة مناسبة لأن عدم احترام سلسلة التبريد يؤدي إلى تسممات غذائية.
غير أن بعض التجار يقطعون التيار الكهربائي لاسيما خلال الليل ويعيدوه غداة ذلك. وبعد ثماني ساعات أو أكثر من انقطاع الكهرباء، فإن منتوجا قابلا للتلف على غرار الحليب سيصبح غير صالح للاستهلاك.
أما تجار آخرون فيتذرعون بالانقطاعات الكهربائية التي تحدث غالبا في بعض مناطق البلاد، ما يؤدي إلى اختلال سلسلة التبريد ونتائجها التي تكلفهم الكثير.
من جهتهم، يؤكد التجار أنهم يجدون أنفسهم في مواجهة خسائر كبيرة بسبب انقطاع الكهرباء لاسيما التي تدوم طويلا، ما يحتم عليهم التخلص من منتجاتهم القابلة للتلف بنصف سعرها وحتى مجانا ما يكلفهم أحيانا الملايين شهريا، في حين أن هناك من التجار من يسوقون مواد منتهية الصلاحية من أجل التقليل من الخسائر.
محمد الأمين. ب