الوطن

إضرابات الأساتذة والتيك توك وراء فشل التلاميذ في البكالوريا في هذه الولايات

حسب تقارير تخص المديريات التي سجلت نسبة متدنية في هذا الامتحان رفعت للوصاية

    • التلاميذ المعيدون سبب آخر لتدني النتائج 

 

ألزمت وزارة التربية الوطنية المديريات التي تحصلت على ذيل الترتيب في امتحان شهادة البكالوريا برفع تقارير مفصلة حول أسباب هذه النتائج الكارثية، وهذا قصد اتخاذ إجراءات عاجلة من أجل بحث كيفية تصحيحها بداية من الدخول المدرسي المقبل. وكشفت التقارير تورط مدراء تربية في تدني النتائج من تجويع للأساتذة وفساد في مديرياتهم، في ظل اهتمام التلاميذ بالفايس بوك وتزويج الفتيات في وقت مبكر.

ووفق التقارير التي رفعت إلى وزارة التربية، فإن أهم الأسباب وراء تدني نتائج البكالوريا في الولايات التي جاءت في ذيل الترتيب، ضعفت مستوى التلاميذ في المواد الأساسية خاصة ما تعلق بالرياضيات، إضافة إلى الضعف الكبير في اللغات الفرنسية والإنجليزية الذي تشترك فيه غالبية الولايات الجنوبية، إضافة إلى عزوف التلاميذ عن الدراسة خاصة خلال الفصل الثالثة، إذ تعتبر نسبة الغياب رهيبة جدا بالرغم من إعلام الأولياء بغياب أبنائهم.

كما أوضحت التقارير التأثير الكبير للدروس الخصوصية على التحصيل الدراسي للتلاميذ وتأثير نتائج شعبة التسيير والاقتصاد الضعيفة جدا على بعض النسب الولائية، على غرار مثلا ولاية الوادي، ناهيك عن إسناد العديد من الأقسام النهائية إلى أساتذة حديثي التعليم في بعض المؤسسات التربوية خاصة النائية، في ظل عدم مرافقة الأولياء للأبناء وعدم التواصل مع الثانويات.

كما سلطت التقارير الضوء على مدى تأثير نتائج المواد على نجاح التلاميذ في امتحان شهادة البكالوريا، حيث كان تأثير مادة اللغة العربية والفرنسية والإنجليزية والرياضيات واضحا في تدني النتائج في شبعة الآداب والفلسفة.

أما شعبة اللغات الأجنبية فسجل التأثير السلبي للمواد الفرنسية والإنجليزية والفلسفة ورياضيات وشعبة التسيير والاقتصاد "المحاسبة ورياضيات وتاريخ وجغرافيا وعربية وفرنسية وإنجليزية وعلوم إسلامية، وهذا الضعف في أغلب المواد يؤشر إلى غيابات التلاميذ الكبيرة مع ما تتطلبه الشعبة من إلزامية حضور، في حين شعبة العلوم تم التأثر في مواد الفيزياء والفرنسية والإنجليزية والفلسفة وشعبة الرياضيات في مواد الرياضيات والفيزياء وشعبة التقني رياضي في مواد الرياضيات الفيزياء والفرنسية والإنجليزية والفلسفة.

 

    • التلاميذ المعيدون سبب آخر لتدني النتائج 

 

كما سجل مدى تأثير التلاميذ المعيدين على نتائج بعض الولايات حيث هؤلاء التلاميذ الذين تنقطع مجموعة كبيرة منهم مع بداية السنة ويتذبذب حضور مجموعة أخرى منهم، ما يؤثر على نسبة النجاح.

وأثبتت النتائج التي أفرجت عنها وزارة التربية بخصوص نسب النجاح حسب الولايات في امتحان شهادة البكالوريا لدورة جوان 2019 احتلال الولايات التالية المراتب الأخيرة، منها ولاية أم بواقي التي لم تتجاوز نسبتها 41.61 بالمائة حيث احتلت المرتبة 45، ثم تليها ولاية بسكرة بسنة 40.11 المائة ثم ولاية ورڨلة بنسبة 38.23 المائة لتليها ولاية بشار بنسبة 38.22، وتليها ولاية الوادي في المرتبة ما قبل الأخيرة بنسبة 37.75 بالمائة، لتكون ولاية الجلفة في المرتبة الأخيرة بنسبة 33.47 المائة لسنوات طويلة.

وشرح أساتذة تدني النتائج بالنسبة لتلاميذ ولاية الوادي التي تحصلت على المرتبة الأخيرة بإدمان التلاميذ على الفايسبوك والتيك توك والسهر إلى وقت متأخر، وعمل بعض التلاميذ في سوق الخضر وحتى في تهريب المازوت، إضافة إلى إدمان التلاميذ على الجلوس في المقاهي وإدمانهم على شرب الشيشة وفتح باب إعادة السنة للجميع، مع انتشار ظاهرة زواج التلميذات وتأثر التلاميذ بالدوري الأوربي الرياضي ومتابعته. للعلم فإن معظم المباريات تبدأ  على الساعة 20:00 وفي الشتاء بعد صلاة العشاء بساعة أو ساعتين، فتجد معظم الحديث عن البرصا والريال وغيرهما، واهتمام التلميذ المفرط بتسريحة شعره أو سرواله أو حذائه، مع كثرة عمليات النقد وانتقاص التلاميذ من شأن الأستاذ، خاصة من شأن الأستاذات.

 

    • فساد مدراء يزيد الطين بلة

 

أما أساتذة ولاية الجلفة التي احتلت المرتبة الأخيرة، فأرجعوا أسباب النتائج الكارثية لمدير التربية الذي أثبت فشله، في ظل أن منصب الكاتب العام اسم على ورق دون وظيفة، رئيس مصلحة معاقب وآخر في التحقيق والآخر مكلف ينتظر التعيين ورؤساء مكاتب أغلبهم عمال مهنيون وأعوان إدارة تحصلوا على البكالوريا في 2007 وأعوان مكاتب بين مسخر ومسنود.

ودعا الأساتذة الوزير للتدخل بولاية الجلفة والنظر في الفساد الذي يفتك بالقطاع داخل أروقة المديرية، منها التلاعب بدراسة الحركة التنقلية لأساتذة التعليم الابتدائي على مستوى مديرية التربية لولاية الجلفة التي اكتنفها الغموض والتلاعب بالمناصب وأضر بحق من حقوق الأستاذ المجبر على الحركة، وتأخير دراسة حركة المتوسط والثانوي والإداريين، وأيضا التلاعب بدراسة مختلف الترقيات وغيرها من الفساد وتأخر صب المخلفات وضياع مختلف الوثائق الخاصة بالأستاذ ونقص التأطير داخل المؤسسات، وذلك لعدم وجود مدير يسهر ويراعي المشاكل والنقائص داخل المدرسة، وذلك راجع لبعض المدراء الذين يعملون بالتكليف في أربع أو خمس مدارس، ويكون هناك تسيب كبير.

وأكد الأساتذة أن أهم الأسباب التي أدت بالمستوى للتقهقر هو الوضع المادي للأستاذ، هذا مع الراتب الهزيل الذي يتلقاه شهريا، متسائلين كيف لأستاذ أن يبذل جهدا مضاعفا ويركز على أداء مهمته بتفان وهو لم يتلقّ راتبه منذ سبتمبر وأكتوبر الماضي وهو مقبل على الموسم المدرسي الجديد ولن يتقاضى مستحقاته إلى ديسمبر وربما إلى ما بعده.

ورفع الأساتذة طلب ا عاجلا إلى وزير التربية للتدخل لدى الجهة المعنية على مستوى الولاية لتعيد النظر في الملف، وذلك بإقالة مدير التربية وكذلك الطاقم الإداري الموجود في المديرية الذي يفتقد إلى المصداقية والنزاهة في كل الأعمال التي يقومون بها.

كما أكدوا أن ظاهرة الاكتظاظ وراء النتائج الكارثية، مطالبين الوزارة بالتدخل لمحاربة الاكتظاظ على اعتبار أن العدد الذي يدرسه أساتذة الجلفة في أقسامهم يتم به فتح أربعة أفواج و أربعة مناصب عمل في ولايات أخرى، مطالبين بتحريك يد العدالة للثأر للتلاميذ من أشباه المسؤولين والذين عاثوا فسادا في الولاية.

عثماني مريم 

 

من نفس القسم الوطن