الثقافي

التراث الجزائري حاضر عند عبد عبدو..أنيس الشوارع

تمزج أعماله ثقافات وفنوناً من بلدان عربية مختلفة وتقدم عروضاً للحكواتي وخيال الظل والموسيقى التراثية

شارك الفنان الفلسطيني عبد السلام عبدو، في عروض عدة خلال مهرجان BiBi PROD Festival في مدينة ليون الفرنسية، برفقة دميته "أنيس الشوارع" التي تغني أعمالاً تراثية.

عبد السلام عبدو، أو عبد عبدو، كما يُسمّي نفسه، فنان مختص بمسرح الدمى منذ 32 عاماً، يصنع الدمى بنفسه ويدرب الفنانين الشباب على صناعتها وفن تحريكها.جاءت مشاركته ضمن مشروع مشترك لفرقة "كراكيب" التي تمزج ثقافات وفنوناً من بلدان عربية مختلفة، مثل الجزائر وفلسطين وسورية، وتقدم عروضاً للحكواتي وخيال الظل والموسيقى التراثية.

في حديث إلى "العربي الجديد"، يقول عبدو :"أنيس الشوارع هو عبارة عن دمية تغني وتعزف وتحكي في الشوارع، وفي هذه المرة في فرنسا يشارك في عزف حي مع فرقة موسيقية"، عن قصة بناء الدمية أنيس، يوضح: "كنت قبل فترة في إسطنبول، شاهدت فنانين سوريين مهجرين من بلدهم يعزفون ويغنون في الشارع، رأيت في عيونهم شيئاً جميلاً، ومع ذلك شعرت بحزن في داخلهم، تحدثت إليهم عن تجربتهم كعازفين في الشارع، حيث أوضحوا أن البداية كانت صعبة عليهم كفنانين أن يقفوا في الشوارع ويعزفوا للحصول على بضع ليرات، لكنهم بعد فترة اكتشفوا أنهم يستطيعون إيصال رسالة من خلال الشارع، بغض النظر عن بساطة المردود المادي، إلا أنهم يحافظون على تراثهم، لقد شعرت بأنهم فنانون كبار لكن الظروف رمتهم بهذا الاتجاه".

من جهتها، قامت الفنانة السورية هنادة الصباغ بتصميم الدمية، وهناك من يقول إنها قريبة من شخصية غوار الطوشة، فيما شببها آخرون بفنان جزائري، أو الفنان الفلسطيني مصطفى القرد. يقول عبدو: "كل شخص أصبح يرى الشخصية من وجهة نظره وبحسب بلده، وأنيس الشوارع يقدم للأطفال أغاني تراثية قديمة قلما يسمعونها في أيامنا هذه، مثل الحلوة دي، أهو دا اللي صار، فوق النخل، يا ظريف الطول".

يوضح أنه بحث في قصص الأغاني تلك ليبني قصة حولها، مثل ظريف الطول الذي يعد شخصية خيالية مناضلة، وهي شخصية رمزية في فلسطين، وكذلك قصة الروزنة التي يقال إنها كانت اسم باخرة تركية أو إيطالية، كما أن الروزنة هي فتحة في السقف يخرج منها الدخان في البيوت القديمة، وكان المحبون يتواصلون عبرها.

يشير عبدو إلى أن هناك الكثير من الدمى الشعبية حول العالم، لكن العالم العربي يفتقر إليها، في مصر هناك الأراكوز، وكانت عروض كراكوز وعواض تأتي من الشام إلى القدس لتقديم خيال الظل في رمضان، وكذلك صندوق العجائب الذي كان يثير اهتمام الأطفال، لكن لم تتطور هذه الفنون بسبب طغيان تأثير التلفزيون والسينما، وكذلك الاحتلال الذي فرض الحصار، حيث كان الفنانون يأتون من الشام إلى القدس عبر بوابة دمشق، لكن ذلك لم يعد ممكناً بسبب الاحتلال.

ف. س

من نفس القسم الثقافي