الوطن

مساهل يؤكد خيار الجزائر مع تعزيز قدرات الجيش المالي

جدد موقفها الثابت بخصوص حل الأزمة في مالي

 

 

أكد الوزير المنتدب لدى وزارة الخارجية المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل، أن الجزائر مع مسعى تعزيز قدرات الجيش المالي لاستعادة سيطرته على شماله، وأوضح أن القرار الأممي الأخير يتماشى ورؤى دول الميدان لحل الأزمة في مالي، وجدد بالمقابل حذر الجزائر من حدوث انزلاقات خطيرة على المنطقة بعد إعلان التدخل العسكري وإمكانية وصول التهديد للحدود الجنوبية للبلاد. 

 

وقال مساهل في حوار أجرته معه إذاعة فرنسا الدولية بشكل حصري أمس، ردا على سؤال يتعلق بمقاربة "التدخل العسكري" ومشاركة الجزائر فيها، بأن الجزائر لها إطار تتحرك فيه رفقة دول الميدان، ولديها رؤية موحدة بين مصالح الاستعلامات لهذه البلدان، كما أن الجزائر مع تعزيز قدرات الجيش المالي الذي يستوجب عليه أن يعاد انتشاره في كل التراب المالي، كما أن الجزائر تدعم مالي لوجستيا حسب إمكاناتها، كما أن تبادل المعلومات مازال مستمرا. 

وردا عن سؤال بخصوص حذر الجزائر من رؤية جنود فرنسيين على الحدود الجزائرية المالية، قال مساهل، إن الأمر لا يتعلق بالحذر وإنما بوضع تحليل جيد ومعرفة فحوى التقارير التي تصل حول القوة، وهو "بمثابة تجنب حدوث أية انحرافات على منطقتنا"، وأوضح الوزير في السياق أن لدى الجزائر وفرنسا تقاربا في وجهات النظر فيما يتعلق بحل الأزمة في مالي.

وعن القرار الأممي الصادر مؤخرا من طرف مجلس الأمن بخصوص التدخل العسكري في شمال مالي، قال مساهل إنه يعبر عن تقارب كبير في الرؤى ويتلاءم واهتمامات دول الميدان بما فيها الجزائر، وبرأيه، فإن الأهم في البدء هو الحفاظ على الوحدة الترابية لدولة مالي والغير قابل للتفاوض، والانشغال الثاني الذي يكفله هذا القرار، هو أنه يوضح هوية التهديد في منطقة الساحل وهو الإرهاب وتجار المخدرات الذي دعت الجزائر دوما لمحاربته، أما الانشغال الثالث اهتمام مالي وحدها في البحث عن حلول لمشاكلها، فالأولى والأهم هو موافقة باماكو.

وقال مساهل إن الجزائر دافعت دوما على مبدئها المبني على محاربة الإرهاب واستئصاله من جذوره، وفي السياق ذاته، أوضح الوزير أن الأهم في القرار الأممي أنه فصل بين الجماعات الإرهابية المسلحة وبين المتمردين الطوارق وهو الموقف الذي دافعت عنه الجزائر منذ بداية الصراع في مالي. 

وجدد مساهل تأكيده على أن موقف الجزائر ثابت منذ بداية الأزمة في شمال مالي، فالإرهاب في الساحل جديد على المنطقة مقارنة بحركات التمرد في صفوف الطوارق، حيث شهدتها مالي منذ ستينيات القرن الماضي، وبرأي الوزير، فإن الوقت قد حان لهذه الحركات، منها (حركة تحرير الأزواد) ووجب أن تنخرط في عملية بناء الدولة من جديد وحماية وحدتها، مشددا على ضرورة أن تبتعد عن المطالبة بالاستقلال وأن لا تتحالف مع الجماعات المتطرفة (قاعدة المغرب الإسلامي)، والتفاوض في هذه الحال وفقا للمنظور الجزائري، يكون حسب مساهل، مع سكان الشمال الذين يبتعدون عن الإرهاب قصد تلبية بعض مطالبهم، وعن حركة أنصار الدين التي تطالب بتطبيق الشريعة، فأكد الوزير أن التفاوض معها لن يكون إلا إذا أبعدت عن نفسها كل الشبهات المتعلقة بالإرهاب، لكن الأمر مختلف مع الحركة المتطرفة المسماة "التوحيد والجهاد"، فهي منظمة تتاجر في المخدرات وتختطف رعايا أجانب وتساوم بلدانهم، وخير دليل يقول المتحدث "اختطافها لرعايا جزائريين".

مصطفى. ح


 

من نفس القسم الوطن