الوطن
الطلبة يجددون عهد مسيرات الثلاثاء ويتمسكون بها طيلة "الصائفة"
أجمعوا على أن خروجهم في عطلة لن يثنيهم عن مواصلة ثورتهم السلمية
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 16 جولية 2019
جدد الطلبة الجامعيون مسيراتهم وتصدرت العاصمة الولايات التي خرج بها الطلبة بقوة عبر شوارعها، رغم الطويق الأمني المتواصل لمنع أي وصول إلى البريد المركزي، حيث تمسك الجامعيون بمطالب تغيير النظام ولا انتخابات إلى غاية رحيل رموزه، وقبل بدء المسيرة ورفع الشعارات، تجمع الطلبة بساحة الشهداء في دقيقة صمت ترحما على ضحايا حادث المرور بجيجل، وردد الطلبة المتظاهرون شعارات "النظام ارحل" و"جزائر حرة وديمقراطية"، مطالبين بـ"فترة انتقالية للسماح بتوفير الشروط والظروف اللازمة لقيام جمهورية جديدة" و"إقامة دولة القانون".
خرج أمس الثلاثاء مئات الطلبة الجامعيين إلى الشوارع للأسبوع الواحد والعشرين على التوالي، دعما للحراك الشعبي، والمطالبة بتغيير النظام، في مسيرة انطلقت من ساحة الشهداء نحو البريد المركزي، وسط انتشار أمني كثيف بوسط العاصمة.
وعبر الطلبة، الذين خرجوا بقوة، عن مواصلة التظاهر ومسيرتهم السلمية طيلة فصل الصيف إذا تطلب الأمر، إلى غاية تجسيد مطلب الشعب الذي اعتبروه مصدر السلطة كما هو منصوص عليه في الدستور.
وقد انطلقت المسيرة التي شهدت تراجعا ملحوظا من حيث عدد المشاركين فيها، من ساحة الشهداء وجابت أهم الشوارع المؤدية إلى ساحة البريد المركزي، وقد أرجع بعض الطلبة أسباب هذا التراجع بالدرجة الاولى إلى "انتهاء الموسم الجامعي وما يصحبه من توقيف للخدمات الجامعية على غرار النقل والإيواء".
وقد رفع المشاركون الذين توشح أغلبهم بالراية الوطنية، لافتات تدعو إلى رحيل جميع الرموز المحسوبة على نظام بوتفليقة وشعارات على غرار "السلطة للشعب" وجيش شعب خاوة خاوة" و"نريد جزائر ديمقراطية"، كما طالبوا بمواصلة محاسبة رؤوس الفساد والمسؤولين عن نهب المال العام وكذا استقلالية العدالة في محاسبة الفاسدين.
ورفض الطلبة التنازل عن مطالبهم واعتبروا أن خرجوهم في عطلة الصيف بتاريخ 30 جويلية الجاري لن يمنعهم من مواصلة حراكهم الشعبي إلى غاية تحقيق مطالبهم، وأكدوا أنهم سيخرجون بقوة بولاياتهم وسيحافظون على سلمية الاحتجاجات التي لم تعرف أمس أي انزلاقات مع قوات الأمن، رغم الإنزال الأمني القوي الذي عرفته شوارع العاصمة، خاصة تلك المحيطة بالبريد المركزي.
وعلى غرار العاصمة، تجددت المسيرات الطلابية السلمية ببعض مناطق الوطن لكنها كانت محتشمة نظرا للعدد الضئيل للمشاركين الذين طالبوا برحيل النظام وكافة رموزه، وخرج بقسنطينة حوالي عشرين شخصا بين طلبة وأساتذة الجامعة في المسيرة الـ 21 منذ بداية الحراك الشعبي، جددوا خلالها مطالبهم بالتغيير "الجذري" للنظام.
وقد جاب الطلبة والأساتذة المتظاهرون شارع عبان رمضان مرورا بقصر الثقافة محمد العيد آل خليفة ثم شارع بلوزداد معبرين عن رفضهم للحوار مع الذين ساندوا ترشح الرئيس المنتهية ولايته لعهدة خامسة، وتوجه الطلبة على غير العادة نحو مقر المجلس القضاء بوسط المدينة مطالبين بإطلاق سراح الذين تم توقيفهم في مسيرات الحراك الشعبي للجمعات الماضية، وحسب مراسلي وأج بباتنة وبرج بوعريريج وعنابة وسكيكدة، فلم يسجل خروج طلبة الجامعة في مسيرات بالولايات المذكورة.
كما شارك عشرات الطلبة بوهران في مسيرتهم السلمية الأسبوعية دعما لمطالب الحراك الشعبي، في حين لم تسجل الولايات الغربية الأخرى مسيرات، وطالب المتظاهرون بـ "التغيير الشامل" للنظام ومغادرة كل رموزه، وانطلق الطلبة في مسيرتهم من ساحة أول نوفمبر بوسط المدينة ليمروا بكافة الشوارع الرئيسية قبل أن يتجمعوا أمام مقر الولاية مرددين الشعارات المعتادة للحراك رافعين عاليا الراية الوطنية.
من جهتهم، تظاهر الطلبة ببعض ولايات وسط البلاد، حيث كانوا بالآلاف في بجاية مطالبين بـ "تغيير جذري في نظام الحكم في البلاد" كما طالب البعض منهم بـ "فترة انتقالية قبل الذهاب إلى الانتخابات الرئاسية" و"إطلاق سراح" المتظاهرين الموقوفين خاصة بسبب رفعهم لراية الثقافة الأمازيغية. الملاحظ أن عدد هؤلاء الطلبة كان أقل مقارنة بالمسيرات السابقة، وأصر المتظاهرون على ضرورة "إقامة دولة القانون" وبلوغ "استقلالية العدالة"، ورفع العديد من المتظاهرين شعارات منادية بـ "رحيل الشخصيات البارزة في النظام السياسي الحالي".
أما بولايات الوسط الأخرى كتيزي وزو والبويرة وبومرداس فلم يقم الطلبة بالمسيرات التي اعتادوا القيام بها كل يوم ثلاثاء، أما في مدينة حيزر (شرق البويرة) فقد شارك المواطنون في مسيرة سلمية لتجديد مطالب الحراك، وتجمع المتظاهرون في الساحة العمومية أين استهلوا مسيرتهم التي جابت الشوارع الرئيسية للمدينة للوصول إلى مقر الدائرة، وصاحب هذا الحدث إضراب عام للتجار شلل بالكامل مدينة حيزر.
سعيد. ح