الوطن
تحذيرات من لوبي فرنسي سيعمل لإفشال " التدريس بالإنجليزية بالجامعات"
"الكناس" يقترح سبل انجاح المشروع على أرض الواقع من دون مشاكل
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 08 جولية 2019
حذر المنسق الوطني للمجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي "الكناس" عبد الحفيظ ميلاط من لوبي فرنسي سيعمل المستحيل لإفشال خطوة وزير التعليم العالي والبحث العلمي حول التدريس مستقبلا باللغة الانجليزية مؤكدا انه "سيعمل ما بوسعه لمنع الغاء الفرنسية بالجامعات الجزائرية".
قال المنسق الوطني لمجلس أساتذة التعليم العالي عبد الحفيظ ميلاط في تصريحات إعلامية له أمسأن هناك "لوبي فرنسي عمل المستحيل، وسيعمل، لإفشال هذه الخطوة وسيعمل ما بوسعه ولن يكون الأمر سهلا، ونحن لا نريد تبعيّة للغة ميتة، لكن القرار يحظى بدعم شعبي ونخبوي. الانتقال لن يكون مباشرا بل سيكون تدرجيا ومدروسا في جامعات كبرى وتخصصات علمية ويمكن أن ننجز انتقالا شاملا إلى الإنجليزية بعد 10 سنوات".
وحسب المنسق الوطني لمجلس أساتذة التعليم العالي فأنّ الجزائر "حاولت في الثمانينات الانتقال إلى التعليم باللغة الإنجليزية في جامعة باب الزوار للتكنولوجيا، لكن اللوبي الفرنسي أفشل العملية حتى أن السفارة الفرنسية تدخلت!".
واوضح انه "كانت هناك محاولات مشابهة في التسعينات ثم جاء الرئيس السابق بوتفليقة، الذي خدم اللوبي الفرنسي بل وجمّد قانون تعميم التعريب ومكّن للغة الفرنسية، ومع ذهاب الدولة العميقة التي كانت تدعمه أكيد أن الطريق بات ممهدا للانتقال إلى التعليم بالإنجليزية، وهو قرار وليد قيادة جديدة تؤمن بحق الجزائري في الاستقلال الفكري".
في المقابل اشار ذات النقابي إن أساتذة الجامعات يدعمون قرار تبني اللغة الإنجليزية، ووصف القرار بأنه "تاريخي"، وهذا بعد ان استطر قائلا "ان هناك صعوبة تطبيق القرار مشيرا انه "ليس من السهل نقل المنظومة التعليمية الجامعية من لغة عمّرت عشرات السنين إلى لغة جديدة علينا لكننا نثمنه كنقابة وندعمه، فالإنجليزية لغة العلم والتكنولوجيا والأبحاث وما التصنيف المتأخر للجامعة الجزائرية إلا بسبب اعتماد الفرنسية لأن الأبحاث المنشورة عالميا في الجامعات كلها بالإنجليزية".
وحسب ذات النقابي فان "معظم الأساتذة والطلبة يصطدمون باللغة الإنجليزية في مراحل متقدمة من أبحاثهم لأن معظم الأبحاث موجودة بهذه اللغة فقط، وعليه فالإنجليزية باتت مطلبا أساسيا وهي خيار العقل وليس قرارا شعبويا أو لامتصاص مطالب الحراك مثلما يشيع البعض".
وعن كيفية الانتقال للتدريس باللغة الإنجليزية ومعظم الأساتذة مفرنسيين؟ اوضح ميلاط في بيان له ان التدريس باللغة الإنجليزية سيكون في التخصصات التقنية، وكل الأساتذة في هذه التخصصات متعودين على التعامل فقط باللغة الإنجليزية في جميع الأبحاث العلمية التي ينشرونها في مختلف المجالات العلمية، وكل الملتقيات العلمية التي يشاركون فيها، تكون مداخلاتهم اجباريا باللغة الإنجليزية، أي أن اللغة الإنجليزية مند زمان طويل وهي اللغة الوحيدة الملتزمين بالتعامل معها، ومن ثمة ليست بالأمر الجديد عليهم.
أما عن كيفية الانتقال للتدريس باللغة الإنجليزية والطالب الجامعي لا يتقنها، أكد ميلاط انه يجب التمييز بين اللغة الأدبية واللغة التقنية، اللغة التقنية يمكن اتقانها في أسابيع قليلة، لأن تعتمد على مجرد اتقان المصطلحات العلميه والتقنية، الدليل على ذلك، يقول ميلاط " نجد طلبة جزائريين ينتقلون للدراسة في روسيا وتركيا وحتى أوكرانيا، بلغات هذه الدول، ولا يجدون أي مشكلة في التأقلم معها بعد أسابيع قليلة أو أشهر قليلة كأقصى حد، رغم أنهم لم يكونوا يعرفون حتى ابسط أبجديات هذه اللغات".
وشدد ميلاط انه حاليا اللغة الإنجليزية هي لغة العلوم في كل دول العالم، وهي اللغة العالمية الأولى، ومن الخطأ إهمال هذه الحقيقة، اللغة العربية مثل اللغة الفرنسية لا تستطلعان مواكبة اللغة الإنجليزية، مؤكدا انه سيكون تدريس التخصصات العلمية الدقيقة باللغة الإنجليزية، وفي نفس الوقت رفع التجميد عن قانون تعميم اللغة العربية الذي فرضه الرئيس السابق، وتطويرها الى جانب اللغة الإنجليزية.
عثماني مريم