الوطن
بلعابد يتحدث عن تعميم تدريس الأمازيغية مستقبلا
سيتدعم القطاع خلال الموسم الدراسي المقبل بـ 40 أستاذا جديدا
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 08 جولية 2019
• المحافظة السامية للأمازيغية تجدد طلب فرضها على 9 ملايين تلميذ
كشف وزير التربية الوطنية، عبد الحكيم بلعابد، أن تعليم اللغة الامازيغية في الابتدائي سيتدعم خلال الموسم الدراسي المقبل بـ40 استاذا جديدا تخرج مؤخرا من المدرسة العليا للأساتذة، مشيرا إلى التطور الذي أحرزه تعليم الأمازيغية، حيث تضاعف عدد الأساتذة المعنيين بتدريسها بأزيد من 13 مرة منذ إدراج تعليمها في النظام التربوي سنة 1995.
أكد عبد الحكيم بلعابد خلال إشرافه، أمس، على منتدى تكويني لفائدة أستاذة الأمازيغية لولاية الجزائر، نظم بثانوية الرياضيات بالعاصمة، أن هناك تعميما واسعا لتعليم الأمازيغية، بدليل تضاعف عدد الدارسين إلى أزيد من 390 ألف تلميذ مؤخرا، كما أن الطاقم البيداغوجي ارتفع هو الآخر بـ80 بالمائة، حيث أن أغلب الأستاذة يحملون شهادة في الأمازيغية، متعهدا بالعمل على تطويرها باستمرار مستقبلا في ظل توفير الإمكانيات المطلوبة.
وقال وزير التربية إن الدولة وفرت كل الإمكانيات لتطوير وتعزيز تعليم الأمازيغية عبر الأطوار التعليمية، مؤكدا حرص القطاع على رفع مستوى تكوين المكونين. وحسب وزير التربية فإن الإمكانيات التي رصدها قطاع التربية لتطوير تعميم وتعليم الأمازيغية تتركز بالأساس على الجانب البيداغوجي، لأنه يمثل الخطوة الأساسية في التقدم المطلوب، بعد مكسب ترسيمها كلغة وطنية ثانية ورسمية في تعديل دستور 2016، وهو ما يعتبر خطوة لا مجال للتشكيك فيها نهائيا أو الرجوع عنها.
كما أكد الوزير على تطور تمازيغت بشكل كبير وارتفاع مكانتها، مشيرا أنها تحظى بنفس التدابير التي تطبق على المواد الأخرى بخصوص رفع مستوى قدرات تدريسها، مذكرا بأنها ضمن المواد الأساسية التي يمتحن فيها التلاميذ، مبرزا في نفس الوقت تعميم تعليمها في السنوات الأخيرة عبر كل الأطوار التعليمية.
كما جدد بلعابد تأكيد دعم الوزارة الدائم لتعزيز تعليم تمازيغت في الدراسة، لأنها تعتبر اللبنة الأولى لتعزيز التنشئة في الفرد، قائلا "إنها تسهم في ترسيخ قيم ثورة أول نوفمبر وتسهم في ربط علاقات الأخوة الحضارية بين المواطنين، انطلاقا من دورها في تعزيز الوعي الوطني النابع من قيم الهوية الوطنية المتمثلة في العروبة والإسلام والأمازيغية."
وأكد الوزير، في المقابل، على ضرورة أهمية تعزيز مفهوم الوطن لدى الأفراد للحفاظ على السيادة الوطنية، داعيا إلى توفير كل الأدوات والأجهزة التعليمية لترقية اللغة العربية التي تمثل تكاملا مع الأمازيغية، لأن البلاد بحاجة إلى كل مقوماتها الوطنية للنهوض وتحقيق تعليم نوعي يضمن فكرا محصنا من كل التحديات التي باتت تواجه المنظومة القيمية والتعليمية للأفراد.
في السياق، نوه المسؤول الأول لقطاع التربية بدور المحافظة السامية للأمازيغية في تعزيز جانب التكوين لكل الطاقم البيداغوجي، بعد أن كشف عن تنظيم دورة تكوينية ثالثة لفائدة الأستاذة بولاية باتنة في الوقت القريب خاصة بولايات الشرق، وذلك بعد تنظيم دورة بولاية عين تموشنت في 2018، مؤكدا ارتفاع عدد الأساتذة المتخصصين بعد التحضير لتخرج أربعين أستاذا في الأمازيغية بجامعة بوزريعة، مشددا أن دورة أمس تندرج في إطار الدورات التكوينية التي باشرتها الوزارة بالتنسيق مع المحافظة السامية للأمازيغية، مشيرا إلى استفادة 200 أستاذ من ولايات غرب البلاد من دورة تكوينية السنة الماضية بعين تموشنت، مبرزا أنه سيستفيد 100 أستاذ من دورة تكوينية مماثلة خلال الدخول المدرسي المقبل وتخص أساتذة ولايات الشرق وتحتضنها ولاية باتنة كما سبق أن قاله الوزير.
• المحافظة السامية للأمازيغية تجدد طلب فرضها على 9 ملايين تلميذ
يأتي هذا في الوقت الذي أشاد رئيس المحافظة السامية للأمازيغية، سي الهاشمي عصاد، بجهود الدولة في تطوير تعليم تمازيغت، التي تعتبر مكسبا وطنيا لا يستهان به، ولا يمكن لأحد أن يشكك فيه، مؤكدا التكامل بينها مع اللغة العربية، ولا يوجد أي تصادم بينهما مثلما تتحدث عنه بعض الأطراف، وهذا قبل أن يجدد طلبه بضرورة مراجعة القانون التوجيهي لسنة 2008، من أجل فرضها على كل المتمدرسين وعدم جعلها اختيارية، في انتظار اعتماد مخطط وطني لتعميم الأمازيغية على المستوى الوطني، ليكون بمثابة مرجعية قانونية في وقت لاحق، مثمنا دور وزارة التربية الوطنية في تطوير وتعزيز تعميم تمازيغت وحل المشاكل الميدانية التي تعترض سيرورة تدريسها.
واعتبر المتحدث أن ترسيم الأمازيغية هو تتويج لمسار طويل ونتيجة تضحيات قدمها مناضلون، رافقتها إرادة سياسية للدولة، في إطار احترام رموز ومقومات الدولة المتمثلة في العروبة والإسلام والأمازيغية، حيث أن تعزيزها هو تأكيد للترابط بين الشعب والهوية، مؤكدا على ضرورة وضعها بعيدا عن المزايدات السياسية والحماسة الزائدة، قائلا "إن منهجية المحافظة تتركز على المنهجية العلمية، بعيدا عن التوجهات السياسية.
عثماني مريم