الوطن

حصيلة ثقيلة لحرائق الغابات إلى غاية الآن وخبراء يدقون ناقوس الخطر

نادي المخاطر الكبرى يعتبر أن نجاح مخططات الوقاية مرهون بالإمكانيات ونظام اليقظة

شهدت الجزائر على مدار الأسابيع الماضية سلسلة حرائق عبر أكثر من 40 ولاية، خلفت حصيلة أولية ثقيلة من الخسائر في الغطاء النباتي، وهو ما جعل خبراء يطالبون بضرورة وضع نظام وقائي خاص تسيره هيئة مستحدثة تجمع أكثر من وزارة تنسق مع بعضها لحماية المحيط الغابي من الحرائق.

عرفت أغلب ولايات الوطن منذ بداية الصيف، تسجيل العديد من حرائق الغابات بعضها خطير، ما أدخل مصالح الحماية المدنية ومحافظات الغابات في حالات طوارئ، ما تطلب تحريك أرتالها للسيطرة على هذه الكوارث قبل امتدادها لمناطق أخرى. وفي حصيلة أولية لمديرية الغابات، أكدت هذه الأخيرة أن حرائق الغابات التي اندلعت عبر مختلف ولايات الوطن منذ شهر جوان الفارط أتت على 998 هكتار من الغطاء النباتي جراء نشوب 236 بؤرة حريق عبر أكثر من أربعين ولاية.

وأضافت حصيلة المديرية أن هذه الخسائر تمثلت في 998 هكتار من الغطاء النباتي، 207 منها من الغابات، 596 من الأدغال و190 من الأحراش، فيما كانت ولاية عين الدفلى الأكثر تضررا من الحرائق بـ 383 هكتارا، تليها تيسمسيلت بـ 191 هكتارا وتلمسان بـ 94 هكتارا، ثم تيزي وزو بـ 83 هكتارا. 

وعن هذه الحصيلة وسبل التقليل منها خاصة وأننا في بداية فصل الصيف، أكد أمس رئيس نادي المخاطر الكبرى، عبد الكريم شلغوم، في تصريح لـ"الرائد"، أن نجاعة المخطط الذي سطرته الحكومة مع مديرية الغابات للوقاية من حرائق الصيف هذه السنة، مرتبط بالوسائل والإمكانيات وكذا الاستراتيجية الوقائية وجهاز اليقظة.

وقال شلغوم أن الحصيلة المسجلة لغاية الآن هي ثقيلة خاصة أن فصل الصيف لا يزال في أوله ولا يزال هناك شهر جويلية وشهر أوت اللذان يعدان ذروة الحرائق، مشيرا أن الغابات في الجزائر كثيفة جدا، وهي بحاجة إلى نظام وقائي خاص مثلما كان مطبقا في سنوات الستينيات والسبعينيات، معتبرا أن الإشكال هو عدم فعالية السياسة الوقائية المطبقة حاليا، حيث اعتبر ذات المتحدث أن "الجزائر تحتاج إلى استراتيجية خاصة لحماية غاباتها من الحرائق، تسيرها هيئة مستحدثة مكونة من أكثر من وزارة تنسق فيما بينها من أجل حماية الغطاء النباتي، لأن الاستمرار بنفس الاستراتيجية القديمة لن يكون مجديا.

وعن الأسباب الرئيسية وراء اندلاع الحرائق، تحدث شلغوم عن حرارة الطقس وغياب سياسة بالنسبة إلى الإقليم، فضلا عن غياب تهيئة ومسالك للجبال تشرف عليها وزارتا الفلاحة والداخلية، فضلا عن الأيادي التي وصفها بـ"الخبيثة" والتي ترفع من بقعة الحرائق عمدا خاصة في السواحل بغية الاستيلاء على الأراضي، مضيفا أن ارتفاع معدلات الحرائق كل فصل صيف ستكون له أبعاد خطيرة على المحيط والمناخ الذي يفقد على المدى المتوسط والبعيد توازنه.

دنيا. ع

 

من نفس القسم الوطن