الثقافي

للباحث سمير نور الدين دردور يكتب عن "ملحمة الجزائر: شرح تاريخي لإلياذة الجزائر لشاعر الثورة مفدي زكريا"

يضمّ مقاربة تاريخية تراعي تسلسل الأحداث وتطوّرها مستعينة بالمصادر الموثوق فيها

"ملحمة الجزائر: شرح تاريخي لإلياذة الجزائر لشاعر الثورة مفدي زكريا" عنوان الكتاب الصادر عن "مؤسسة هنداوي" للباحث سمير نور الدين دردور، ويضمّ مقاربة تاريخية تراعي تسلسل الأحداث وتطوّرها، مستعينة بالمصادر الموثوق فيها، إضافة إلى دراسة لـ"الإلياذة" التي كتبها مفدي زكريا وشاركه فيها الجزائري مولود قاسم نايت بلقاسم والتونسي عثمان الكعاك، وقيمها وما تحمله من عناصر جمالية تجعلها أحد أبرز الأسفار الشعرية في العصر الحدِيث، التي تروي تاريخ الجزائر من العصور القديمة وصولاً إلى الاستعمار الذي انتهى بالاستقلال.

وتتكون الياذة الجزائر من مائة مقطع يتكون كل مقطع من عشرة ابيات ، عدا المقطع الثالث و التسعون الذي يتكون من احد عشر بيتا، و البيت الحادي عشر يعتبر بمثابة سجدة السهو ليعبر عن قداسة ملتقى الفكر الاسلامي الذي انعقد بالجزائر العاصمة و الذي يعتبر المحرك لكتابة (الالياذة) و بذلك تبلغ الالياذة الف بيت و بيت، و هذا الرقم في حد ذاته له دلالة تراثية تعبر عن انتهاء حضاري و ثقافي معين، و ما يشد الانتباه إلى الياذة الجزائر هو المادة التاريخية الطاغية على بنيتها في بناء ملحمي محكم، وهذا ما جعل مواضيع الالياذة تتداخل لان الشاعر يرى التاريخ كوحدة لا تتجزأ، و هو تواصل و امتداد، ولأن الإلياذة مشحونة بكثير من الرموز الثقافية و التاريخية.

فالإلياذة ترصد مجموعة من الاحداث تمتد على مساحة زمنية اوسع تبدأ من فجر التاريخ إلى يومنا هذا و تضيء اللحظات الحاسمة في حياة الأمة الجزائرية و يمكن القول أن «الالياذة» الجزائرية تحتوي «اللهب المقدس» و تتجاوزه و لا تجعل منه شكلا من أشكال التحولات التي قادت إلى التحرر عن طريق فعل شخص أو مجموعة من الأشخاص، فمن الحجج التي قدمت للتدليل على عدم مطابقة الإلياذة لمقياس الملحمة عند أرسطو، هي عدم إحترام مفدي الأحداث الثلاث وحدة الموضوع وحدة الزمن ، و وحدة المكان.

و إن تفكيك نص إلى وحدات لسانية مؤلفة من عناصر متشاكلة في مستواها المعجمي، يقودنا إلى تبين التماثل بين عدة أقطاب دلالية تهيمن على شكل المعنى في النص الخطابي، و ذلك لطبيعة النص الخطابية التاريخية و السردية، بحيث نلفي تداخل مواضيع الإلياذة لأن الشاعر يرى أن التاريخ كوحدة لا تتجزأ و هو تواصل و امتداد، وقد قسم الشاعر هذا الجانب " إلى ثلاث أقسام كالآتي:

تاريخ الجزائر القديم.

تاريخ الجزائر الوسيط.

تاريخ الجزائر الحديثو المعاصر و بما أن المعنى العام هو أحد المكونات الأساسية، فقد بدأ الشاعر بعرض بطله التاريخي في مطلع «الالياذة» الجزائر، فالتاريخ ليس ما تصنعه الصدف و لا مكائد الاستعمار و لكن ما تصنعه الشعوب ذاتها في أوطانها، أشار إلى كل قطب من أقطابها مكانيا و زمانيا و بشريا، و على غرار محور البطولة هناك محاور أخرى تتلاحم مع بعضها البعض.

فريدة. س

من نفس القسم الثقافي