الوطن

بكاء وسط ممتحني الباك بسبب العلوم والمحاسبة وارتياح في صفوف اللغات والأدبيين

الغش يعود مع ثالث يوم وتورط رؤساء مراكز

"الحرارة الشديدة" تدفع أساتذة الجنوب إلى الانتفاضة لتغيير موعد الامتحان 

 

خرج، أمس، الممتحنون في شهادة البكالوريا لدورة 2019 والغضب والاستياء باديا على وجوههم، خاصة فيما تعلق بشعب المواد العلمية وشعبة التسيير والاقتصاد، على خلفية المواضيع الصعبة والطويلة التي ميزت اليوم الثالث، ونددوا بعدم وفاء وزير التربية بوعوده عندما طمأنهم قبل الامتحان بأنها ستكون سهلة وفي متناول الجميع، مؤكدين أن باك 2019 كان صعبا مقارنة بالسنوات الماضية، عكس الأدبيين الذين خرجوا متفائلين آملين أن تستمر الأسئلة السهلة اليوم كذلك والذي سيكون آخر امتحان لهم.

ولم يمر اليوم ما قبل الأخير لامتحانات شهادة البكالوريا بردا وسلاما لثلاث شعب علمية، حيث أجمع تلاميذ شعب العلوم والرياضيات والتقني رياضيات أن الأسئلة كانت جد صعبة وطويلة جدا، حيث خرج تلاميذ التسيير المحاسبي والمالي (مادة أساسية) لشعبة تسيير واقتصاد في حالة جد صعبة وسجل حالات بكاء بسبب صعوبة المواضيع، على غرار مواضيع علوم الطبيعة والحياة بالنسبة لشعبة العلميين وشعبة الرياضيات، رغم تأكيد أساتذة أنها كانت أسئلة خالية من الغموض وفي متناول المترشح المتوسط وبنيت وفق طرق علمية واضحة وبسيطة، لشعبتي علوم تجريبية (مادة أساسية) ورياضيات.

وأجمع تلاميذ شعبتي العلوم التجريبية وكذا الرياضيات على صعوبة مواضيع اليوم الثالث، حيث خرجوا بمعنويات محبطة من مراكز الإجراء بسبب مواضيع الامتحانات، بعد عجزهم عن حل التمارين التي جاءت "طويلة وصعبة"، مؤكدين صعوبة موضوع مادة العلوم الطبيعية حيث أن كلا الموضوعين الاختياريين طويلان وتضمنا أسئلة صعبة، ما جعل الكثيرين منهم يغادرون قبل نهاية التوقيت الرسمي، وهو نفس الشأن لمترشحي مادة التكنولوجيا لشعبة تقني رياضي، حيث أنها مادة أساسية معاملها 7 وهذا بالنسبة لهندسة الطرائق، فيما كانت المواضيع سهلة في هندسة ميكانيك، كما كانت مواضيع الفرنسية سهلة حسب إجماع التلاميذ والتي اجتازتها جميع الشعب العلمية والادبية في مساء أمس. وذات الوتيرة ميزت امتحانات الفلسفة. بالنسبة للأدبيين واللغات.

 

إقصاء 12 تلميذا من الباك في تبسة 

 

هذا ورافقت صعوبة المواضيع حالات الغش على غرار ما سجلته مديرية التربية لولاية تبسة، التي قامت أمس بإقصاء 12 مترشحا في امتحان البكالوريا، أغلبهم من الأحرار، وتم إقصاء هؤلاء المترشحين بسبب محاولتهم الغش وإثارة المشاكل داخل مراكز الإجراء، ورفضهم للتدابير التنظيمية التي تحكم سير هذا الامتحان المصيري، الذي عرف منذ بدايته إقصاء 30 ممتحنا، في وقت تواصلت حالات الغش في ولايات أخرى على غرار غليزان التي سجلت حالتين أمس، فيما منع بعض رؤساء المراكز على غرار ولاية الوادي من إقصاء طلبة يقومون بالغش شفهيا، حيث اشتكى أساتذة حراس من منع تدوين تقارير غش عن طريق اللفظ على اعتبار أنه يجب إرفاق التقرير بدليل مادي ملموس، على اعتبار أن شهادة الحراس ليست دليلا.

كما عرف اليوم الثالث نشر أيضا المواضيع المزيفة وتسريبها عشية الامتحان على صفحات التواصل الاجتماعي، في وقت تواصل الجهات الأمنية مراقبة جميع الصفحات المتورطة في نشر هذه المواضيع التي تشوش على الممتحنين، في انتظار التوصل لجميع المتورطين ومقاضاتهم.

وسيجتاز اليوم الأربعاء تلاميذ البكالوريا مادة التاريخ والجغرافيا واللغة الأماريغية لكامل الشعب، وهو الامتحان الأخير لتلاميذ شعبة آداب وفلسفة. بينما تمتحن خمس (05) شعب في اليوم الخامس والأخير في امتحان اللغة الأجنبية الثالثة (الألمانية، الإسبانية أو الايطالية) بالنسبة لتلاميذ شعبية لغات أجنبية، وهو آخر امتحان لهذه الشعبة، وفي مادة العلوم الفيزيائية بالنسبة لشعبتي العلوم التجريبية، شعبة الرياضيات وتقني رياضي وفي مادة الاقتصاد والمناجمنت لشعبة تسيير واقتصاد. على أن تكون مادة الفلسفة آخر امتحان للشعب الأربع المتبقية خلال الفترة المسائية.

 

إغماءات كثيرة بسبب عدم فعالية المكيفات بولايات الجنوب 

 

يأتي هذا في الوقت الذي عرفت امتحانات شهادة البكالوريا انعدام فعالية المكيفات، ما تسبب في انخفاض نسبة السكر عند البعض، وتسجيل حالات اغماء، وحالات نقلت إلى المستشفى، ما سجل تذمرا وتململا وضغطا شديدا أفقد التلاميذ تركيزهم وشتت أذهانهم، ما جعل الأساتذة يطلقون حملة تحت شعار "حان الوقت لنقولها صراحة من الجنوب للمشرفين على تنظيم الامتحانات السنوية، لقد طفح الكيل وبلغ السيل الزبى"، مطالبين بحل للامتحانات الرسمية، إما تبرمج في توقيت مختلف أو تبرمج في الفترات الصباحية وفقط، خاصة مع تسجيل في مركز شهرة محمد بالمغير بالوادي كارثة المكيفات حيث أنها حاضرة غائبة، ونفس الوضع في متقن عبيد مروش حيث أغلب المكيفات غير صالحة وهذا بالوادي فقط، ناهيك عن مراكز تمنراست وأدار وولاية إليزي، مع العلم أنه تم تسجيل تغيب 69 مترشحا نظاميا بتبسة وحدها، و2474 مترشحا حرا. في الوقت الذي زودت 8 مراكز بجنوب الولاية بأكثر من 100 مكيف هوائي.

وبالوادي وبسبب ارتفاع مفاجئ في ضغط الدم لرئيس مركز الإجراء بمتوسطة عيسى مشحا، ولأجل ضمان السير الحسن لامتحان شهادة البكالوريا، قام مدير التربية باستبداله بلزهر خالدي كونه آخر رئيس مركز أشرف على شهادة التعليم المتوسط بذات المركز، وهذا بعد العودة لاستشارة وزارة التربية.

 

وزير التربية يستغل الندوة المرئية لمراقبة مواضيع الباك في المديريات 

 

في المقابل، باشر وزير التربية الوطنية، عبد الحكيم بلعابد، منذ أول يوم من انطلاق امتحان شهادة البكالوريا، عقد سلسلة لقاءات مع مدراء التربية الولائيين الـ 50، عبر تقنية الندوة المرئية، استعدادا في كل صباح لمتابعة مجريات امتحان شهادة البكالوريا، ولمدة نصف ساعة كاملة، وذلك من الساعة السابعة والنصف صباحا إلى غاية الساعة الثامنة، وهو موعد التحاق المترشحين بأقسامهم، دقائق فقط قبل الشروع في عملية فتح الحافظات لمواضيع الامتحان.

وعبر هذه التقنية، أكد الوزير أنه سيستغلها في حضور عملية فتح الأظرفة وأن يكون كل يوم قبل بداية كل اختبار وذلك لمتابعة آنية من الطرفين (الوزارة ومديريات التربية) لعملية فتح وتوزيع مواضيع الاختبارات. كما أعطى الوزير توجيهات وتعليمات لضمان استمرارية السير الجيد لهذا الإمتحان إلى غاية يوم غد الخميس، آخر يوم امتحان.

عثماني مريم

 

من نفس القسم الوطن