الوطن

موضوع "الرياضيات" يسبب صدمة كبيرة للممتحنين في اليوم الثاني للباك

الهيئة الوطنية للوقاية من الجرائم توقع بالعشرات من محاولات الغش

    • تسجيل تأخرات عدة وغيابات بالجملة وسط الأحرار 

 

لم يسلم اليوم الثاني من امتحانات شهادة البكالوريا من ظاهرة تسريب المواضيع من قاعات الامتحانات في مادة "الرياضيات"، وسجل أيضا تواصل الغش الذي أدى إلى إقصاء العديد من الممتحنين، رافقه إقصاء بسبب التأخر الذي عاد بقوة في اليوم الثاني رفقة عدد الغيابات. في وقت يرى المتتبعون للشأن التربوي أن هذا الامتحان تميز بعدم تسريب المواضيع وسهولة المواضيع المطروحة.

سجل، أمس، امتحان شهادة البكالوريا لدورة جوان 2019 في يومه الثاني نشر أيضا مواضيع امتحانات البكالوريا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث قامت أطراف بنشر موضوع الرياضيات الذي امتحن فيه المترشحون في الفترة الصباحية بعد فتح الأظرفة وتوزيع الأوراق على المترشحين، وهذا رغم حجب هذه المواقع لليوم الثاني على التوالي، إلا أن الممتحنين وأطرافا أخرى وجدوا في تقنية "VPN" الحل من أجل الغش أو الترويج للغش، هذا فيما تواصل الجهات الأمنية بالتنسيق مع وزارة التربية في التحقيقات للوصول إلى كل المتورطين.

وتأتي محاولات الغش مع اجتياز التلاميذ في مختلف الشعب العلمية، أمس في الصبيحة، مادة الرياضيات التي هي مادة أساسية بالنسبة للشعب العلمية، في ظل تباين ردود فعل الممتحنين لسهولة وصعوبة المواضيع، وتسببت الرياضيات في بكاء العديد من المترشحين. هذا فيما كانت المادة الثانية الممتحن فيها "الإنجليزية" وفيما تم تدريسه حسب التلاميذ، إلا أن الصعوبة كانت متباينة أيضا.

 

    • عقوبات وإقصاء لـ 10 سنوات من الامتحان للغشاشين 

 

وفي هذا الشأن، أوضح الناشط التربوي كمال نواري، في تصريح لـ"الرائد"، أن مادة الرياضيات كانت في متناول الجميع، مع العلم أنها أساسية لكل الشعب، ما عدا الآداب والفلسفة ولغات أجنبية، مشيرا في المقابل أن الهيئة الوطنية للوقاية من الجرائم المتصلة بتكنولوجيا الاتصال ومكافحتها قامت، يوم أمس، بعمل جبار حيث تم اكتشاف حالات كثيرة من الغش عن طريق نشر مواضيع بعد توزيعها على المترشحين في بعض المراكز، وتم إقصاء هؤلاء المترشحين، مشيرا أن التحقيق ما زال جاريا لحد الآن. ويأتي هذا رغم حجب مواقع شبكات التواصل الاجتماعي.

وأوضح المتحدث أنه يتعرض هؤلاء المترشحون إلى عقوبات قضائية وإقصاء من المشاركة في الامتحان مستقبلا 5 سنوات للمترشحين المتمدرسين و10 سنوات للأحرار. وكمتابع للشأن التربوي، فإنه يعتبر دورة 2019 دورة ناجحة قبل نهايتها حيث لا وجود للتسريبات، وحتى نشر المواضيع فإن قليل مقارنة بالسنوات الماضية.

وتلقت بذلك وزارة التربية عدة تقارير من مديريات التربية عبر الوطن حول الغش الذي عاد في هذا الامتحان الرسمي باستعمال الطرق التقليدية والحديثة في الغش، والمتمثلة في "البلوتوث" والهواتف النقالة والقصاصات"، وهذا على غرار ولايات غرداية، تبسة، غليزان، سكيكدة، البويرة، الأغواط وغيرها من الولايات الأخرى. وبالرغم من التحذيرات السابقة لوزارة التربية الوطنية وتوعدها بمعاقبة كل ممتحن يحاول الغش، أقدم البعض منهم على الغش في مادتي الرياضيات واللغة الإنجليزية، حيث سجلت مديرية التربية لولاية غليزان حالتي غش منذ بداية امتحان شهادة البكالوريا، تتعلقان بممتحنة حرة وآخر نظامي قاما بالغش بطرق تقليدية بمركزي إجراء امتحان شهادة البكالوريا بالولاية. وهما مركز ميلود منصورية بوادي ارهيو ومركز العقيد عثمان. وسبق أن أوضحت الوزارة الوصية أنه تعتبر حالة غش في حال إحضار أي أداة اتصال مهما كان نوعها كالهاتف النقال، لوحة إلكترونية.

 

    • اعتداءات على الحراس والممتحنين 

 

كما سجل، أمس، رفض مترشحي شهادة البكالوريا بمركز عزون الشريف بولاية تبسة، الدخول إلى قاعات إجراء الامتحانات احتجاجا على إجراءات الإدارة، حيث تجمهر المحتجون أمام مدخل المركز وداخله، مرددين شعارات ضد رئيسه.، وهو ما دفع والي ولاية تبسة لإصدار تسخيرة للشرطة باستعمال القوة العمومية لإرغام الطلبة على الدخول، فيما انتظرت الشرطة تدخل مدير التربية، الذي تنقل وتحاور مع المحتجين بعد السماع لانشغالاتهم، في وقت تم إيقاف مترشح اعتدى على أحد الحراس الذي نقل إلى الاستعجالات بسبب التعدي عليه بالضرب والتسبب له في جروح.

هذا وعادت أمس بقوة حالات الغيابات والتأخرات وسط التلاميذ "الأحرار" خاصة، وكان غياب النقل وبعد مراكز الامتحانات عن مقرات سكن المترشحين السبب الرئيسي في عزوفهم عن المشاركة في هذا الامتحان المصيري. وبولاية البويرة فاق عدد حالات الغياب المسجلة خلال اليومين الأولين لامتحانات شهادة البكالوريا 1000 حالة، وهو شأن ولايات تيزي وزو وبجاية وأدرار وبسكرة، حيث تم تسجيل العديد من الغيابات وسط المترشحين الأحرار الذين أجروا امتحانات اليوم الأول فقط.

وعرف الامتحان تسجيل تعرض تلميذة، 20 سنة، في البليدة، إلى اعتداء في طريقها إلى مركز اجتياز شهادة البكالوريا، حال دون اجتيازها الامتحان، وقد حولت إلى مستشفى بوفاريك. مع العلم أن الاصابة عميقة ما اضطر إدخال إلى قاعة العمليات، حيث تمت خياطة وجهها ما جعلها تتأخر عن الامتحان وتقصى من البكالوريا نهائيا. كما أن التأخر كان سببا في إقصاء عدة حالات في أوساط الممتحنين النظاميين، بعد تعليمات وزارة التربية الوطنية بعدم التسامح مع المتأخرين في الالتحاق بمراكز الامتحان ولو بدقيقة واحدة، ومنع التحاقهم بمراكز الامتحان خاصة أنه منحت لهم نصف ساعة إضافية. وقد تراوح عدد الممتحنين في القسم الواحد بين 5 و6 طلبة، فيما سجلت بعض الأقسام تواجد طالب واحد بسبب الغياب والتأخر.

عثماني مريم 

 

من نفس القسم الوطن