الوطن

تلاميذ يخرقون حجب "الفايسبوك" عبر "الفي. بي. أن" للغش في باك 2019

الأمن ترصد لكل تسريبات وأوقع بأشخاص نشروا 3 مواضيع مغلوطة

    • مواضيع سهلة في العربية وصعبة في "القانون" للتسيير والاقتصاد

 

تمكنت، أمس، وزارة التربية الوطنية من تفادي تكرار سيناريو تسريب مواضيع امتحانات شهادة البكالوريا مع انطلاق أول يوم الذي كان بردا وسلاما على مسؤولي وزارة التربية، وعلى رأسهم عبد الحكيم بلعاب الذي لجأ إلى حجب شبكات التواصل الاجتماعي من فايس بوك وأغلب مواقع التواصل الاجتماعي، هذا فيما تميز هذا الامتحان بعودة التسريبات الخاصة بالمواضيع المزيفة رغم قلتها والتوصل سريعا إلى مروجيها، كما عاد الغش باستغلال تلاميذ تقنية الـ"في بي أن"، غير أنها كانت حالات قليلة جدا.

باشر، أمس، أزيد من 674 ألف مترشح عبر التراب الوطني، اجتياز امتحانات شهادة البكالوريا للسنة الدراسية 2019/2018، موزعين على 2339 مركز إجراء، حيث أعطى وزير التربية الوطنية عبد الحكيم بلعابد إشارة انطلاق الامتحان من ثانوية "سعيد شقار" بالرويبة (العاصمة).

وكان أول امتحان هو مادة اللغة العربية في جميع الشعب الأدبية والعلمية، وأجمع الممتحنون أن المواضيع كانت في متناول الجميع ومن راجع دروسه سيجيب بكل سهولة على الامتحان، إلا أن الموضوع الثاني بالنسبة لشعبة التسيير والاقتصاد في مادة القانون كان حسب التلاميذ المعنيين صعبا على اعتبار أن الأسئلة التي طرحت كانت خارج ما تمت مراجعته، وأنها تحتاج إلى التفكير، وهذا قبل أن يجتاز جميع التلاميذ وفي مختلف الشعب امتحان مادة التربية الإسلامية مساء.

وعمدت وزارة التربية وطيلة ساعات امتحانات شهادة البكالوريا إلى حجب مواقع التواصل الاجتماعي على الجزائريين والتشويش على الأنترنت بمراكز الامتحانات، بعد نجاح التنسيق مع اتصالات الجزائر التي وافقت على تعليق خدمة "الفايس بوك" ومختلف شبكات التواصل الاجتماعي خلال الساعة الأولى لكل امتحان، لتفادي كل محاولة لنشر مواضيع البكالوريا على الأنترنت، هذا ولم يمنع ذلك من تسجيل حالات للغش مثلما قام به تلميذ بولاية غرداية تمكن من تسريب موضوع اللغة العربية عن طريق تقنية VPN وهي الطريقة تسمح للشخص بالولوج إلى الأنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي بأريحية، وهذا قبل التفطن للتلميذ من قبل الأمن والحراس، بعد أن نشر الموضوع وبجانبه رقم تسجيله.

وأكد وزير التربية الوطنية، عبد الحكيم بلعابد، أنه بفضل اتخاذ إجراءات لمحاربة الغش خلال الامتحانات الوطنية للسنة الدراسية الجارية، تم منع أية محاولات لتسريب الأسئلة إلكترونيا، ويتعلق الأمر لاسيما بوضع الهواتف النقالة وكل وسيلة اتصال بمدخل المركز في قاعة تخصص لذلك وكذا تزويد وزارة الدفاع الوطني فروع الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات بأجهزة التشويش.

وحسب الوزير، فإن "الإجراءات الردعية لسلوكيات الغش أثبتت نجاعتها وقدمت نتائج إيجابية في السنوات الأخيرة، خاصة بعدما تم استحداث منذ سنتين الهيئة الوطنية للوقاية من الجرائم المتصلة بتكنولوجيات الإعلام والاتصال ومكافحتها (التابعة لوزارة العدل) والتي تم تزويدها بالأدوات القانونية والتشريعية اللازمة.

 

    • بلعابد: تراجع كبير في عدد المواضيع المغلوطة والمزيفة

 

كما قال بلعابد إن التجاوزات المسجلة تتعلق فقط بـ"نشر ثلاثة مواضيع مغلوطة للبكالوريا على الأنترنت بهدف التشويش على التلاميذ"، مؤكدا أن هذا العدد ضئيل جدا مقارنة بالسنوات الماضية، حيث كان عدد المواضيع كبيرا جدا، مضيفا أن "المصالح المعنية قد حددت الأشخاص الذين يقفون وراء نشر هذه المواضيع وستتم متابعتهم حسب القانون"، مطمئنا أن الامتحان "يجري في ظروف جيدة حسب المعلومات الواردة من مختلف الولايات"، مشيدا في هذا الإطار بالجهود التي تبذلها جميع الجهات لإنجاح هذا الامتحان.

وحرص وزير التربية على تذكير في أكثر من مرة التلاميذ من خطورة اللجوء إلى الغش بسبب عواقبه الوخيمة، وهذا بعد أن حرص في ذات الوقت وعشية انطلاق الامتحان الرسمي على توجيه رسالة إلى المترشحين لامتحان شهادة البكالوريا، جاء فيها "أنه بعد موسم حافل بالجهد والمثابرة سيتقدم التلاميذ للامتحان"، مستغلا الوضع ليشدد على أهمية الفهم الجيد للسؤال الذي هو نصف الإجابة، مع التأكيد على اختيار أحد الموضوعين في كل مادة، لأن الوزارة حافظت في التوقيت لكل مادة على نصف ساعة للاختيار، كما دعا لعدم التسرع والخوف والقلق والتركيز الجيد في الجواب، ودعا إلى ترتيب الإجابة وتحسين الخط واستغلال الوقت لمراجعة الأجوبة، مع أخذ قسط من الراحة وعدم الانشغال بالمواضيع التي تنشر على الأنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي، مؤكدا "إن الانشغال بالمواضيع التي تنشر عبر الفايسبوك تلحق الضرر بالطالب، لأن المواضيع في متناول الجميع"، وهذا قبل أن يوجه تحية للأساتذة الحراس والمصححين وكل الجماعة التربوية الذين يبذلون جهودا كبيرة، في وقت دعا النقابات إلى اعتماد مصلحة التلاميذ لإنجاح هذه الامتحانات، بعد أن نوه بوعيها بضمان موسم دراسي مستقر.

 

    • تكفل بتلاميذ إليزي بعد الفياضات وتسجيل غيابات قليلة

 

أما فيما يخص ظروف إجراء امتحانات البكالوريا في ولاية إليزي التي شهدت فيضانات في الآونة الأخيرة، قال الوزير أن "ظروف سيرها جيدة ولم تؤثر فيها الفيضانات الأخيرة"، بدليل أنه في امتحان شهادة البيام لم يتم تسجيل غيابات كثيرة، مؤكدا أنه وقف شخصيا على مدى نجاح هذا الامتحان يوم أمس.

فيما يخص التكفل بالتلاميذ من ذوي الاحتياجات الخاصة المعنيين باجتياز شهادة البكالوريا، شدد بلعابد أن هذه الفئة تحظى بالأولوية وبرعاية خاصة من طرف الوزير الأول، نور الدين بدوي، مضيفا أنه "تم تسخير كل الظروف لهؤلاء من أجل تمكينهم من اجتياز هذا الامتحان في احسن الظروف".

وجندت المديرية العامة للأمن الوطني أكثر من 18.000 شرطي عبر كافة التراب الوطني للسهر على تأمين امتحانات البكالوريا لسنة 2019، بدورها وضعت القيادة العامة للدرك الوطني مخططا أمنيا خاصا لإنجاح مجريات امتحانات نهاية السنة الجارية، بأطوارها التعليمية الثلاثة (ابتدائي-متوسط-ثانوي)، من خلال وضع تشكيل ميداني خاص لإنجاح هذه العملية بإقحام وسائل بشرية ومادية لضمان السير الحسن لهذه الامتحانات على مستوى 48 ولاية.

عثماني مريم

 

من نفس القسم الوطن