الوطن

"بيام 2019" غش واستغلال للنفوذ لإنجاح البعض على حساب آخرين !!

وزارة التربية مطالبة بإعادة المصداقية للامتحانات الرسمية

    • الأسئلة كانت في متناول الجميع وتحدي نسبة النجاح رهان الوصاية

 

أنهت وزارة التربية الوطنية امتحانات شهادة التعليم المتوسط في ظروف استثنائية، وهذا على خلفية التجاوزات الخطيرة التي ميزتها، خاصة تلك التي وقعت على مستوى المسيلة، حيث تلقى وكيل الجمهورية شكوى عاجلة حول فضيحة من العيار الثقيل تتعلق بمحاولة إنجاح أبناء مديرين في الامتحان، تورط فيها أمين عام مديرية التربية، ما يجعل مصداقية هذا الامتحان على المحك، وهذا بعد استمرار أيضا الغش عبر تقنيات 3 و4 جي، في وقت باشرت الجهات الأمنية تحقيقات للإيقاع بكل المتورطين.

اجتاز، أمس، أزيد من 630 ألف تلميذ آخر يوم في امتحانات شهادة التعليم المتوسط في ظروف عادية في بعض المراكز واستثنائية في مراكز أخرى اعتادت على تشجيع الغش، رافقتها سهولة المواضيع المطروحة فيما تعلق بأسئلة مواد العلوم الطبيعية والفرنسية واللغة الأمازيغية، حيث كانت المواضيع سهلة وفي متناول التلميذ المتوسط، على غرار أسئلة جميع المواد التي طرحت منذ اليوم الأول حيث بسيطة ومفهومة.

وبالرغم من لجوء الوزارة إلى وضع مواضيع في متناول الجميع، إلا أن من يريد النجاح بطرق سهلة توجهوا إلى حل الغش، حيث تفاجأ أولياء التلاميذ مرة أخرى وعلى غرار يوم أول أمس باستمرار عمليات الغش في الامتحان الأخير لشهادة التعليم المتوسط في مادتي العلوم واللغة الفرنسية، حيث سربت منذ الدقائق الأولى من توزيع المواضيع في مراكز الامتحانات عبر صفحات التواصل الاجتماعي وفي مختلف الصفحات المهتمة بهذا الامتحان بغرض الحصول على مساعدة من خارج المراكز.

وتلقت وزارة التربية انتقادات لاذعة في اليوم الأخير من الامتحان بسبب فشلها في قمع كل الأطراف المتورطة، وعدم اعتماد الصرامة مع رؤساء المراكز وحتى الملاحظين الذين جندتهم وزارة التربية لضمان مصداقية الامتحانات الرسمية.

 

    • وكيل الجمهورية يتلقى شكوى ضد الأمين العام لمديرية التربية للمسيلة

 

يحدث هذا في وقت سجل القطاع أكبر فضيحة في هذا الامتحان، ويتعلق الأمر بولاية المسيلة، حيث اسلتم وكيل الجمهورية لدى محكمة تبسة، أول أمس، شكوى حول استعمال النفوذ من قبل إطارات مديرية التربية قسم الامتحانات، وذلك لإنجاح ثلاثة مترشحين، بمركز الإجراء متوسطة فارس علال، وتبين أن هؤلاء الثلاثة هم أبناء مديري متوسطات وابن الأمين العام لمديرية التربية لولاية تبسة، وقد تم استقدام تلميذ معروف بنتائجه الإيجابية جدا ووضعه في قاعة مع هؤلاء الثلاثة فقط، حيث أنه لم يؤخذ لا بالترتيب الهجائي ولا بالترقيم في وضع المترشحين. وهو ما أثار استياء وتذمر أولياء مترشحين آخرين بسبب هذه الانتقائية واستعمال النفوذ.

ووفق المعلومات التي روجتها النقابة الوطنية لعمال التربية والتكوين "الستاف" وبغية تحريك وزارة التربية لمعاقبة المتورطين، فإن فضيحة مديرية التربية لتبسة أمر خطير يستدعي عدم السكوت عنها، خاصة بعد تداول تورط الديوان الوطني للمسابقات والامتحانات الذي هو في "قفص الاتهام".

وتساءل المكتب الولائي لـ"الستاف" كيف تم ترتيب هؤلاء التلاميذ وكيف يتم وضع 4 تلاميذ فقط في حجرة واحدة، مشددة أن الفساد يلاحق التلاميذ بإيعاز من مديرية التربية والمديرين، موضحا أن "متوسطة فارس علال بتبسة عرفت عدة تجاوزات من العيار الثقيل والمتعلقة بسوء التسيير واستغلال النفوذ، تورط فيها الأمين العام لمدير التربية بتبسة، ومدير المتوسطة بتواطؤ من مدير التربية للولاية، مشيرا أن "الفضيحة تفاقمت بعد قيام الأمين العام لمديرية التربية بتبسة وبتواطؤ مع مدير متوسطة فارس علال بوضع أبنائهم الأربعة في القاعة 14 خاصة التي تحمل رقم 12003 لاجتياز شهادة التعليم المتوسط، ضاربين بذلك عرض الحائط بكافة الإجراءات القانونية والتنظيمية المعمول بها، بوضع ثلاثة تلاميذ من بينهم ابن الأمين العام لمديرية التربية الذي يحمل رقم التسجيل 24065784، وكذا اثنين آخرين وهما ابنا مدير برقم التسجيل 24012967 ورقم التسجيل 24065741".

واتهم الفرع النقابي المستقل لعمال التربية والتكوين "الستاف" بتبسة "الديوان الوطني للمسابقات الامتحانات وكذا رئيس المركز الذي دعته لتحمل مسؤولية الفساد الذي أصبح يلاحق التلاميذ بإيعاز من مديرية التربية والمديرين"، داعيا "إياهم لتحمل تبعات هذه الأفعال التي يعاقب عليها القانون والقائمة على الأدلة والإثباتات التي تم تسليمها للعدالة".

كما طالبت ذات النقابة "وزارة التربية الوطنية بالتدخل العاجل ووضع حد لهذه التجاوزات التي تورط فيها مدير التربية وأمينه العام ومدير المتوسطة، والتي تضرب قطاع التربية بتبسة في الصميم..".

وفور تداول هذه الفضيحة على صفحات التواصل الاجتماعي، خرج أساتذة التلميذ النجيب الذي تم وضعه في نفس قسم التلاميذ الثلاثة عن صمتهم من أجل الدفاع عن أخلاقه، مؤكدين أنه تلميذ نجيب ومهذب ومن الأوائل وأنه معروف بأخلاقه، مستغربين وجود اسمه ضمن القائمة واتهامه بهذا الاتهام الباطل، مطالبين بفتح تحقيق لإنصافه ورد الاعتبار له، خاصة أن عائلته لم تتورط في القضية، مطالبين بإنصافه، خاصة أن هذا الأمر تسبب له في أزمة نفسية.

سعيد. ح

 

من نفس القسم الوطن